بعد قرن ونصف القرن على محاربته العبودية، يحظى الرئيس إبراهام لينكولن (1809-1865) باهتمام متجدد مع انتخاب باراك أوباما كأول رئيس أسود للولايات المتحدة.
ويقول بريان اندروز (55 عاماً) الذى يعمل فى المجال الاجتماعى بأوساط السود، وهو واقف أمام نصب لينكولن فى العاصمة الأمريكية, كان لينكولن ليصعق لرؤية شخص غير أبيض يصبح زعيماً للعالم الحر. وقد وضعت لوحة خشبية قرب النصب الضخم للرئيس الأمريكى السادس عشر، حيث يمكن للزوار أن يوقعوا برقيات تهنئة على فوز سناتور إيلينوى الديمقراطى الثلاثاء الماضى بالانتخابات الرئاسية. وهذا النصب أقيم إحياءً لذكرى لينكولن الذى عارض الرق, وعمل منذ عام 1861 للمحافظة على وحدة البلاد خلال حرب أهلية دامية, بعدما أرادت ولايات الجنوب الانفصال.
ولطالما تمت المقارنة بين الرجلين فكلاهما محام وسناتور عن ولاية إيلينوى، لكن لينكولن كان جمهورياً, وفور فوزه استشهد أوباما بلينكولن فى خطاب النصر الذى ألقاه فى إحدى حدائق شيكاغو العامة (إيلينوى)، وقال الرئيس المنتخب أمام الحشود, نحن لسنا أعداءً ولكننا أصدقاء, رغم أن العواطف الجياشة أدت إلى توتر فى علاقتنا إلا أنها يجب ألا تكسر أواصر المحبة. وأعرب أوباما عن عزمه القضاء على الانقسامات التى تمنعنا من التقدم، مردداً بذلك معنى كلمات محفورة على نصب الرئيس لينكولن "لملمة جروح الأمة".
ورغم إعلان إلغاء العبودية العام 1863, وإقرارها فى الكونجرس العام 1865 فى السنة التى أغتيل بها لينكولن، مرت عقود من الفصل العنصرى، قبل أن يلقى مارتن لوثر كينج بطل الدفاع عن الحقوق المدنية خطابه الشهير "لدى حلم" أمام نصب لينكولن. ويقول بريان أندروز, يعتبر لينكولن من أكبر ثلاثة رؤساء أمريكيين، إلى جانب جورج واشنطن وتوماس جيفرسون، مضيفاً, هؤلاء أشخاص أنقذونا. وإذا استشهدت بهم فهذا يعنى أن الطموح كبير جدا، ويضيف "لكن أظن أن أوباما سيرفع السقف أكثر, وسيكون الطموح بعده أكبر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة