د. ميلاد حنا

اتركوا الناس فى حالها

الخميس، 30 أكتوبر 2008 03:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكلام عن تحديد عدد معين لكل أسرة فيه تدخل فى إرادة الله ومعارضة للطبيعة الإنسانية، وعدم إيمان بأن الله قادر أن يرعى مواليدنا مهما كان عددهم، ومن ينادون بتنظيم الأسرة أو ما يعرف بتحديد النسل هم مجاملون للدولة ومخادعون لأنفسهم والمجتمع.

كما أننى أرى أن النسل بركة من الله، فالله بارك نوحا وبنيه وقال (أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض)، ووعد إبراهيم (أن يكون نسله كتراب الأرض وكنجوم السماء), ومن لا يريد أبناء فليمتنع عن إقامة العلاقة الزوجية مع زوجته، فالإنجاب هدف غريزى فى الإنسان، كما أنه هدف مبارك للإبقاء على النسل البشرى.

وما يحزننى أن بلادنا تكثر بها القيود على الحريات، رغم أنه من الأفضل أن يتركوا الناس يحددون مصائرهم بأنفسهم، خاصةً فيما يتعلق بعدد الأولاد الذى يطمحون له، وخاصة أنهم لن يموتوا من الجوع أو الفقر، فما سمعنا أن أحدا فى مصر مات من شدة الفقر ولم يجد قوت يومه، كما أنه بدلا من أن تقوم الدولة بهذه الحملات غير المنطقية والتى لا جدوى منها، عليها أن تنظر إلى إصلاح اقتصادها المراق فى أيدى حفنة محدودة جدا من الناس.

ومن المخجل بالنسبة للدولة أن تتدخل فى مسألة تنظيم النسل التى تعد شأنا داخليا وسريا وعائليا لكل أسرة، فالزوج والزوجة هم الأقدر والأكثر دراية بما يحتاجونه من الأبناء، ولا يجوز فرض أى إجراء من شأنه ترهيبهم بحرمان الطفل الثالث مثلا من حقوقه فى التعليم والمسكن والعمل وخلافه، لأن هذا لو حدث جدلا، سيؤدى إلى مواجهات مع الشعب والتيارين الدينى المسلم والمسيحى، لأن الفكر الدينى أقوى وأبلغ فى الأثر وأحب أن ألفت الانتباه هنا إلى التجربة الصينية حينما فرضت القيود لتحديد النسل، بأن يكون معدل الإنجاب هو طفل واحد لكل أسرة، عندها أصبحت النساء يتخلصن من الأطفال الإناث ليحظين بفرصة إنجاب الطفل الذكر، والنتيجة الآن أن الصين تعانى من مشكلة النقص الشديد فى الفتيات للزواج، لذلك فإن هذه الفكرة مرفوضة شعبيا حتى مجرد النقاش فيها. ولا أنكر أن الزيادة فى السكان إذا لم تصاحبها زيادة فى الدخل القومى، فإن مستوى المعيشة سوف يتدنى، وتكثر المشاكل، وهذا يدعونا إلى مطالبة الحكومة بالقيام بواجباتها نحو مواطنيها كباقى دول العالم بأن تسعى إلى زيادة الدخل القومى عبر زيادة المشروعات الإنتاجية التى توفر المزيد من فرص العمل، وفى النهاية: «ياريت نسيب الناس فى حالها».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة