حزينة وضبابية وخالية من الألوان هذا وصف لرسومات الفنان العراقى "بلاسم محمد" لينقل حالة الفوضى التى تسود العراق اجتماعياً وسياسياً، والدمار الذى ضرب المكان، فطغى اللونان الأبيض والأسود على كافة لوحات المعرض الذى افتتح بالعاصمة الأردنية عمان والذى تزيد عددها على 35, وعمل عليها الفنان لسنة ونصف السنة تحت عنوان "الهجرة إلى الواقع" ليعكس كآبة الوضع فى بلده.
وقال محمد بلاسم وهو أحد الرسامين الشباب وهو يقف متوسطاً معرضه "المشهد منذ بداية المعرض وحتى نهايته يعكس طابعاً معيناً وهو ضبابية الحالة فى العراق", ويرى الفنان أن الوضع فى العراق الآن لا يتقبل هذه البهجة من الألوان التى تعكس الفرح والسعادة, فاختار طريقة تعبير تكون مساوية للواقع.
وفى ثلاث لوحات مترابطة وضعت فوق بعضها البعض رسم "بلاسم" البيئة العراقية كاملة من أناس وأرض ومناخ. ورسم فى فوضى من الخطوط الأهوار التى جففت ثم أعيدت ومشاهد الدمار التى أحدثتها الانفجارات فى بغداد، أما عن سبب اختيار عنوان "الهجرة إلى الواقع" قال بلاسم محمد "نحن ليس لدينا واقع لنعيشه فنذهب إلى الخيالات. أريد أن أرجع من الخيال إلى الواقع".
وأضاف أن كل بلد تضربه هزات بسيطة أو متوسطة أو كاسحة إلا أن الهزة الأخيرة فى العراق كانت "كاسحة مضاعفة"، شملت البنية الاجتماعية فى البلد التى لولا عمقها الحضارى الهائل لانهارت تماما. ويتنقل محمد بين عمان وبغداد، وهو خريج كلية الفنون الجميلة بغداد 1989 وحاصل على الدكتوراه عام 1999 وقدم العديد من المعارض فى العراق منتصف تسعينيات القرن وهو كغيره من العراقيين يعيش عيشة المتشردين فى بلاد المعمورة، منتقلاً من مكان إلى مكان باحثاً عن ساعة ينم فيها وهو يشعر بالأمن المفقود فى بلده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة