د. ماجى الحلوانى

لا يتعارض مع الدين

الخميس، 30 أكتوبر 2008 03:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دون لف أو دوران أنا من أشد المؤيدين لتنظيم الأسرة وما يتطلبه ذلك من وضع ضوابط لتحديد النسل وبحيث لا تترك الأمور هكذا دون ضبط، نظراً للأهمية الكبيرة لهذا العمل، وهذا التنظيم ليس بعيداً عن فهمنا كمصريين، وأرى أنه لا يتعارض مع الدين، ولم يصطدم بقيمه الراسخة، فالمهم هو تنظيم وتحسين وضع المجتمع.

لقد عاصرت فترة الرئيس جمال عبدالناصر وكنت أحد أفراد هذا الجيل الذى عاش الدعوة الأولى لتنظيم النسل، والتى تبنى فكرتها عبدالناصر بنفسه كمشروع قومى لتحسين الأوضاع المعيشية طبقاً للمقدرات الموجودة فى الدولة فى مرحلة الستينيات، ومن ثم استجبنا كجيل مستنير ومتعلم، وكانت معدلات الإنجاب بيننا بنسبة 2 إلى 1، وقد جاءت هذه الاستجابة من منطلق حرص أبناء هذا الجيل على مستقبل أبنائهم، ومن أجل مصر التى كانت فى بداية مشوارها نحو التنمية والإقبال على عصر جديد بملامحه الخاصة، وكان الوعى الجماهيرى فى أسمى درجاته، فكنا ننظر إلى المستقبل بوجهة المشرق الواعد لأجيالنا القادمة، حتى يتم توفير فرص التعليم الجيدة لهم.

وأرى أنه من غير المنطقى أن ينجب أحدنا عدداً من الأبناء قد يبلغ فى بعض الأسر نحو عشرة، ثم لا يجد ما يكفيهم من مسكن، أو ملبس، أو تعليم يليق بهم، وفى نهاية المطاف عندما ينحنى منه الظهر لكثرة الأثقال والمسئوليات والمتاعب الجاثمة عليه والتى جلبها لنفسه بسبب الإنجاب المفرط ، يسارع بمطالبة الدولة والحكومة بالالتزام بواجباتها نحو توفير المسكن، والتعليم، وفرص العمل، والعلاج المدعم، وباقى الخدمات، وهذا ما سوف يتعذر على الدولة القيام به بسبب هذه الزيادة المستمرة فى التعداد السكانى، ونقص الموارد، فليست الدولة هى المسئول الأول والأخير، بقدر ما هى مسئولية الوالدين لتهيئة كل سبل الراحة والمعيشة المحترمة لفلذات أكبادهما التى تمشى على الأرض، فهذا هو حق الأبناء على آبائهم.

لكل هذا أرى أنه من الضرورى أن يعى كل إنسان دوره، وواجبه نحو مجتمعه، ومن ثم نحو أبنائه قبل أن يقدم على الإنجاب بكثرة، ولا يتجاهل الحقيقة التى لا تغيب عن القاصى والدانى، فى أن مصر أحد البلاد النامية، ضئيلة الاستثمارات، وليس لديها الإمكانيات الكافية لتقديم الرعاية والخدمات الصحية والتعليمية والرياضية والثقافية لكل هذه الأعداد المتزايدة يوما بعد يوم؛ فالموارد ثابتة، وقاطرة معدلات النسل متسارعة دائماً نحو الارتفاع وإذا لم يتم البحث عن حلول ومنها اتخاذ إجراءات للحد من الزيادة فى عدد السكان فسوف نجد أنفسنا أمام كارثة فى المستقبل.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة