أصيب مأمور مركز شرطة سمالوط، محافظة المنيا، ليلة أمس، الأربعاء، فى مواجهات دامية بين الأهالى والشرطة، بسبب موت امرأة شابة وأم لثلاثة أطفال، بعد إجهاضها بفعل التعذيب داخل مركز الشرطة.
وكان تعذيب المرأة قد فجر غضب الأهالى الذين ثأروا لموتها، حيث هجموا على قوة الشرطة التى فرت هاربة، ليتبعها الأهالى برشق الحجارة، ثم يقطعون الطريق الزراعى السريع (مصر ـ أسوان) أمام مركز سمالوط لمدة تجاوزت ثلاث ساعات.
وبسبب قطع الطريق، اضطر المرور لتحويل طريق السيارات على الطريق الدائرى منعا للصدام، مما أجبر مدير الأمن والقيادات الأمنية على الانتقال من مقر المديرية فى مدينة المنيا، لإنهاء هذا الاحتقان.
وكان أهالى منطقة النقرة ـ مركز سمالوط، قد فوجئوا أمس الأول الثلاثاء، بقوة من الشرطة تداهم المنطقة، وتقف عند منزل متهم بالسرقة يدعى شحاتة سيد رياض، وفجأة وبعد دخول قوة الشرطة المنزل سمع الأهالى صراخا ثم عويلا، ليعلموا بعد حين أن ميرفت عبد الستار عبد الفتاح (26 سنة)، وهى زوجة شقيق المتهم، قد لقيت مصرعها بعد تعرضها للتعذيب على يد أحد ضباط القوة.
وقال أحد الجيران ـ رفض ذكر اسمه من الخوف ـ إنه رأى قوة الشرطة يتقدمها ضابطان تقتحم منزل شعبان سيد (تاجر خردة) للبحث عن أشياء مسروقة، وكانت السيدة ميرفت عبد الستار عبد الفتاح فى المنزل، والتى يعمل زوجها بالخارج، "فسمعنا صوتها تصرخ عدة مرات"، اعتراضا على أخذ امرأتين أخريين من البيت، لإجبار المتهم على تسليم نفسه، فانهال عليها أحد الضباط بالضرب فسقطت على الأرض مغشيا عليها، وبعد خمس دقائق من سقوطها على الأرض فارقت الحياة.
من جهته، قال رجب سيد رياض شقيق زوج القتيلة، وأحد شهود العيان، حيث كان بالمنزل وقت الحادث، إن القتيلة لفظت أنفاسها الأخيرة عقب قيام الضابط (ا- ا) من قوة مباحث مركز شرطة سمالوط بضربها برجله "شلاليت" متعاقبة، وهى حامل فى شهرها الرابع، مما أصابها بنزيف، وسقطت مضرجة فى دمائها "رغم أنها لم تتهم فى قضية، بل كانت جريمتها أنها اعترضت على أسلوب الضباط فى التفتيش الهمجى وعدم مراعاة حرمة البيت".
أما رضا عبد الفتاح عبد الستار (22 سنة)، شقيق القتيلة، فقال إن سيارة شرطة اتجهت ناحية منزل القتيلة وبها اثنين من الضباط، هما أحمد أنور وأحمد عبد العزيز ومجموعة من المخبرين، وهم: محمد عنتر، خلف عبد النبى، ومخبر ثالث اسمه جاد.
وأضاف رضا أنه سأل الأهالى الذين تجمعوا حول المنزل عما حدث، فأجابوه بأن الضابط ركلها فى بطنها، كما ضربها عدة ضربات بخلفية البندقية أسفل أذنها، مما أدى إلى سقوطها على الأرض، وحينها فرت القوة بكامل عددها، بعد تأكدهم من موتها.
وأوضح شقيق القتيلة، أنهم نقلوها وهى جثة هامدة إلى مقر الدكتور جورج جابر أخصائى الباطنة والقلب، الذى أكد وفاتها.
وبخصوص الحادث ذاته، أكد مجدى رسلان المحامى عضو مجلس نقابة المحامين الفرعية بالمنيا، ورئيس لجنة الحريات، أن ما قام به الأهالى من اعتداء على رجال الشرطة وحرق سيارتها، لا يعد تجاوزا منهم، وإنما هو رد فعل طبيعى ومنطقى لتجاوزات الشرطة.
وأدان بيان أصدرته النقابة الفرعية للمحامين فى المنيا، تجاوزات الشرطة، التى يعانى الأهالى منها يوميا، مضيفا أن هناك قلة منحرفة من رجال الشرطة تتجاوز بسبب وبدون سبب، "وهذا أمر مرفوض".
وأوضح رسلان أن النقابة الفرعية فى المنيا قررت ندب المحامى حسن العكلى ابن سمالوط، لحضور تحقيقات النيابة، "بعدما وجدنا أن هناك تكتما شديدا على القضية".
وطالب البيان وزير الداخلية بالتدخل "لحسم هذه الظاهرة التى ستأتى بعواقب وخيمة، وتهدد أمن واستقرار البلد، وتوسع من الفجوة الموجودة ما بين الشرطة والأهالى".
الأهالى قطعوا الطريق الزراعى 3 ساعات وأصابوا المأمور
شرطة سمالوط قتلت امرأة ضرباً فاشتعلت معركة
الخميس، 09 أكتوبر 2008 04:32 م
تجاوزات الشرطة تثير نقابة المحامين فى المنيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة