«الجدل الشديد» هذا هو أفضل وصف للحالة التى يتسبب فيها الإعلامى معتز الدمرداش، بعد نزول تتر النهاية لبرنامجه «90 دقيقه» على قناة المحور الفضائية، فكثيرون من البسطاء يعتبرونه بطلا، ومدافعا عن حقوقهم، وكثيرون أيضا يكيلون له الاتهامات، التى تعجبه أحيانا، وتغضبه أحيانا أخرى، لكن هناك «اتهامات» بعينها تستفزه بشدة، منها مثلا وصفه بالمذيع «ثقيل الظل»، وهو يرد على هذا قائلا: «ليست مهنتى الترفيه عن المشاهدين، من يريد الترفيه، عنده مسلسلات الـ«ست كوم» أو مهرجى السيرك، أنا مهمتى الكشف عن عيوب المجتمع، والمساعدة فى حل الكوارث، وعموما لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
ما رأيك فى حدود ومساحة الحرية المتاحة للقنوات الفضائية العربية، خاصة برامج التوك شو مثل «العاشرة مساءً»، و«90 دقيقة»، و«القاهرة اليوم»؟
هناك طفرة فى مساحة الحرية الإعلامية فى مصر حالياً، لكنها ليست كبيرة، وأتمنى أن يرتفع سقف الحرية أكثر، لكن نحن نسير حاليا على الطريق الصحيح، وأرى أن تجربة الـ Mbc ثرية جداً، وتمتعت من خلالها بمساحة حرية كبيرة، لكن الفرق يكمن فى أن الـ Mbc تهتم بقضايا دولية وعربية أكثر من المصرية..
يتردد أنك مذيع طارد لزملائك وتحديداً زميلاتك، ومنهم مى الشربينى ومنى شكر؟
لا أرى ذلك نقداً بل أراه مدحاً، ومعنى ذلك أن حضورى طاغ فى البرنامج، لكن أريد ممن يتحدث أن يكون دقيقاً فى معلوماته، فلا يوجد لدى وقت للصراعات والدخول فى منافسات ومؤامرات «لتطفيش» زملائى، «أنا ليل نهار أفكر فى البرنامج.. وماذا سأقدم.. ولا أشغل رأسى بأى شىء آخر».
متى تقرر الرحيل عن 90 دقيقة؟
«يضحك بشدة» فال الله ولا فالك، انتى متضايقة منى ولا حاجة؟ لا توجد عندى أسباب للرحيل عن مشروع تمت ولادته على يدى، ولهذا لن أرحل عنه إلا إذا قررت إدارة قناة «المحور» الاستغناء عنى، وإذا رحلت سأتجه إلى التليفزيون المصرى.
ماذا ينقص 90 دقيقة؟
طموحى أن يستطيع البرنامج الدخول إلى عمق البيت المصرى أكثر، وأن تصبح عندنا شبكة مراسلين فى جميع محافظات مصر، لأن الحياة لا تقتصر على محافظتى القاهرة والإسكندرية فقط.
ماذا أضاف 90 دقيقة لك؟
جعلنى أعود إلى بلدى وأهتم بقضاياه، وأشعر بهموم المجتمع الذى أنتمى اليه وأحمل جنسيته، وجعلنى أشعر بالناس الغلابة، وأحياناً يصفنى الناس فى 90 دقيقة بأننى «نصير الغلابة»، وبالطبع هذا شرف أتمنى أن أستحقه.
بماذا تفسر قدرتك على منافسة أشهر مذيعى «التوك شو» فى مصر، رغم عمرك القليل فى ذلك المجال بمصر؟
هذا شرف لى، وسعيد بانتمائى إلى منظومة الإعلام المصرى، رغم عملى من قبل فى كثير من القنوات الأجنبية والعربية، لكن كان ينقصنى فى الـ «c v» عملى بتليفزيون بلدى، والتليفزيون المصرى يحتاج إلى خبرة جميع أولاده المخلصين.
كيف ترى فرصة رأس المال المصرى فى منافسة العربى فى الإعلام وإنشاء القنوات الفضائية؟
لدينا رجال أعمال من أغنى أغنياء العالم بشهادة مجلة «فوربس» العالمية، فلماذا لا نستطيع المنافسة؟ وإذا لم نتمكن منها ستكون المشكلة لدينا فى العقل البشرى فقط، وأعتقد أننا لدينا عقول تستطيع المنافسة على مستوى العالم، فمصر قدمت نجيب محفوظ، وأحمد زويل، والعقول المصرية هى السبب فى نجاح الكثير من القنوات الفضائية العربية.
لماذا تصر دائما على أنك لم تواجه أى مشاكل مع الخطوط الحمراء فى التليفزيون المصرى؟
لأنه بالفعل لا توجد أى مشاكل مع التليفزيون المصرى، ولم يضعوا لى أية خطوط حمراء.. وببساطة شديدة أنا إعلامى محترف، وأعرف جيداً ما الموضوعات التى يجب أن أتحدث فيها والعكس، فالخطوط الحمراء أعرفها جيداً وأضعها لنفسى، لكن بصراحة عدم وضع هذه الخطوط كان مفاجأة بالنسبة لى.
من أصعب ضيف واجهته فى 90 دقيقة؟
«بدون تفكير» أمى، الفنانة كريمة مختار، حيث استضفتها أثناء عرض الحلقات الأخيرة من مسلسل «يتربى فى عزو» فى رمضان قبل الماضى، وكانت كل برامج «التوك شو» تتنافس على استضافتها، ووجدت نفسى أتحدث مع فنانة كبيرة لها تاريخ طويل فى الفن، وفى نفس الوقت هى أمى، لكن الحمد لله الحلقة «عدت على خير».
قلت من قبل إن لديك ملاحظات على برنامج «البيت بيتك».. ماهى؟
لا أستطيع أن أقول ملاحظاتى على «البيت بيتك» الآن، لأننى قلتها عندما كنت أعمل به، كما أننى لا أتابع البرنامج منذ عامين، فكيف أبدى ملاحظات على شىء لا أراه، لكن أؤكد أن تجربتى معهم كانت ناجحة، وأتاحت لى فرصة الاحتكاك بمجموعة من الإعلاميين الكبار والمحنكين بالوسط.
ما شعورك تجاه مذيعى التوك شو فى مصر مثل عمرو أديب، ومحمود سعد، ومنى الشاذلى؟
أشعر تجاههم بروح المنافسة، ولا أشعر نحو أحد بأى غيرة، لأننى محترف.
ما أكثر برنامج «توك شو» تحرص على متابعته؟
«القاهرة اليوم»، حيث تعجبنى منظومة البرنامج بكاملها، والإمكانيات المتوفرة له.
كيف ترى وضع الإعلام فى مصر حالياً؟
رغم وجود العديد من الكوارث، فإننا نشهد فترة تحول إلى الأفضل، بدليل مساحة الحرية المتوافرة للإعلام، وهى فى ازدياد، كما أن المواطنين أصبح لديهم استعداد للمشاركة الفعالة والمساءلة، وأنا حين أقول هذا الكلام لا أكون متفائلا ولا متشائما ولكن واقعى.
من هو الإعلامى الذى استفدت منه؟
لا أحد.. ولا أريد تفسير كلامى على أنه لا يوجد إعلاميون لامعون فى مصر، لكن ظروف إقامتى فى الخارج فى شبابى جعلتنى أدرس الإعلام فى أمريكا، ويعجبنى «توم بروكو» مذيع الـ Nbc الأمريكية، وأيضا ميلر جانيس، وباربرا والتر.
هل تتقاضى 120 ألف جنيه شهرياً كما يتردد؟
الإجابة عن هذا السؤال ليست من اختصاصى، يمكن سؤال إدارة القناة فى هذا، لكن أحب أن أقول، إن أجور مذيعى «التوك شو» هى الأعلى بالنسبة لباقى المذيعين فى العالم كله، وأحياناً تكون شعبية مذيع «التوك شو» أكثر من شعبية نجوم السينما.
لمعلوماتك..
◄الإعلامى معتز الدمرداش قضى 23 عاماً فى الإعلام، حيث عمل بالعديد من المحطات الفضائية والأرضية منها دبى وmbc
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة