مشاكل مزمنة يعانى منها التعليم الفنى فى مصر، يأتى على رأسها ضعف التمويل والإمكانيات ونقص هيئات التدريس والفصل التام بين النظرية والتطبيق، رغم أن دولا كثيرة اهتمت بالتعليم الفنى، وكان سببا رئيسيا فى تقدمها ونهوضها الصناعى، أما الحال فى مصر فلا ينبئ إلا باحتضار التعليم الفنى فى مصر بسبب ما يعانيه.
الدراسات العلمية والتربوية أكدت أن التعليم الزراعى الثانوى غير مرتبط بسوق العمل, ولا ينجح خريجوه فى الحصول على فرص عمل مناسب، فكشفت دراسة للجمعية المصرية للاقتصاد الزراعى عن أن السنوات الأخيرة شهدت انهيارًا فى مستوى التعليم الزراعى. وأشارت الدراسة التى نُشرت بالكتاب السنوى للجمعية تحت عنوان "التعليم الثانوى ومسارات التنمية" إلى أن التعليم الزراعى ضل الطريق عن أهدافه الحقيقية بابتعاده عن مواقع الإنتاج، مما أدى إلى تخريج دفعات متتالية، لم تستطع أن تحصل على فرص عمل بسبب انخفاض مهاراتها.. وأرجعت الدراسة سر فشل التعليم الزراعى إلى ارتفاع كثافة الطلاب بالفصول مما أثر بالسلب على فرص التدريبات العملية.
عمليات التقويم والامتحانات بعيدة كل البعد عن المستوى الحقيقى للطلاب بحسب الدراسات التى أُجريت بتربية عين شمس وتربية بنى سويف. الدراسات أكدت أيضا أن الاختبارات العملية خاصة التى تجرى فى السنة الثالثة والتى تُعد نهاية مرحلة التعليم الزراعى نظام ثلاث سنوات تتم بصورة عشوائية ولا يتم فيها اختبارات عملية بصورة حقيقية، ولكن تتحول فى مجملها إلى أسئلة نظرية دون تقييم الطلاب عمليًا على الجانب التطبيقى للمناهج النظرية، بحث آخر بعنوان «المعايير الشاملة للجودة» للدكتور سليمان العودة - مسئول التعليم المهنى بمنظمة اليونسكو- كشف أن التعليم الفنى المصرى لكى يصل إلى الجودة الشاملة لابد أن يشهد تطويرًا جوهريًا فى المجالات التدريبية والفنية..
من جهته أكد هانى عبد المجيد الشرقاوى - المستشار التعليمى- فى ورقة بحثية بعنوان «التعليم الفنى بين الحاضر والمستقبل» أن مؤسسات التعليم الفنى استبعدت التدريب والتطبيق العملى بصورة كاملة، مما أدى إلى إصابة هذه النوعية من التعليم بالشلل التام، وأشار إلى أن الحالة الاقتصادية فى مصر تفرض -بكل قوة- على النظام التعليمى الاهتمام بالتعليم الفنى عامة والزراعى والصناعى خاصة.
وحذرت دراسة للدكتور محمد شرين حامد -المدرس بكلية التعليم الصناعى بجامعة حلوان- والتى قام بها حول مناهج التعليم الفنى وإزاء هيئات التدريس المتخصصة، من خطورة تهميش دور الجامعات المتخصصة فى النهوض بالتعليم الفنى، "بُعد المناهج عن الهدف الذى أنشئت من أجله هذه النوعية من التعليم"، وأشار إلى أن 78% من هيئات التدريس أكدوا أن المناهج لا تمد الطلاب بالجوانب المهارية الكافية، من حيث الكم والكيف, وأن 100% منهم أكدوا أن المناهج الحالية لا تساير المستجدات العلمية والتكنولوجية والتربوية على الساحة الدولية, كما شكا 82% الإمكانات غير المتاحة للجوانب التطبيقية لإكساب الطلاب المهارات العملية.
لمعلوماتك:
2 مليون طالب بمدارس التعليم الفنى المختلفة فى مصر.
وافق الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم على اقتراح نواب مجلس الشورى بإنشاء مجلس أعلى للتعليم الفنى والتكنولوجى للإشراف على تطوير التعليم الفنى فى مصر فى بدايات عام 2008.
المناهج فى وادٍ والواقع العملى فى وادٍ آخر
82% من طلاب التعليم الفنى غير مؤهلين دراسياً
الثلاثاء، 07 أكتوبر 2008 12:08 م