نشر صحيفة الإندبندنت على موقعها اليوم السبت مقالاً لمراسلها للشرق الأوسط روبرت فيسك، يقول فيه إن على العرب أن يعتمدوا على بريطانيا وإسرائيل فى توثيق تاريخهم.
وينتقد فيسك نظام الوثائق والأرشفة فى بعض الدول العربية، حيث يقول إنه ليس بمقدور مواطن سورى واحد على سبيل المثال أن يطلع على وثيقة واحدة من وثائق الدولة، حيث لا يوجد أرشيف من وزارة الخارجية أو الداخلية أو الدفاع.
ويقول فيسك، إن الحال مشابه تماماً فى القاهرة والرياض وبيروت وطرابلس، حيث لا يسمح "الديكتاتوريون والخلفاء" بالكشف عن أسرارهم.
ويخلص فيسك إلى أن الدولة الوحيدة التى تتمتع بحرية فى الاطلاع على الوثائق فى الشرق الأوسط هى إسرائيل، وللتدليل على ما ذهب إليه يقول إن على العرب اللجوء إلى مصادر إسرائيلية أو بريطانية للتدليل حقوقهم فى أرض فلسطين التاريخية.
ويقول فيسك، إنه حتى بعض المجلدات والمؤلفات الكبرى المكتوبة بأقلام عربية حول القرى الفلسطينية المدمرة مثل موسوعة وليد الخالدى حول القرى الفلسطينية، اعتمدت بصورة كبيرة على عمل المؤرخ الإسرائيلى بينى موريس.
ويذكر فيسك أن العلماء الإسرائيليين تمكنوا من إثبات أنه لم يوجد إذاعة عربية دعت الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم، بينما وقع العرب تحت التطهير العرقى من قبل منظمات الأرجون والهاغانا، مضيفاً أنه لا يوجد باحث عربى يستطيع أن يوازن بين تلك الكتابات بما هو مدون فى محفوظات تاريخه.
قال فيسك إن الباحثين لم يتمكنوا من قراءة الأحداث الخاصة عن الحالة المزرية لقادة فى جيش التحرير العربى عام 1948 سوى من خلال الشهادات التى جمعتها الباحثة روزمارى إسبر عن 126 فلسطينيا من الرجال والنساء فى الأردن ولبنان الذين فقدوا ديارهم وأراضيهم فى عام 1948 و1949، إذ حصلت إسبر على درجة علمية من جامعات لندن وجونز هوبكينز بتلك الشهادات.
ويروى فيسك عن عدة أحداث تاريخية تخص صراع مصر مع إسرائيل وأيضاً العلاقات السورية اللبنانية لم تذكر فى الوثائق التاريخية العربية وإنما اعتمد العرب على الوثائق التاريخية البريطانية فى معرفتها.