دافع الباحث السياسى الأمريكى ويليام سى فوك مدير معهد كارنيجى بنيويورك لدراسات السلام، عن نظام المجمع الانتخابى الذى يحسم اختيار الرئيس الأمريكى القادم فى الانتخابات التى ستبدأ بعد أيام، حيث من يحصل على أصوات انتخابية أكثر بين العامة يخسر فى المجمع الانتخابى، ورغم ذلك "فأنا أؤيد هذا البروتوكول الأمريكى فى حسم الانتخابات".
وأكد سى فوك فى مؤتمر "كيف تدار الانتخابات الأمريكية القادمة"، الذى نظمته الجامعة الأمريكية بالقاهرة صباح اليوم بفندق سميراميس، أن الذين يهاجمون نظام المجمع الانتخابى لترجيحه كفة الرئيس الحالى بوش فى الانتخابات الماضية، رغم أن المرشح الديمقراطى جون كيرى كان متقدما عليه فى التصويت الشعبى. ويتابع فوك: هناك من يتناسى أن أمريكا لو سارت بنظام التصويت الشعبى فإن الولايات الكبرى هى التى ستحسم اختيار المرشح، مما يشكل ظلما واضحا للولايات الصغيرة مثل نيوهامبشاير ومونتانا، التى تختلف مشاكلهما تماما عن مشاكل المواطن الذى يقطن فى كبرى الولايات الأمريكية، مشبها الأمر بمواطن القاهرة، الذى تختلف متطلباته تماما عن القاطن فى صعيد مصر.
وأضاف أن المواطن الأمريكى عليه أن يشعر بالفخر إزاء الانتخابات المقبلة، فلدينا مرشح أسود وامرأة لمنصب نائب الرئيس، وهذا يعمل بشكل كبير على تحسين صورة أمريكا فى العالم. وحول تأثير الأزمة المالية على فرص المرشحين للرئاسة، أشار ويليام سى فوك أن الأزمة الاقتصادية جعلت دفة الميزان تميل بشدة نحو أوباما، لأنها كانت أكبر دعاية سيئة للحزب الجمهورى، فيما استغل أوباما الفرصة للتأكيد على أنه كمرشح ديمقراطى لديه حلول عديدة للخروج من ورطة (الأسابيع الستة السوداء)، تتمثل فى تغيير استراتيجية الاقتصاد الأمريكى نحو الاعتماد على الطاقة "غير الأحفورية"، أو الحصول على البترول من روسيا أو فنزويلا، فى حين أن ماكين تورط فى تصريح أغضب بعض الناخبين، مفاده أنه لا استغناء عن بترول الشرق.
"حتى لو كان أوباما مسلما فما العيب فى ذلك؟"، مقولة شهيرة لوزير الخارجية السابق كولين بأول، استشهد بها جيرى ليتش مدير مركز الدراسات الأمريكية بالجامعة الأمريكية، مبديا استياءه الشديد ممن يهاجمون أوباما لمجرد أن له أبا مسلماً، واصفاً ذلك الأمر بالجهل والتعصب. وتوقع ليتش أن يأتى اليوم الذى يكون فيه رئيس أمريكا مسلما، مؤكداً أن أحدا قبل اليوم لم يكن يتخيل أن الرئيس من الممكن أن يكون أسود البشرة، أو أن تتولى امرأة منصب نائب الرئيس.
ليتش أكد أن المرشحين اتفقا فى قضايا إنهاء التعذيب الذى قامت به إدارة بوش فى العراق، وإغلاق معتقل جوانتانامو، ومحاولة حل أزمة الـ17% من المواطنين الذين لا يخضعون لمظلة التأمين الصحى، وقضية الإجهاض التى تحولت الى مشكلة مزمنة منذ 40 عاماً، مشددا على أن هذا الاتفاق بينهما يبرز صعوبة توقع اسم الرئيس القادم، وأن الانتخابات الأمريكية لن تحسم الا فى نهاية آخر أيام الاقتراع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة