سيعود.. لا.. لن يعود.. هكذا انقسمت الصحف الأسبوع الماضى.. ما بين مؤكد للعودة وناف لها، انتقلت الأحاديث بين الصحف والبورصة وأروقة البيزنس وحواريه.. فى «اليوم السابع» شغلتنا قضية رامى لكح بعد نجاح حسام أبوالفتوح فى تسوية ديونه ومغادرته للسجن بعد سنوات قاسية على ملك سوق السيارات السابق.. ورحنا نفكر فى وسيلة للحصول على معلومات واضحة تنسب إلى مصدر يتحمل نتيجتها.. وكان قرارانا الاتصال برامى لكح شخصيا.. وبعد شد وجذب وحوار طويل عبر الهاتف.. قال رامى إنه موافق على الحوار.. وأعرب عن سعادته بقرب انتهاء عثرته المالية وبالتالى العودة إلى الوطن، رامى أكد لنا أنه استطاع التوصل إلى اتفاق مع الدولة وتسوية مع البنوك تمكنه من سداد الديون المتراكمة عليه.. وتعيد للبنوك أموالها.. وكشف قبل أيام عن تمكنه من توقيع اتفاق شراكة مع مستثمرين أجانب.. للدخول معه فى أعمال تجارية ومشروعات اقتصادية، وأن مساهمات المستثمرين الأجانب معه ستكون كافية لإعادته إلى مصر ليس فقط من أجل سداد ديونه، ولكن أيضا سيكون جاذبا لاستثمارات جديدة إلى مشروعاته التى تعثرت بسبب القروض وفوائدها، وبالرغم من أنه رفض أن يكشف لـ«اليوم السابع» عن تفاصيل وأسماء شركائه الجدد، لكنه أكد أن الدولة ليست بعيدة عن الاتفاقات التى تجرى بين باريس ولندن.. وفى الميعاد الذى حدده لإجراء الحوار معنا جاء صوته مختلفا، يحمل الكثير من القلق، وافتقد لرنة التفاؤل التى ميزت صوته قبل أيام، اعتذر رامى عن الحوار.. وقال إن العالم كله الآن ينهار.. تسونامى جديد ضرب الاقتصاد الأمريكى والأوروبى..البورصات تتهاوى، الخسائر بالجملة لرجال الأعمال.. بنوك كبيرة فى أوروبا أعلنت إفلاسها.. شركات ضخمة تتخذ إجراءات تقشفية صارمة، العالم الآن يتحول إلى مرحلة جديدة، سيكون شعارها الركود، الذى يهدد اقتصاديات دول كثيرة.. وسيدمر تسونامى الاقتصاد كيانات مهمة فى العالم.
رامى الذى تحدث إلينا على طريقة مراسلى المحطات الفضائية، واصفا ما يدور فى عاصمة الضباب لندن، وباريس، وقال إن رئيس الوزراء البريطانى كان متأثرا وهو يخطب فى البريطانيين هذا الصباح.. وحذر بعض البنوك من إجراءات حاسمة إذا لم تتحرك سريعا لضمان أموال المودعين.. ربما تصل إلى التأميم, لندن عاصمة الاقتصاد الحر يتحدث رئيس وزرائها عن التأميم.
كل هذه الملابسات التى أحاطت بالاقتصاد العالمى بالطبع نالت الشركاء والمستثمرين الأجانب الذين كانوا بصدد إتمام صفقة الشراء والشراكة مع شركات رامى فى مصر، وبالرغم من أنه اعتذر عن إجراء الحوار فقد أجاب عن السؤال المهم الذى تنتظره الدولة والبنوك وكثيرون فى عالم البيزنس فى مصر، سألناه هل معنى ذلك أن التسوية المفترضة مع الحكومة المصرية قد تتأخر؟
وجاءت إجابات رامى لكح لتؤكد أنه يحتاج بعض الوقت لمعرفة التأثير المحتمل لتسونامى الاقتصاد الذى اجتاح عواصم أوروبا وآسيا وأمريكا..على شركائه الأجانب.. وأنه سيعيد الاجتماع بهم لتحديد مستوى التأثر والخسائر المحتملة لهم، بعدها فقط يستطيع أن يحدد موعد العودة. رامى أكد أنه اتصل بالشركاء وسيتم عقد اجتماعات معهم فى الأيام القادمة لدراسة الموقف وبعدها سيكون القرار.. هل سيستمرون معى فى الشراكة أم لا؟ أى أن الموقف كله بات معلقا بالخسائر التى ستصيب الشركاء الأجانب.
رامى أنهى الحديث معنا وهو يؤكد على إجراء حوار قريبا حتى يكون كلامه دقيقا.. ومبنيا على آخر تقدير موقف.. وأنه ربما يبحث عن شركاء جدد فى حالة تعثر من سبق له الاتفاق معهم.. وفى كل الأحوال قال رامى إنه سيعود إلى مصر.. ولكن الموعد يتوقف على الموقف الاقتصادى للشركاء الأجانب.
رامى الذى كان يتابع البورصات العالمية، قال إن الأخبار القادمة من بورصات العالم سيئة جدا.. وقبل أن نتركه سألناه عن التأثيرات المتوقعة على الاقتصاد المصرى من واقع خبرته فقال: مؤكد أن الاقتصاد عندنا سيتأثر.. وأسعار عدد كبير من السلع سينخفض.. لكن الحكومة لديها من الوسائل لتقليل حجم الأضرار.
لمعلوماتك..
17 أغسطس عام 2000 هروب لكح للخارج.