تحافظ المدرسة التى شيدها الإنجليز بعد عامين من دخولهم الكوت جنوب شرقى بغداد عام 1919، على تفوقها بين عشرات المدارس الابتدائية فى المدينة، من حيث المستوى التربوى والأنشطة الثقافية خصوصاً.
ويقول مدير المدرسة عباس حسن منصور، إن الإنجليز بنوها من تبرعات الأهالى، الذين تيقنوا أنهم بحاجة إلى تعليم أولادهم القراءة والكتابة، وعرفت منذ ذلك الحين بمدرسة الكوت الأهلية، مشيراً إلى أن عدد التلاميذ كان حوالى 140 فى عامها الدراسى الأول، وشغل إسماعيل الخطيب منصب أول مدير للمدرسة. ويحتفظ أرشيف المدرسة بتصميم عام وخرائط تشير إلى تاريخ تأسيسها.
وأمر قائد القوات البريطانية فى العراق آنذاك اللفتنانت جنرال سير ستانلى مود بوضع الخرائط، وتولى قيادة 600 ألف عسكرى لاحتلال العراق، الأمر الذى استغرق ثلاث سنوات (1914-1917).
ويتابع منصور أنه فى العام 1922، انتهت عملية بناء شاملة للمدرسة البالغة مساحتها 800 متر مربع وتقع قبالة إحدى ضفتى نهر دجلة الذى يقسم المدينة إلى قسمين، وكان مقر الحاكم الإنجليزى على مسافة أمتار منها فى الكوت .. مؤكداً أن السلطات المعنية غيرت اسمها إلى مدرسة الكوت المركزية عام 1950، كونها تقع فى وسط المدينة.
وحققت المدرسة العام الماضى نسبة نجاح 82%، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين مدارس المحافظة الابتدائية التى يزيد عددها عن 710 تتوزع بين المدن والأرياف. ويطمح منصور إلى أن تكون مدرسته نموذجية تتلقى اهتماماً خاصاً من قبل المعنيين فى قطاع التربية، خصوصاً وأنها حالياً فى طليعة المدارس المنتشرة فى الكوت على الصعيد العلمى والتدريسى، لما تحققه من تفوق فى نجاح تلاميذها قياساً إلى المدارس الأخرى، مشيراً إلى حرص أبناء المدينة على تلقى أولادهم علومهم فى المدرسة التى تخرج منها عشرات الأطباء والمهندسين وأصحاب الشهادات العلمية فى مختلف الاختصاصات.
من جانبه، يقول تلميذ انضم إلى صفوفها العام 1950، إنها أم المدارس فى الكوت، فلا يزال يذكر بابها الخشبى ودوالى العنب الأبيض وعناقيده وأشجار الورد المنتشرة فى كل مكان من حديقتها. ويضيف رحمن المكصوصى، الذى تخرج عام 1956 وعمل فيها مدرساً، أن هذه الأجواء كانت تدفعه أكثر للاهتمام بالدراسة وساهمت فى الكشف عن المواهب الفنية والأدبية لدى التلاميذ، وقام بتمثيل مسرحية "أصحاب الكهف" لتوفيق الحكيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة