قام السفير هانى خلاف بزيارة استطلاعية للعاصمة العراقية بغداد فى الفترة من 3 إلى 7 أغسطس الماضى، وبعد عودته سلم الأمين العام للجامعة العربية تقريراً عن زيارته، يحمل انطباعاته الأولية وملامح المشهدين السياسى والأمنى بالعراق، استناداً إلى خبراته السابقة ومشاهداته الميدانية.
ونشر الموقع الرسمى للجامعة العربية، مقتطفات من تقرير السفير خلاف، وتصريحات له عن تفاصيله، منها أن التقرير شمل تصورات لدور الجامعة العربية خلال المرحلة المقبلة فى العراق.
وأوضح رئيس بعثة الجامعة العربية فى العراق، أن الانطباع المبدئى بشأن زيارته إلى العراق إيجابى، خاصة فيما يتعلق بوجود فرص عديدة ومجالات وإمكانيات لتحرك عربى فى الفترة المقبلة رغم كل الصعوبات والتحديات المفهومة. معرباً عن اعتقاده بأن الدول العربية ستكون مساندة تامة للعراق سواء فى مواقفها الدبلوماسية أو الثنائية مع العراق.
قال السفير هانى خلاف "إننا لا نستطيع فى هذه المرحلة الحديث عن خطة محددة للتحرك، ولكن يمكن اعتبار المصالحة الوطنية العراقية، إحدى أولويات العمل للجامعة العربية فى العراق، وأضاف: "أننا فى نفس الوقت نعمل على بدء تهيئة الأجواء لمثل هذه المصالحة استناداً إلى ما هو قائم من مشروعات جارية بالفعل وما سبق للجامعة العربية اتخاذه فى مؤتمرات ولقاءات سابقة، وسوف يكون من المهم أيضا التعرف خلال الفترة الأولى من تسلمى مهام عملى فى بغداد على بعض الجوانب التفصيلية الخاصة بالتغير الذى حدث فى بعض مواقف كثير من الأطراف السياسية والقوى الداخلية".
وقال السفير هانى خلاف رئيس بعثة الجامعة العربية فى العراق، إن المشهد السياسى الحالى فى العراق قد تغير بعض الشىء فى بعض ملامحه من حيث التحالفات السياسية والانشقاقات والكتل السياسية وإعادة رسم خرائط جديدة واصطفافات جديدة، وبالتالى يكون من الوجاهة والكياسة دراسة هذا العنصر دراسة متأنية والتعرف على مدى التطور فى مواقف الأطراف المختلفة، سواء كانت تحالفات قديمة أو تجمعات جديدة.
نوه خلاف بوجود تطور ملحوظ فى مواقف مختلف الأطراف السياسية تجاه قضايا محددة وسوف نرصد بالتدقيق مساحة هذا التغير والتطور، وكيف يؤدى إلى مناخ جديد للمصالحة الوطنية وكيف يمكن أن يفسد المصالحة الوطنية أيضاً لأن هناك تغيرات لدى بعض الأطراف فى مواقفها ذات اتجاهات أكثر تباعداً عما كان فى السابق وهناك اتجاهات أعظم وأكثر عدداً تقترب إلى التلاقى فى منطقة وسطى.
وحول طبيعة المرتكزات التى يمكن من خلالها تفعيل الدور العربى فى العراق، أوضح السفير هانى خلاف إن هذه المرتكزات تتضمن مرتكزات سياسية وتنموية واقتصادية وإنسانية، تنسيقاً وعملاً مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى الموجودة فى العراق والمهتمة بها.
وأضاف أن القطاع الاقتصادى والتنمية كان غائباً لفترة معينة فى عمل الدول العربية، لذا أرجو أن أتمكن خلال المرحلة المقبلة من تفعيله وتحريكه سواء كان فى مجال المديونية العراقية أو مسألة مشروعات الاستثمار والتنمية والإعمار أو تنسيق المساعدات الفنية التى يمكن أن تقدمها الدول العربية للمؤسسات العراقية المتخصصة فى مجالات معينة مثل الطاقة وتدريب الكوادر الشرطية والطبية وغيرها من المجالات، ورداً على سؤال حول التحرك العربى مع مختلف الأطراف غير الحكومة العراقية.
أوضح السفير هانى خلاف رئيس بعثة الجامعة العربية فى العراق، أن التحرك فى الجامعة العربية ليس فقط مع الحكومة والمؤسسات العراقية، وإنما مع كل من يهتم بالعراق وله ضلع فيه بمعنى أننا نقصد إمكانية الاتصال واستطلاع المواقف الأمريكية والإيرانية والتركية ودول جوار العراق جميعها ومنظمة المؤتمر الإسلامى.
وقال رئيس بعثة الجامعة العربية فى العراق، إن الجامعة العربية منفتحة على التواصل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية ذات الدور المؤثر فى العراق وأولها الولايات المتحدة الأمريكية.
وحول رفض بعض القوى السياسية على الساحة العراقية لدور الجامعة العربية، أكد خلاف أن المقابلات التى قام بها خلال زيارته إلى العراق لم يشهد خلالها أى طرف يرفض أو يتحفظ أو يشكك فى أى دور للجامعة العربية خلال الفترة المقبلة. وأضاف خلاف على العكس من ذلك، فالأطراف التى كانت لها رؤية انتقادية كانت تركز انتقادها على تغيب كثير من الدول العربية عن العراق.
وفى سياق متصل، أكد خلاف أنه حتى الآن ليست هناك أى جهة أو طرف رفض أو تشكك أو تحفظ على وجود الجامعة العربية. مشيراً إلى أنه تلقى عدداً من الرسائل من مؤسسات وشخصيات عراقية كثيرة، تبارك تحرك الجامعة العربية بتعيين رئيس لبعثتها فى بغداد وكانت تعكس مختلف الأطراف العراقية.
