وجه الصحفيون انتقادات حادة إلى شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوى، واعتبروه غير جدير بمنصبه، ولا بلقب الإمام الأكبر، فى حال الإصرار على حبس الصحفيين، ودعوه إلى أن يحذوا حذو الرئيس مبارك الذى أصدر قرارا بالعفو عن إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور، بعد أن نال حكما بالحبس شهرين فى القضية المعروفة بـ "صحة الرئيس".
وأعلن الصحفيون ورؤساء تحرير الصحف المعارضة والحزبية تضامنهم الكامل مع عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر، الذى يتهمه شيخ الأزهر بإهانته ويطالب بحبسه، وذلك فى مؤتمر تم عقده بنقابة الصحفيين اليوم الخميس.
أكد عادل حمودة فى المؤتمر، أنه لن يطلب العفو من شيخ الأزهر، خاصة أن الحكم لم يصدر بعد بإدانته، مفيدا أنه تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه شيخ الأزهر بمحاولة التأثير على أحكام القضاء من خلال تصريحات صحفية ومقابلات تلفزيونية.
وأوضح حمودة أنه سيتقدم بدعاوى قضائية ضد رؤساء تحرير الصحف القومية، وبعض صحفييها بسبب الحملة التى يشنوها عليه بخصوص القضية المنظورة، فى محاولة لتحريض القضاء ضده، وغيره من الصحفيين المنتمين لصحف المعارضة والصحف المستقلة. واعتبر حمودة أن الحكم بحبسه أو حبس أى صحفى يعد إهانة من النظام ضد الصحفيين، "واستمرارا للعقلية الرقابية العقابية التى تسيطر على النظام وحكومته".
وانتقد عادل حمودة محاولات تكييف قوانين بهدف حبس الصحفيين، مثل: إهانة مؤسسة، أو نشر أخبار كاذبة، أو انتهاك خصوصية مسئول، "فجميع هذه التكييفات تعد التفافا حول وعود الرئيس السابقة بمنع الحبس، كما أن حبس الصحفيين عودة للخلف 200عام وتأكيدا على أن النظام غير قابل لفتح حوار مع الجماعة الصحفية أو أى رأى ينتقد أو يخالف توجهات النظام".
من جهته، اعتبر إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور، أن جميع الصحفيين معرضون للحبس، ولا يوجد أحد كبير أو مستبعد طالما وصلت الأمور إلى حبس كبيرهم ـ قاصدا عادل حمودة، قائلا فى حقه: "لحم أكتافنا من خيره، وجميع الصحفيين ورؤساء التحرير بالصحف المعارضة تخرجت من مدرسة عادل حمودة".
حضر المؤتمر التضامنى كل من: سعد هجرس مدير تحرير جريدة "العالم اليوم"، حمدين صباحى رئيس تحرير جريدة "الكرامة"، عبد الله السناوى رئيس تحرير جريدة "العربى"، عمرو الليثى رئيس تحرير جريدة "الخميس"، ويحى قلاش وجمال فهمى وصلاح عبد المقصود أعضاء مجلس النقابة، وإبراهيم منصور وإبراهيم عيسى وجميع تلاميذ عادل حمودة، الذين اعتبروا الحكم بالحبس ضد حمودة، "ما هو إلا حبس وإهانة لكل صحفيى مصر، لما لحمودة من مكانة وهامة وقيمة، ليس كصحفى معارض فقط، بل كصاحب مدرسة صحفية مصرية لها أهميتها فى المجتمع، وفى فترة مهمة من تاريخ مصر".
من جهته، انتقد يحيى قلاش عضو مجلس نقابة الصحفيين، كل من ينادى بوضع مدونة للسلوك الصحفى بديلا عن ميثاق الشرف الصحفى، محذرا من أن يكون العفو عن إبراهيم عيسى محاولة لإلقاء الكرة فى ملعب النقابة، ووقف نضال الصحفيين للمطالبة بحريتهم، خاصة أن ميثاق الشرف الصحفى به من المواد والنصوص التى تحمى الصحفيين، باعتبار أن حرية الصحافة ومنع الحبس ليس ريشة على رأس الصحفيين، ولا ميزة تخص الصحفيين بقدر ما هى ضرورة للمجتمع".
وشدد قلاش على أن يكون قرار العفو عن عيسى بداية جيدة وخطوة للانطلاق لحشد الجمعية العمومية من أجل سن أو وضع مشروع قانون لمنع الحبس، وتنقية جميع القوانين، خاصة العقوبات، من النصوص السالبة للحريات أو التى تجيز الحبس فى قضايا النشر، مع التشديد على أن تستمر نقابة الصحفيين فى الدفاع عن حرية الصحافة مهما كانت الصعوبات.
سعد هجرس مدير تحرير "العالم اليوم"، من جهته، رحب بالعفو الرئاسى عن إبراهيم عيسى، ودعا شيخ الأزهر إلى أن يحذو حذو رئيس الجمهورية، "فمن غير المسموح أن يكون شيخ الأزهر أقل تسامحا من رئيس الجمهورية".
لكن حمدين صباحى رئيس تحرير "الكرامة"، وعضو مجلس الشعب، قال إنه سيتقدم بمشروع نقابة الصحفيين لمنع الحبس فى قضايا النشر إلى البرلمان المصرى، مع وضع مقترحات لتنقية القوانين السالبة للحريات التى تزيد على 19 نصا، مؤكدا أن الصحفيين لا ينتظرون أن يكونوا عرضة للاستثناء، "بل يجب أن تكون هناك تشريعات واضحة بخصوص منع الحبس فى قضايا النشر".
بدوره، دعا عبد الله السناوى رئيس تحرير جريدة "العربى"، إلى استعمال أسلوب أعنف مع شيخ الأزهر فى حالة صدور حكم بحبس حمودة، سواء بمقاطعة جميع الصحف لشيخ الأزهر أو إقامة دعاوى قضائية ضده، خاصة أن شيخ الأزهر ارتكب العديد من السقطات ضد الصحفيين وضد النقابة، مثل ضربه صحفية ومطالبته بجلد الصحفيين، "وهو ما يجعل شيخ الأزهر غير جدير بلقب الإمام الأكبر، وهى الصفة التى منحها المجتمع لشيخ الأزهر إعلاء لقامته، وإجلالا لسلوكياته، أما شيخ الأزهر الحالى فلا يهتم بهذه الأمور".
اعتبروا الحكم بحبس عادل حمودة إهانة للجماعة الصحفية
الصحفيون يستكثرون لقب "الإمام الأكبر" على طنطاوى
الخميس، 09 أكتوبر 2008 05:42 م
مصر فى انتظار نتيجة المواجهة بين عادل حمودة وشيخ الأزهر