عصام زكريا

هيفاء فى المدرسة

الخميس، 30 أكتوبر 2008 03:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر والعشرين بدوا مبهورين من أفلام التحريك المصممة بالكمبيوتر التى عرضت عليهم ومنبهرين بمشهد فى فيلم روائى قصير على أساس أن المدارس فى مصر أماكن طاهرة لا يسكنها سوى الأطفال الذين فى براءة الملائكة والمعلمون الذين كادوا أن يكونوا رسلا، وعلى أساس أن هيفاء وهبى شيطانة تتجسد فى هيئة امرأة تدنس كل مكان تدخله، لذلك هبت جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الصحافة المصرية سابقا لمنعها من تلويث حرم مدرسة بتصوير عمل من أعمال الشيطان عمل فنى سابقا يتجسد فى هيئة فيلم سينمائى اسمه« دكان شحاتة» منذ أيام، وعلى هامش مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، ذهبت بصحبة بعض الأفلام وضيوفها إلى واحدة من أكبر المدارس على مستوى الجمهورية، مدرسة متخصصة يفترض أن يتخرج فيها خبراء ومهندسون فى مجال الكمبيوتر والتكنولوجيا، ولكن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر والعشرين بدوا مبهورين من أفلام التحريك المصممة بالكمبيوتر التى عرضت عليهم ومنبهرين بمشهد فى فيلم روائى قصير يقوم فيه رجل، بكامل ملابسه، باحتضان امرأة، بكامل ملابسها!

كل هؤلاء الطلبة يمكنهم بالطبع مشاهدة أحدث ما وصلت إليه فنون التحريك والجرافيك على الإنترنت، ويمكنهم أيضا مشاهدة أفلام جنسية وصور إباحية، وهم ليسوا صغارا إلى هذا الحد، والأفلام التى عرضت بعضها من صنع طلبة فى مثل أعمارهم أو أكبر قليلا... ولذلك حاولت أن أفهم سبب حالة الهياج والفوضى التى سيطرت عليهم وعرفت منهم أن المسرح الكبير المتطور الذى تضمه المدرسة لا يستخدم تقريبا فى أى نشاط فنى وأن المناهج التى يدرسونها لا تتضمن فنون صناعة الأفلام أو الألعاب، أضف إلى ذلك المعاملة التى يلقونها من بعض المدرسين والتى كنت شاهدا عليها: سباب بالأب والأم وشخط ونطر وتهديد بالعصا وكأنهم قطيع من الدواجن داخل عشة فراخ... بعض هؤلاء المدرسين كانوا فى الحقيقة مستائين من فتح أبواب المدرسة لأفلام المهرجان وقاموا باستقبالنا ببرود وتململ.
ما الذى تنتظره من الطلبة إذن سوى أن يقوموا بمحاولة التحرش بالمخرجات الأوروبيات اللواتى جئن بصحبة أفلامهن؟

وطبعا سيردد المعلمون بعد أن نذهب أننا السبب فى سوء سلوك الطلبة لأننا دنسنا حرم المدرسة بالأفلام والنساء الجميلات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة