لماذا لا يعترفون بفشل المشروع؟

مشروع توشكى يلفظ أنفاسه الأخيرة

السبت، 04 أكتوبر 2008 10:53 ص
مشروع توشكى يلفظ أنفاسه الأخيرة هل فشل حقاً مشروع توشكى؟
كتب بهاء الطويل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كنا فاكرين أننا حنبنى السد العالى، وطلع كله كلام فى الهوا، ودلوقتى عايزين يرمونا فى الشارع" قالها محمود إبراهيم ـ 24 عاماً ـ أحد العاملين بمشروع توشكى، منذ عام 2005.

محمود من محافظة الشرقية، جاء إلى توشكى بعد أن فشل فى الحصول على فرصة عمل، يقول: "شجعنى كلام الحكومة عن عظمة مشروع توشكى فى السفر إليها"، وبالفعل انتقل إلى هناك للعمل فى إصلاح معدات الرى، وهو يقيم مع مجموعة من زملائه فى "سكن العزاب"، ويحصل على أجر 500 جنيه فى الشهر "لا تكفى مصروفات سفرى فى الإجازة الشهرية لزيارة أهلى فى الشرقية"، فهو يعمل 30 يوماً متصلة، ثم يحصل على إجازة عشرة أيام.

محمود شارك عمال توشكى البالغ عددهم 10 آلاف عامل، فى الترحيب بالرئيس مبارك خلال زياراته للمشروع، وكان ينتظر مثلهم أن يرتفع الأجر الذى يحصلون عليه كما وعدهم الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والرى، "لكن هذا لم يحدث، والآن أنا وزملائى مهددون بالطرد من العمل". فقد انتشرت شائعة بين العاملين بمشروع توشكى تقول إن "الحكومة تأكدت من فشل المشروع وستقوم بتسريح العمال بشكل تدريجى كل شهر بداية من الشهر المقبل"، أما من لم يتم تسريحه فسيخفض مرتبه "عشان يطفش من الشغل".

"كلام فارغ وغير حقيقى وهى مجرد شائعات لتشويه المشروع"، على حد وصف المهندس عبد المنعم حمزة مساعد وزير الرى لما تردد حول سعى الحكومة لتسريح عمال توشكى، وقال إن هذا الكلام هدفه نشر الشائعات وسط العمال، لإثارة البلبلة بينهم، لكنه فى الوقت نفسه أكد أنه بالفعل يتم من وقت للآخر تسريح عدد من العاملين، لكن حقيقة ما يحدث أن هؤلاء العمال عمالة مؤقتة يتم جلبهم لتوشكى للقيام بأعمال محددة، وبعد انتهاء مدة العقد المؤقت أو العمل المتفق عليه يتم إنهاء عملهم وهذا لا يخالف قانون العمل.

وأشار حمزة إلى أن هذه الشائعة تم نشرها من قبل منذ عامين، لكن لم يتم طرد أى عامل لا وقتها ولا هذه الأيام، وأكد أنه ما دام لم يصدر أى قرار بإنهاء المشروع، فالعمالة الحالية ستستمر بعملها بشكل طبيعى، وأضاف أن الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والرى يسعى حالياً لتثبيت العمالة المؤقتة، لأنه مشروع قومى ضخم من غير المعقول أن يكون العاملون فيه غير مثبتين، لكن ما يعطل الوزير عن القيام بذلك هو عدم توافر موارد مالية كافية لديها.

محيى الدين الباسوسى عضو مجلس ادارة اتحاد العمال والنقابة العامة للعاملين بالزراعة والرى، أكد أنه لا النقابة العامة ولا اتحاد العمال تلقوا أية شكاوى من العاملين بتوشكى حول تعرضهم لمحاولات تسريح أو طرد أو فصل أو أية مضايقات أخرى، وقال إن العمال فى توشكى "زى ما هما لم يتغير أى شىء بالنسبة لهم"، وأكد أنه فى حالة تعرض أى منهم لأية مشكلة فهناك قانون سيتم تطبيقه والنقابة والاتحاد ستقف مع العمال، وأشار إلى أن القانون يضمن للعمال عند تسريحهم حقوقاً لابد أن يحصلوا عليها وتعويضات أيضاً، عن الضرر الذى سيتعرضون له نتيجة التسريح.

وقال الباسوسى، إن هناك تواجد قوى لاتحاد العمال والنقابة العامة بين عمال توشكى من خلال اللجان النقابية ومندوبين وممثلين عن اتحاد العمال مهمتهم متابعة ظروف العمل والعمال والسعى لتحسينها. أما عن الأجور المنخفضة للعمال، فقال إن الاتحاد يتمنى أن تكون أجور جميع العاملين فى مصر مرتفعة، لكن لابد أيضاً أن نراعى أن مشروع توشكى مشروع وطنى ضخم سيعود بالفائدة على كل المصريين، وأيه يعنى لما العامل يتحمل عشان خاطر مصر؟

أحمد ممدوح المحامى باللجنة التنسيقية للحريات والحقوق النقابية والعمالية قال إن المشكلة الرئيسية للعاملين بمشروع توشكى هى كونهم عمالة مؤقتة يفتقدون للكثير من حقوقهم، كما أن ظروف عملهم غاية فى القسوة مقارنة بالأجور الضئيلة التى يحصلون عليها. وأكد أنه فى حالة تم طرد أى من العمال من عملهم فاللجنة على استعداد تام لتبنى قضاياهم.

لمعلوماتك
11عاماً مرت على بدء العمل فى مشروع توشكى.
7 مليارات متوسط ما أنفقته الحكومة على مشروع توشكى حتى الآن.
توشكى كلمة نوبية موطن نبات "الغبيرة"، وهو نبات عطرى تشتهر به المنطقة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة