واقعة انتحار تعد الأولى من نوعها، حدثت أمس، الثلاثاء، على مسرح مملوك لأكبر مؤسسة صحفية مصرية وعربية (المبنى الحديث فى مؤسسة الأهرام).
المواطنة المصرية المنتحرة واسمها أميرة عبد الدايم (40 عاماً)، كانت إحدى موظفات صندوق العاملين فى مؤسسة الأهرام، قيل عنها إنها أنهت مكالمة بهاتفها المحمول، ثم ألقت بنفسها من شباك الطابق الخامس للمبنى، لتستقر جثة هامدة تحت أقدام المارة. الغموض لايزال يلف الحادث، فلا أهلها يصدقون ما حدث لابنتهم، ولا مؤسسة الأهرام الصحفية أفرجت عن معلومات تخص الموظفة، التى انتسبت إليها لأكثر من 10 أعوام على الأقل (بحكم عمرها).
تضاربت الأقوال حول الحادث الأليم، فالبعض أكد أنها ماتت منتحرة بسبب المكالمة الأخيرة، فيما شكك أهلها فى ملابسات السقوط، مما عكس شكوكاً فى قصد جنائى وراء الحادث. وحتى الآن مازال سبب الوفاة غامضاً ولن يكشفه إلا نتائج الطبيب الشرعى. كانت الموظفة أميرة عبد الدايم قد ألقت بنفسها من الدور الخامس بمبنى الأهرام الحديث نحو الثالثة والنصف عصراً، ولم يشعر أفراد أمن المبنى بسقوطها إلا من خلال تجمع المارة ـ حسب رواية أحدهم.
وقال الشخص نفسه، إن سبب الوفاة، فيما يبدو له، يعود إلى احتمالات غير مفهومة، "قد تكون تعرضت لحالة إغماء فسقطت من الشرفة"، لكن الحديث غير منطقى، وذلك لارتفاع حافة الشرفة نحو 1.5 متر عن الأرض، وهو ما يعنى استبعاد سقوطها، حيث يحتاج الأمر إلى الاستعانة بوسيلة للقفز من هذا الارتفاع.
بدا واضحاً أن أفراد أمن مبنى الأهرام قد تلقوا تعليمات بعدم الإدلاء بأى تفاصيل حول الحادث، ما يعكس حالة من عدم الشفافية، وهو ما يؤكده خلو صحيفة الأهرام فى طبعاتها الثلاث، من الخبر. تجمع أهل المنتحرة أمام الأهرام فى حالة ثورة وهياج، غير مدركين ما حدث لابنتهم نهائياً، الكل مذعور وفى حالة هيستيريا، وبلغ الأمر درجة الشجار مع أمن المبنى، الذى لم يتفوه أحدهم بكلمة، غير أنهم لا يعلمون شيئا.
السؤال الذى فجرته واحدة من أقارب أميرة عبد الدايم، لم يتلق إجابة من أحد: كيف انتحرت من الشباك وسط زملائها، ولم يمنعها أحد؟
وأعقبت سؤالها برأيها العام حول الحادث "شىء مش منطقى وأكيد فيه حاجة مش طبيعية فى الموضوع"، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين التى أجمع عليها أقاربها، وشكهم فى وجود قصد جنائى وراء الحادث، الذى لم تنطق النيابة كلمتها فيه حتى الآن.
موظفو الأهرام من جهتهم، رفضوا أيضا الإدلاء بأى معلومات حول الموظفة المنتحرة، وحتى تفاصيل عن حالتها النفسية قبل وقوع الحادث، وسر المكالمة الهاتفية التى جاءتها قبل انتحارها مباشرة، كما رفض أمن المبنى الحديث نهائياً عن الحادث، وطالبونا بنسيانه بحجة أن الحادث صار وانتهى وأن النيابة أنهت تحقيقاتها ولا مجال للصحافة الآن.
أما أفراد الأمن، ففضوها سيرة حينما أعلنوا أنهم تلقوا تعليمات من مدير أمن الأهرام بعدم الحديث فى الموضوع نهائياً، بحجة أن الحادث يعد الأول من نوعه، وقد ينال من سمعة المؤسسة العريقة إذا أثمر عن قصد جنائى.
عاد المكان لطبيعته بعد أقل من ساعة من وقوع الحادث، وأخذ الموظفون يمرون ذهاباً وإياباً على مسرح الحادث، وكأن المسرحية الأليمة انتهت دون أن يتذكر أحد من الجمهور مشهداًَ واحداً فيها، وذلك بعد نقل الجثة إلى المشرحة، فى انتظار تقرير الطب الشرعى، ثم نتائج التحقيقات.
أكبر مؤسسة صحفية فى مصر تخفى خبر انتحار موظفة من شرفتها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة