"دبى الثقافية" تحتفل بطه حسين

الخميس، 09 أكتوبر 2008 04:30 م
"دبى الثقافية" تحتفل بطه حسين المجلة تهدى قراءها كتاباً شهرياً
كتب وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خصصت مجلة دبى الثقافية عددها الأخير للاحتفال بمرور 35 عاما على رحيل عميد الأدب العربى طه حسين، وحرص مدير تحرير المجلة الكاتب والأديب "ناصر عراق" على أن يوضح سبب إطلاق لقب "العميد" على طه حسين، قائلا فى المقال المعنون بـ"الكل مدين لك" إنه جاء بعد سلسلة من الاضطهادات التى تعرض لها "حسين" على يد رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت "حسين صدقى باشا" ومن ورائه الملك فؤاد الأول، الذى يطلق عليه عراق لقب "المستبد الأول" الذى عطل الحياة وألغى الدستور، واعتقل السياسيين، وإمعانا فى الاستبداد أسس حزبا أطلق عليه اسم حزب "الشعب" جمع به شخصيات سياسية وإقطاعية ممن لا يهتمون بالشعب ولا مصالحه، وذلك لمحاربة حزب الأغلبية "الوفد".

وفى إطار محاولة صدقى لاستقطاب الشخصيات العامة حاول أن يستكتب طه حسين ليترأس تحرير جريدة الحزب إلا أنه رفض العرض، فطلب "صدقى" من "حسين" أن يكتب المقالة الافتتاحية للجريدة فأبى "حسين" قائلا: "إن كتابتى فى جريدة الشعب تضرنا جميعا، ولا تنفع أحدا، فليس من مصلحة الحكومة أن يعرف الناس أن الموظفين يكتبون فى صحفها، ولا ينبغى لعميد كلية من الكليات أن يسخر نفسه للكتابة فى صحف الحكومة، فيتعرض لازدراء الزملاء والطلاب جميعا"، ويمضى عراق فى رصد مراحل الثأر من طه حسين نتيجة موقفه هذا، راصداً القرارات التعسفية التى تعرض لها "العميد" من النقل إلى وظيفة مفتش ابتدائى وحتى الفصل من الجامعة المصرية، وكان هذا القرار الأخير سببا فى هياج الطلاب وثورتهم، التى أطلق على إثرها لقب "عميد الأدب العربى" ردا من الطلاب والزملاء على انتزاعه من وظيفة عميد كلية الآداب.

وتضمن العدد عدة موضوعات صحفية هامة ضمن الملف المخصص للاحتفال بطه حسين منها: قصيدة نزار قبانى فى طه حسين الذى يقول فيها "ضوء عينيك أم هما نجمتان كلهم لا يرى وأنت ترانى"، وحوار نادر لطه حسين أجراه وهو على فراش المرض مع الكاتب الليبى على مصطفى المصراتى، وكتب الشاعر الكبير أدونيس عن لقائه بالعميد فى العام 1966 وكتب سعيد شعيب عن متحف طه حسين الذى يعد مركزا هاما للإشعاع الثقافى، كما نشرت المجلة لأول مرة فى الصحافة العربية نص محاضرة لطه حسين ألقاها فى جامعة تونس سنة 1957، وكتب الناقد الكبير عبد العزيز المقالح عن طه حسين ونورانية العقل وجمال الأسلوب، وفى حواره مع المجلة قال الكاتب اللبنانى الكبير إن طه حسين كان أعذب الناس فكرا وكلاما وإلقاء، وكتب الشاعر الكاتب الكبير أحمد عبد المعطى حجازى مقالا بعنوان "طه حسين ملكا"، قال فيه أنه كان مثل فولتير ملكا تقصده الناس، والطلاب والمثقفين، كما كتب إبراهيم عبد العزيز عن "رسائل طه حسين الغرامية" إلى زوج ابنته وأحفاده، وكتب الناقد الكبير صلاح فضل عن طه حسين فى مدريد، كما كتب الشاعر والكاتب عبده وازن عن ابن الكاتب والشاعر مؤنس ابن طه حسين الذى يكتب بالفرنسية ويعيش فى الظل بعيدا عن أضواء والده، وكتب الناقد حاتم الصكر عن أيامه المبصرات، كما كتب المؤرخ د. محمد صابر عرب رئيس هيئة الكتب المصرية عن موقف طه حسين من ثورة يوليو وأورد آخر كلماته التى قال فيها "أودعكم بكثير من الألم وقليل من الأمل".

أما الناقد والكاتب الكبير د. جابر عصفور فكتب عن ذكرياته مع العميد، الذى يتشرف بالتتلمذ على يديه، وكتب الناقد الكبير فاروق عبد القادرعن السيرة الذاتية والرواية فى حياة طه حسين، وكتب الناقد الكبير فيصل دراج مقالا بعنوان مآل طه حسين وركام ما تبقى، تحدث فيه عن المشاريع الثقافية الاجتماعية الكبرى، وكتب القاص والروائى عبد الفتاح صبرى عن "طه حسين والخلود الدائم"، أما رئيس التحرير محمد سيف المرى فاستغل مناسبة الاحتفال بطه حسين وكتب مقالا افتتاحيا بعنوان نحو إطار عربى للمعرفة، متسائلا: هل الدين والسياسة والاجتماع محصلة من محصلات المعرفة؟ وما هو موقعنا كعرب من النظرية المعرفية العالمية.

وفى تقليد جديد على الصحافة العربية قررت مجلة دبى الثقافية أن تهدى قراءها كتابا كل شهر يوزع مجانا مع كل عدد، وكان هذا العدد الصادر بمناسبة مرور خمسة أعوام على صدور المجلة هو أول الأعداد المتبع فيها هذا التقليد، وكان الكتاب الأول للشاعر العربى الكبير "أدونيس" وهو عبارة عن ديوان شعر بعنوان "ليس الماء وحده جوابا عن العطش"، ونوهت المجلة أنها ستنشر فى العدد القادم كتابا نقديا للشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى بعنوان "قصيدة النثر.. أو القصيدة الخرساء".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة