أوردت الصحيفة قصة أحد الأصوات الغنائية المصرية المناهضة للحالة السياسية فى البلاد، وقالت إن صوت المطرب المصرى وجيه عزيز الذى انطلق مؤخراً من المسرح القومى بوسط البلد، جذب المئات من المستمعين المصريين الذين يواجههم مستقبل غامض فى دولة يطغى عليها الفقر وخيبة الأمل السياسية.
ويعبر عزيز (47 سنة) فى أغنياته عن القمع الذى يعيش فيه الشعب بكلمات بسيطة وحساسة، كما يعبر عن حالة الإحباط واللامبالاة والاغتراب والحيرة التى يعانى منها الشعب المصرى، وسط الظروف التى يواجهها. ونقلت الصحيفة عن عزيز قوله "لا أحد يعلم إلى أين نحن متجهون فالجميع يعيش فى قلق" وأضاف، "الأغنياء والفقراء فى مصر يعانون نفس الحالة لأن مناخ الفساد يؤثر على الجميع". واستطرد قائلا "إن الأغنياء قد يعيشون فى منازل أفضل من الفقراء، إلا أنهم فى نهاية اليوم يجدون أنفسهم يعانون من نفس المشكلات، فحتى الأغنياء لا يعلمون ماذا ينتظرهم على الصعيد السياسى أو الاقتصادى".
وفى الوقت الذى تمس فيه أغنيات عزيز الوضع المتدهور فى البلاد، نجده يرفض وصف أغنياته بِأنها تعمل على إذكاء التمرد أو وصفه بالمطرب السياسى، ويضيف عزيز أنه يرفض اللعب على عاطفة الجمهور فى أغنياته، ولكنه فقط يريد أن يحرك فى الناس الحفاظ على كرامتهم الإنسانية، وأكمل "إذا كنا نحترم أنفسنا سنرفض الكثير من الأمور ولن نقبل أشكالاً مختلفة من سوء المعاملة، فلقد قدم المصريون الكثير من التنازلات فى كثير من الأمور التى تنطوى على الإذلال يومياً".
وأكدت الصحيفة أن أغانى عزيز تجد صدى واسعاً وسط حالة الخوف من الانفجار الاجتماعى، وتضيف أنه على الرغم من قبضة حكم الرئيس حسنى مبارك السلطوية، إلا أن مصر شهدت مؤخراً الكثير من الاحتجاجات والإضرابات، بسبب تزايد التضخم وتدنى الأحوال المعيشية. وقد أشاد العديد من النشطاء والمثقفين بصوت عزيز ووصفوه بأنه بطل المهمشين، ونقلت الصحيفة عن إحدى الصحف المصرية المستقلة قولها بعد إطلاق أحدث ألبوماته "أنك إذا أردت أن تسمع أغنية تعبر عن خيبة الأمل التى تحياها مصر أو عن همومك، فإنك تحتاج أن تسمع وجيه عزيز".
وقالت إن إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور وأحد النقاد البارزين للحكومة، وصف عزيز بأنه المطرب الوحيد الذى يعبر عن حالة الارتباك التى يحياها المواطن المصرى، تلك الحالة المتولدة عن الأحوال السياسية القائمة على القمع والقهر والفقر وتدهور الأحوال الاقتصادية. وتمت دعوة عزيز هذا العام من قبل أهالى جزيرة "قرصاية" لمساندتهم فى احتجاج عام ضد محاولات حكومتهم لطردهم من الجزيرة وتحويلها لمزار سياحى، الأمر الذى وصفته الصحيفة بنادر الحدوث فى الشرق الأوسط، حيث باتت حرية التعبير واهية، حيث يواجه نشطاء الفيس بوك السجن.
وأضافت الصحيفة أن عزيز يتخذ من محادثات الناس فى الشارع أفكاراً وعبارات لأغنياته، الأمر الذى يضفى مزيداً من الواقعية وتعايش الآلام مع الناس. وتروى الصحيفة عن عزيز أنه بدأ دروسه الأولى فى سن الرابعة عشر فى مسقط رأسه بصعيد مصر، ومن هنا بدأ يفكر "هل الأمر مجرد لعبة أم هواية أم أنه قد يتخذه مهنة أساسية له".
وتضيف أنه بحكم ثقافته الريفية التى تربى فيها، كان يعتقد أنه عليه أن يكون له عمل حقيقى ويتخذ من الموسيقى هواية فقط، وأنه فى البداية كان يحاول البعد عن الموسيقى بسبب خوفه من الحضور إلى القاهرة حيث لا يعرف أى شخص، لذا حاول إلهاء نفسه بأى عمل، لكن الموسيقى جذبته فقرر أن يأخذ المخاطرة ويحضر إلى القاهرة. درس وجيه بعد ذلك فى معهد الموسيقى العربية، إلى جانب كتابة بعض الأغنيات لنفسه، كما ألف حوالى 200 قطعة موسيقية تصويرية لبعض الأفلام والمسرحيات ولقليل من المطربين المصريين البارزين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة