من كل فصل دراسى عدده 60 طالبا للعلمى و45 للأدبى، لا يوجد سوى طالبين أو ثلاثة على الأكثر، يقفون فى طابور الصباح، ولا تعرف لمن الإذاعة المدرسية إذن؟، وأيضا تحية العلم «بلادى.. بلادى.. بلادى» لا تدرى لمن أو حتى لماذا؟.
كل هذا يحدث يوميا فى مدرسة حسنى مبارك الثانوية بنين، التابعة لإدارة حدائق القبة التعليمية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، لأن شغل الطلبة الشاغل طوال الحصة الأولى، يكون تفكيك مسامير التخت، وخلع الحنفيات الثمانى الموجودة فى دورات المياه الثلاث بالمدرسة، حتى أصبح عددها اثنتين أو ثلاث على أقصى تقدير.
بعدها، يكون تصرف المدرسة الأسهل، هو غلق المحابس حتى لا تتسرب المياه، وبذلك يحرم كل الطلبة من استعمال دورات المياه، وبعد انتهاء مقرر الحصة الأولى، تبدأ رحلة الطلبة فى بيع الحنفيات والمسامير لمحلات الخردة والروبابيكيا.
السيد عبد الستار أحد الطلبة المجتهدين فى التفكيك والبيع ،يبرر تصرفه بأنه مضطر: «يا أبلة الصراحة أنا عايز ألعب نت زى أصحابى.. يعنى أجيب منين؟.. أبويا لا بيدينى مصروف، ولا أمى بتدينى سندوتشات». أما ناجى فيبيع القطعة بخمسة جنيهات.. يقول: «بابيع الحنفية لبتاع البيكيا مرة بـ 4 ومرة بـ 5 جنيه على حسب، أما المسامير نبيعها ب 2 أو 3 جنيه وأهى ماشية، والصراحة برضك أنا مرة اتمسكت فى المدرسة وأخدت علقة شديدة، بس الأساتذة عارفين ظروفى، وبيرجعوا يتأسفوا لى ويحنوا علىّ، ده إحنا حالنا يصعب ع الكافر يا أبلة».
المدرسة التى يتوافد عليها الطلبة من أبناء الزاوية الحمرا، وعزبة القصيرين، وحى السلام، يزيد عددهم على 400 طالب بالمدرسة.. يقول أحدهم «مدخن» : «يا أبلة إحنا كلنا زى ما انت شايفة، وأدينا بنيجى المدرسة «زيارة» كده كل فترة ونلقط رزقنا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة