سمائى المطلة
جدار من رخام الأرض المعاقة
وأرضى التى أحياها
جيوش من لزوجة أكثر فتكاً منى
سأكسر حالتى بالنوم الجبان
تغزونى أسنان بحجم السيل الذى يباغت
الغزلان على حافة النهر...
أتمونى كى أعيش حالتى النكرة
وكى أتفادى كل الذين يُطيرون خفافيشهم
كى تلعق دمى المناسب كبحيرة عقيمة
.. هجرتها مجاديف الساحلين الفرادى
فى شهر التسكع البحرى
فيا رزق هون
على المستمسكين بعراء الخيام والعشش
المطلة على الوجود
الذى تعوى فوق جثته
قطة ساحلية تتقافز على قوس الفقر
ثم فى آخر الليل تبول على قبرى
ثم تنتظرنى ساعتين
بطول الجفاف المرادف للبحر
أن أنهض من امتزاجى بالتراب
ومن حربى التى خلـّـفت لى ملكين
وروحاً مستعارة ورائحة للبكاء
يا واقفون
إذ يُنبت الدمع من بين أصابعكم
خصوبة للوحدة المرابطة على المقام
يا نازلون
إلى الغرف الكئيبة
وقلوبكم ليست فى سُمك خوصة
فى حصن نخلة نحيلة
يغرقها يابس يخطو على عظمتين
يتطاير منهما رماد كالعصافير الشاحبة
امكثوا كسالى ونحابين
ولاطمين لجثة الوقت البطىء
لن يذهب وقتكم فى سر تخمر رقدتى
لن أبغى سوى نصف متر للرؤيا
ومترين لنومتى ووقفتى
وفخارا يعتـّقه ماء دفيق
يخرج على أصابعى الذابلة
فتندفق الخضرةُ الصاعدة لبلابا
- شرايين زاحفة فى الجلد -
لن أستسلم لخديعة الموت الواثقة
إنكم لميتون فى الجسد
محلّقين نحو تجربةٍ
فى مزاوجة الروح للآخرة
ينبتُ فى جمجمتى نبتٌ دائرى، للنفاذ،
وصاعدا هذا الذى يتسلقه
كأنما سيرى جوقة من الملائكة المنشدين
يتدربون على نشيدهم الخاص
فنسمع فى آذاننا العادية رعدا متقطعا
ومقطوعة لملحمة "هى القيامة"
إنكم على متاعكم لمستمسكون
وإننى على شواية غربتى لمفتون
ويلكم لكم
وويلى ليس يفصله عنكم
سوى هذه الحرب التى لا تبصرون
ستجىء ماشية وماعز وجرذان
إلى فضاء جمجمتى
وسينبت الطالع الشوكى فيها
وسيجىء غربان مجنحون وناقر العظم
إذا وجدتهم
حسبتها تخطىء الشمس مطلعها
يوم ترى الناس هياكلَ على هيئة الطير
كل على شاكلة أبويه
بينما كنت أبحثُ عن تفاصيل وجهى
ومقاس جبهتى وحنكة العينين
ولعبة الشهوة فى التخليق
ونفخة الطين المترسب
على جانبى الدم
نشيد يحسبه العاديون رعداً
ويحسبه الساحليون كسوة للبحر
وأحسبه وحدى خنجراً فى ظهر الأرض
وصيحة فى ذاكرة الأرض تعرفها
كنت مشغولاً بسمائى المحدودة
بعريى الذى أظنه ولادة عصيبة
بباقة الورد التى تمتص من العتمة المستوطنة
ملح الرطوبة ومؤونة الغياب
- كلكم راع
وكلكم مسئول عن غربته وولادته -
الملائكة لا يخطئون ولا يستبدلون
اليمين بالشمال
كل يرف على رائحة للخطيئة
منهم من يبـّـيض صحائف قديمة
ومنهم من يعدل الكشطَّ
حين تغـّـير السيئة وجهتها
وتلبس من القطن ما يشّف
ما تأخر ملكان مرة
وما نفدت حبّارة الكتبة
وما أجل هبوطهما
زحام ٌ فى الممر أو روتين أصاب عشّب الأرض
كان شجر بعينه
- عند تلة المحرقة -
يتلو "يا ليتنى كنت بذرة ً
أو حبة للقاح أدركها وردٌ منسى
فى حجرة البنت
التى تخلع عن السنة تواريخها"
وكنت آكل فى النوم مثل بومة
هدّّّها فأر لائق فى نقعة الشمس
الآيلة للذبح على رؤوسنا
بينما يبدو هنالك حركة ٌ على أربع
وروح نجسة
فى الممشى المحوط بالمماتات
ومواء قطة متقطع
شرّدتها هذه المدينة على وجهها
وبخار ماء يصّعد أطفالاً
من سمائى الرخام
إلى سمائى العتمة
يزفون روحى بباب قزح
فيسقطون مطراً بريئاً
عندما كنت طفلاً
أصيد الحكايات من حجر أمى
وأصيد الدبابير المطنة
من فراغ القطن
لم أكن أعلم
أن الكفن الذى تضمه لوزة القطن
تثقّــّبه
دودة
مثقال
موتة!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة