دولة حزب الله فى "الهلال"

السبت، 04 أكتوبر 2008 09:59 م
دولة حزب الله فى "الهلال" حزب الله .. أثار جدلاً بين الباحثين والسياسيين على السواء!!
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفردت مجلة الهلال فى عددها الأخير، ملفاً خاصاً لحزب الله تحت عنوان "دولة حزب الله فى لبنان"، بدأ بمقالة لمجدى الدقاق رئيس تحرير المجلة بعنوان "حزب الله بين الوطن والطائفية"، حاول فى بدايتها توضيح الهدف من تخصيص ملف لحزب الله فى هذا الوقت، قائلاً: "قد يدفع تخصيص ملف كبير عن حزب الله فى لبنان الكثيرين للتساؤل حول الهدف من الحديث الآن عن حزب قاوم العدوان، وحقق انتصارات واستطاع إجبار المحتل الإسرائيلى على الانسحاب من الجنوب، وهل يمكن اعتبار هذا الملف جزءاً من الجدل الطائفى الدائر الآن بين السنة والشيعة، وأنه يصب فى صالح طائفة ويعادى أخرى؟"، مؤكداً أن هذه التساؤلات طرحت بالفعل أثناء الإعداد للملف بعضها كنوع من الاستفسار والبعض الآخر بغضب سياسى وتخوفات لا مبرر لها.

وأوضح الدقاق أسباب فتح هذا الملف، وهو أن حزب الله مثله مثل أى حزب سياسى، لعب دوراً مهماً على الساحة اللبنانية خلال العقدين الماضيين، وأصبح رقماً هاماً فى المعادلة السياسية اللبنانية وامتد دوره وتأثيره إلى الساحة العربية والإقليمية، بل تحول لجزء من الصراع الدولى فى المنطقة، السبب الثانى لفتح الملف هو دور حزب الله الأساسى فى المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى لا يصبغ عليه صفة القداسة ولا يحوله إلى "تابو" لا يمكن الاقتراب منه بالحوار والمناقشة.

وتحت عنوان "المذهب الشيعى" تحدث الدكتور محمود إسماعيل أستاذ التاريخ عن نشأة الفرق الإسلامية إبان وقائع وأحداث "الفتنة الكبرى"، معبرة عن مواقف سياسية تعبر بدورها عن قوى اجتماعية ذات بعد طبقى، ويستوى فى ذلك كل الفرق "الشيعة والخوارج والمرجئة"، ولم يكن للدين وجود فى تلك النشأة سوى توظيفه أيديولوجياً بما يخدم المواقف السياسية، فأحداث "الفتنة الكبرى" تمحورت فى الصراع من أجل الخلافة والوصول إلى الحكم، ولم يكن هناك بين المتصارعين ثمة اختلاف على العقيدة. وعن تاريخ ظهور الشيعة كمذهب يقول إسماعيل، إن المؤرخين اختلفوا حول هذا الأمر فهناك من ربطه بعهد الرسول، وهناك من أرجع ظهورهم إلى ما جرى بعد وفاة الرسول من خلاف حول شخص يخلفه فى رئاسة المسلمين.

تحت عنوان "المرجعية" تحدث الكاتب الفلسطينى عبد القادر ياسين عن تأسيس الشيعة لحزب الله فى الجنوب اللبنانى، موضحاً أنه رغم قيام السياسة اللبنانية على أساس طائفى، إلا أن الشيعة لم يأخذوا نصيبهم من تلك الحياة مما عمق إحساسهم بالظلم وحاولوا أخذ حصتهم فيها عبر حراك اجتماعى قاده موسى الصدر، كما شجعت حركة فتح الفلسطينية على بلورة تنظيم سياسى عسكرى للشيعة تحت اسم "حركة أمل" التى ولد منها الحزب بعد موافقة رئيسها نبيه برى المشاركة فى الإنقاذ الوطنى مع رئيس الجمهورية، وانشق عن الحركة الغاضبون على برى، وكان على رأسهم حسن نصر الله، الذى التقى بتسعة مندوبين عن مختلف التجمعات وشكلت نواة للحزب.

أما تقييم تجربة المقاومة لحزب الله، فقد تناوله الدكتور سمير غطاس فى مقالة بعنوان "التجربة العسكرية فى الميزان"، وتناول فيه مجموعة محاور أهمها "أصالة مشروع المقاومة والاستثناء فى تجربة حزب الله، جوهر مشروع المقاومة (جبهة وطنية أم تفرد واحتكار)، تجربة المقاومة عند حزب الله، والقضية الفلسطينية".

العلاقة بين حزب الله وإيران تناولها الإعلامى حامد محمود، فى مقالة بعنوان "الحرس الثورى فى لبنان"، قال فيه إن الثورة الإيرانية ومشروعها سعى منذ بدايته إلى إقامة تنظيمات تابعة له فى العالم العربى والإسلامى، حتى يخدم مشروعها بالمنطقة وحزب الله إحدى الأوراق الرابحة والداعمة له.

"مسيرة حزب الله لا تنفصل عن قائده الحالى حسن نصر الله الذى لابد من الاعتراف بقدراته الكاريزمية الخاصة، وبذكائه الاستراتيجى الذى لم نعهده من قبل فى رجل دين أو زعامة طائفية، وقد صبغ هذا كله بروح من التواضع والزهد"، هكذا يقول الكاتب حسين أشرف فى مقالة بعنوان "الفخ المنصوب"، مؤكداً أن أهم إنجازات حزب الله هو قدرته على ضبط التوازن بين "الطائفى والوطنى والاجتماعى" لحزبه، كما نجح فى أن لا تبدو المرجعية الإيرانية ظاهرة بشكل طاغ على حساب التوجه العروبى للدولة اللبنانية.

الدكتور سعد المولى أستاذ علم الاجتماع السياسى والإسلاميات ببيروت، كتب مقالة بعنوان "قراءة تاريخية فى المسار والمصير"، أوضح فيها أن ثمة سياقات متعدده ساهمت فى تشكيل حزب الله وبلورة مساره ورسم خطوط مصيره، وهذه السياقات متمثلة فى الأتى "الثورة والمقاومة فى العالم العربى ونموذج الثورة الفلسطينية، الأهواء والقومية العربية التى استبدت بالمسلمين اللبنانيين، الفقه السياسى الشيعى العام، النموذج الحزبى الشيعى فى العراق، النموذج الثورى الإيرانى".

فى نهاية العدد، كتب خيرى منصور مقالة بعنوان "العقل هو الضحية" قال فيها إن العقل العربى مر بمراحل من الاعتقال والاغتيال قبل أن ينجح أولو القهر لا "الأمر"، بحيث يصبح مجرد زائدة أخرى هى توائم الزائدة الدودية فى حياة تدنت حتى بلغت أرذل الضرورة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة