حذرت الولايات المتحدة الحكومة العراقية أمس، الخميس، من أن هامش المفاوضات حول مشروع الاتفاق الأمنى مع واشنطن "يتقلص بسرعة".
وصرح روبرت وود، مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية للصحفيين، "لا أريد التعليق فعلا قبل أن تتسنى لنا فرصة مراجعة التعديلات التى أرسلتها السلطات العراقية على الاتفاقية"، وأضاف "لكن كما سبق وقلنا نعتبر أن لدينا اتفاقا جيدا. وهامش إجراء محادثات أو مفاوضات يتقلص بسرعة".
وأوضح "سأكتفى بهذا القدر، وعندما سيكون لدينا ما نقوله حول هذا الموضوع فسنفعل. لكن فى الوقت الراهن نأخذ وقتنا فى دراسة التعديلات.. لنتأكد أن لدينا فكرة عما عرضه العراقيون"، وأعلن الرئيس جورج بوش أول أمس، الأربعاء، أن واشنطن بدأت تدرس مطالب بغداد الجديدة حول الشروط المقبلة للانتشار العسكرى الأمريكى فى العراق، بروح من التعاون، مع رفض المساومة على بعض المبادئ.
وقال بوش "تلقينا تعديلات من الحكومة. نحن نحلل هذه التعديلات. ونحن بطبيعة الحال نريد أن نساعد، وأن تكون لدينا نية بناءة من دون التفريط فى المبادئ الأساسية"، ولم يوضح بوش طبيعة التعديلات التى تعتبر غير مقبولة، لكن قال إنه على "ثقة بأن الاتفاقية ستقر".
وقد أثارت مسودة الاتفاقية انتقادات كثيرة من شخصيات سياسية عراقية شددت على أنها تنتقص من سيادة البلاد، ويبدو أنه سيكون لقضية السيادة تأثير كبير فى انتخابات مجالس المحافظات، التى ستجرى قبل 31 يناير المقبل فى العراق.
وفوضت الحكومة العراقية، رئيس الوزراء نورى المالكى، فى التفاوض بشأن إدخال تعديلات على الاتفاقية التى تحدد حقوق وواجبات القوات الأمريكية فى العراق بعد ديسمبر 2008، عندما تنتهى مدة التفويض التى منحتها إياها الأمم المتحدة.
وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، قد يجد الجنود الأمريكيون أنفسهم فى العراق خارج أى إطار شرعى.
وأقر البيت الأبيض من جهته أمس، الخميس، بأن العراق سيواجه صعوبة فى إقرار الاتفاقية، متهما الحسابات السياسية للمجموعات العراقية بتعقيد ذلك، واعتبر أيضا أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية يمكن ألا تكون بعيدة عن هذه الحسابات.
لكنه أكد أنه لا يزال واثقا فى إمكانية توصل واشنطن وبغداد إلى اتفاق على شروط بقاء الوجود العسكرى بعد 31 ديسمبر المقبل، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، عن هذا الاتفاق فى تصريح صحفى، "اعتبر أنه سيكون من الصعب على العراق تبنيه، ولو كان ذلك سهلا لكان قد تم".
واعتبرت أن الانتخابات الأمريكية التى أبدى المرشحان فيها وجهات نظر متباينة حول العراق، لا تؤثر أبدا على المفاوضات، فى ما يتعلق بالجانب الأمريكى على أى حال، وقالت "اعتقد أنه لا يوجد للسياسة دور كبير من جهتنا، وفى الجانب العراقى لا استطيع قول الشىء نفسه فى ما يتعلق بسياستهم الداخلية. وهم يراقبون على الأرجح وضعنا السياسى ويحاولون إجراء حساباتهم، ربما بالنسبة لبعضهم على الأقل".
هل يصل الاتفاق الأمنى فى العراق إلى طريق مسدود
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة