يعتبر فيلم "زى النهاردة" من أفلام موسم العيد، التى تناقش قضية مهمة من قضايا الشباب، وهى الإدمان، من تأليف وإخراج عمرو سلامة، وإنتاج السيناريست محمد حفظى، وبطولة أحمد الفيشاوى، وبسمة، وآسر ياسين، وأروى، ونبيل عيسى. ويعتبر تجربة سينمائية مختلفة تماماً بالنسبة لكل المشاركين بها، واكتشافاً جديداً لهم.
يناقش الفيلم قضية إدمان الشباب، ومدى تأثير ذلك على حياتهم وعائلاتهم، من خلال مجموعة قصص متشابكة فى غطاء درامى واحد، لا نستطيع أن نصنف الفيلم على أنه من نوعية أفلام الأكشن، ولكنه فيلم درامى رومانسى يتميز بالغموض. تدور أحداثه حول قصة فتاة تدعى "مى"، وتجسد دورها بسمة مسئولة عن أسرة كاملة، وأخ مدمن وترتبط بقصة حب قوية بشاب يدعى "أيمن"، والذى يجسد دوره نبيل عيسى، لكنه يموت فى حادثة وتكون صدمة قوية للفتاة، وتصاب بانهيار عصبى وتصاب بعقدة نفسية، تجعلها تخشى الاقتراب من الحب مرة أخرى، حتى تقابل "ياسر" أو أحمد الفيشاوى الشاب الطموح، الذى يعشق التمثيل ويجتهد حتى يصبح ممثلاً مشهوراً، ولكن يتعرض لمشاكل، بسبب تخوف بسمة من الارتباط به.
ربما تكون القضية ليست جديدة بحكم أنها طرحت سابقاً فى السنيما والتليفزيون، ولكن الجديد هو كيفية المعالجة، وهو ما حرص عليه كاتب الفيلم عمرو سلامة. ويوضح الفيلم أن مشكلة الإدمان مشكلة نفسية قبل أن تكون مشكلة عضوية، خصوصاً أن القضية ما زالت مطروحة اجتماعيا، أى أنها تحتوى على أبعاد اجتماعية كثيرة، ومصاغة بشكل مختلف وقدمها عمرو سلامة بطريقة تشويقية قريبة من الجمهور لتنال إعجابهم.
دور الفتاة المدمنة الذى قدمته أروى، دور شديد التعقيد وغريب عليها، فقد شاهدناها من قبل فى دور البنت الجميلة "المطرقعة"، وكلها أدوار عادية لا توجد بها مساحة جيدة، لإظهار قدرتها التمثيلية، وجرأة منها أنها تقبل دور مدمنة تظهر بدون ماكياج وملامح وجهها تبدو عليها علامات الإدمان، الدور يحتوى على أبعاد وتحولات نفسية كثيرة، ويحتاج إلى عقل يفهم أبعاد الشخصية. وأيضا أدى آسر ياسين دوره بحرفية شديدة، فهو شاب من أسرة مستواها عالى، ولكن فى الوقت نفسه ظهر وكأنه شاب مدمن فعلاً يتصرف بعنف وارتباك، وبالفعل الدور إضافة له وإعادة اكتشاف لأبطاله.