سجلت البورصات الأوروبية ارتفاعا عند بدء جلساتها اليوم، الأربعاء، بعد توجه للانخفاض فى آسيا، بينما تتواصل الأخبار السيئة التى تصدر عن الشركات، ويتزايد القلق بشأن مزاج المستهلكين. وما زال التخوف من انهيار المجموعة الأميركية لصناعة السيارات جنرال موتورز، والانعكاسات المحتملة لذلك على الاقتصاد العالمى، يؤثر على مزاج المستثمرين القلقين أيضا من وضع الاستهلاك فى الولايات المتحدة مع اقتراب أعياد نهاية السنة.
فتحت بورصة باريس على ارتفاع نسبته2,13%، بينما كسبت فرانكفورت0,85%، ولندن0,75%. وهو ارتفاع تقنى بعد التراجعات الحادة التى سجلت سابقا وبلغت3,57% فى لندن، و25,5% فى فرانكفورت، و4,83 % فى باريس.
وفى طوكيو أغلقت البورصة على تراجع نسبته1,29 %. كما أغلقت على انخفاض بورصات سيدنى (0,85%) ونيوزيلندا (0,98%) وسيول (0,43%) وتايبيه (0,50%). أما بورصة شنغهاى فأغلقت على ارتفاع نسبته 0,84%، متشجعة بخطة الإنعاش التى أطلقتها بكين فى نهاية الأسبوع وتبلغ قيمتها 586 مليار دولار. وقال هيرويشى نيشى، الوسيط فى مجموعة "نيكو كورديال" فى طوكيو، أن "ضعف الاقتصاد العالمى يتواصل بسبب المشاكل فى الولايات المتحدة". وأضاف أن المستثمرين "مترددون بين التشاؤم والأمل فى إجراءات جديدة للإنعاش" فى أميركا الشمالية ومناطق أخرى فى العالم.
وكانت بورصة نيويورك أغلقت أمس، الثلاثاء، على انخفاض نسبته1,99% وحدت من خسائرها، بعدما أعلنت واشنطن خطة تهدف إلى مساعدة أصحاب العقارات الذين يواجهون صعوبات فى تسديد ديونهم. وتهدف هذه الخطة إلى منع مصادرة المنازل عبر تعديل بنود القروض العقارية. ويمكن أن تشمل هذه الإجراءات جزءا كبيرا من7,3 ملايين أسرة يمكن ألا تتمكن من تسديد ثمن عقاراتها بين 2008 و2010.
وينتظر المستثمرون بقلق، نشر أرقام الإنتاج الصناعى لسبتمبر الماضى فى منطقة اليورو، اليوم الأربعاء، وكذلك الأرقام المتعلقة بمبيعات المفرق وثقة المستهلكين الأميركيين التى ستنشر الجمعة المقبل. وفى اليابان تراجع مؤشر ثقة المستهلكين فى أكتوبر الماضى، إلى أدنى مستو تاريخى مما يعكس مخاوف العائلات من قطاع التوظيف. وقالت فاليرى بلانيول مديرة الاستراتيجية فى صندوق "كريدى موتويل-سى آى سي"، إن "استهلاك العائلات سيتأثر كثيرا، ومبيعات هذه السنة ستكون منخفضة جدا".
وفى ألمانيا، أعلن المصرف العقارى "هيبو ريل ايستيت" الذى يواجه صعوبات كبيرة منذ تفاقم الأزمة منتصف سبتمبر الماضى، عن خسارة صافية تبلغ 3,1 مليار يورو فى الفصل الثالث من العام الجارى. وقال محللون إن هذه الخسائر أكبر بكثير مما كان متوقعا. وذكرت صحيفة "لا تريبون" الاقتصادية الفرنسية اليوم الأربعاء، أن مصرف الاستثمار "ناتيكسيس" التى تملكها مجموعتا "بنك بوبولير" و"كيس ديبارنى"، خسر 975 مليون يورو فى الأسواق فى أكتوبر الماضى. ونفى "ناتيكسيس" هذه المعلومات، وقدر الخسائر بحوالى 250 مليون يورو.
وبعد المصارف والعقارات، أصبح قطاع السيارات مصدر القلق الأكبر فى العالم. فقد تراجع سعر سهم جنرال موتورز أمس الثلاثاء، فى نيويورك 13,10%، ليبلغ 2,92 دولار وهو أدنى مستوى يسجله منذ 65 عاما بعدما انخفض أكثر من عشرين بالمئة الاثنين الماضى.
وكان محللون حذروا من أن سعر السهم قد يبلغ الصفر قريبا. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الأميركى المنتخب باراك أوباما طلب من الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش، تقديم مساعدة فورية لقطاع السيارات الأميركى خلال أول لقاء بينهما فى البيت الأبيض. إلا أن الرئاسة الأمريكية رفضت تأكيد هذه المعلومات. وفى ألمانيا أكدت المجموعة الأميركية فورد، اليوم الأربعاء، أنها طلبت مساعدات جديدة من الحكومة كما فعلت أوبل من جنرال موتورز.
وفى أسبانيا نظم أكثر من ألف موظف فى مجموعة السيارات اليابانية نيسان أمس الثلاثاء، تظاهرة تخللتها أعمال عنف فى برشلونة (شمال شرق)، احتجاجا على مشروع لتسريح 1680 موظفا. وفى السويد أعلنت مجموعة فولفو إلغاء 900 وظيفة إضافية بعد إلغائها 2850 أعلنت عنها على دفعات.
وفى سوق الصرف، تراجع اليورو أمس الأربعاء، إلى أقل من 1,25 دولار للمرة الأولى خلال أسبوعين، بينما واصل الين ارتفاعه مقابل العملات الأوروبية والأميركية. وتؤدى المؤشرات على تفاقم أزمة الاقتصاد إلى عودة المستثمرين إلى الدولار، وإن كان الوضع فى الولايات المتحدة لا يثير ارتياحا.
واصلت أسعار النفط الخام تراجعها اليوم الأربعاء، فى المبادلات الإلكترونية فى آسيا. وفى المبادلات الصباحية تراجع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم ديسمبر، 38 سنتا ليبلغ 58,95 دولار. أما برميل البرنت نفط بحر الشمال تسليم ديسمبر، فقد انخفض أحد عشر سنتا ليبلغ55,60 دولار.
وخسرت أسعار النفط فى نيويورك أكثر من ثلاثة دولارات بعد جلستين من الارتفاع، متأثرة بهبوط أسواق المال وبقلق المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمى. ففى نيويورك أقفل سعر برميل النفط الخفيف أمس الثلاثاء، على 58,32 دولار، بعد أن خسر 3,08 دولار من السعر الذى سجله الاثنين الماضى. وبالمقارنة مع المستويات القياسية التى بلغها سعر البرميل الواحد فى 11يوليو الماضى (147,50 دولار فى لندن، 147,27 دولار فى نيويورك)، خسرت أسعار النفط أكثر من ستين بالمئة من قيمتها.
فى أوروبا، دعا رئيس الوزراء البريطانى غوردن براون، الدول إلى اتخاذ إجراءات ميزانية منسقة مثل خفض فى الضرائب أو زيادة فى الإنفاق العام. وعبر المفوض الأوروبى للشئون الاقتصادية جواكين المونيا، عن تأييده لهذا الموقف وقال، "بدون تنسيق، لن تكون الخطط التى تتخذ على الصعيد الوطنى فعالة كما يتطلب الأمر". وعبرت واشنطن والمفوضية الأوروبية عن الأمل فى أن توجه قمة العشرين التى ستعقد السبت المقبل فى الولايات المتحدة، رسالة واضحة حول تحرير التجارة العالمية من أجل تنشيط المبادلات.
أسواق المال الأوروبية تبدأ جلساتها على ارتفاع
الأربعاء، 12 نوفمبر 2008 01:37 م