شن المؤلف أسامة أنور عكاشة هجوما كبيرا على حكومات الدول العربية بشكل عام وعلى حركتى "فتح وحماس" الفلسطينيتين بشكل خاص، خلال ندوة "فلسطين فى الدراما العربية"، التى نظمها المركز الإعلامى والثقافى الفلسطينى الذى تأسس حديثا، فى نقابة الصحفيين ظهر اليوم، الخميس.
وقال عكاشة فى الندوة "مشكلة فلسطين ليست دخيلة على الوطن العربى ولا يمكن الكلام عنها أو فصلها عن الواقع العربى، وفى البداية كان ممنوع التعرض للقضية الفلسطينية لأسباب سياسية، حيث كان لكل دولة رأيها الخاص، وتخشى شعبنة القضية الفلسطينية، وهذا ما جعل دولا كثيرة تحجب عن الإنفاق على الدراما التى تتناول القضية الفلسطينية".
وأكد عكاشة على أنه رغم الخطب والمواقف التى كانت تظهر للملأ من مختلف الدول "لم تتفق داخل الغرف المغلقة دولتان على القضية الفلسطينية، وكان هذا الموضوع مغضوبا عليه ويجب السكوت عنه".
ولفت إلى أنه كان ممنوع الاقتراب إنتاجيا من الواقع الفلسطينى المعاش "لم يكن مسموحا بهذا الأمر، بغض النظر عن حالة القهر للاحتلال، وعندما تحررت الأمور بعض الشئ أصبح الجميع يخشى من التسويق، وظل الوضع على ما هو عليه".
ومضى قائلا "سهل أن نلقى المسئولية على الكاتب الذى لم يكتب، ولم ننظر إلى الكاتب الذى منع من الكتابة لظروف إنتاجية وتسويقية، الكتابة كانت موضعا شائكا عن القضية الفلسطينية، وكانت أسهل كلمة تقال لمؤلف أنه يدعو إلى الحرب ، فما بالكم بعد خطوات ما زعم أنه سلام، والهرولة، وكل ما طرأ على القاموس العربى والإسرائيلى والفلسطينى فى السنوات الأخيرة من أن السلام حلو، وعلينا تقبل الآخر، نحن نصرخ منذ مايو 1948 وبحت أصواتنا وهتفنا لفلسطين وخرجت المظاهرات، فماذا حدث كنتيجة فعلية لكل ما قيل؟ ما حدث أننا أضعنا القضية الفلسطينية أكثر مما ضاعت، والداهية الكبرى تنازع حماس وفتح قبل إنشاء الدولة".
واستشهد عكاشة بالمثل المصرى "المشرحة مش ناقصة قتلى" فى توصيف الحالة فى فلسطين حاليا، وتساءل: ألا يكفى ما فعله الإسرائيليون من قتل وخراب ودمار، الآن الفلسطينيون يقتتلون، ويتشاجرون على الغنيمة الضئيلة التى تحالف عليها الإسرائيليون مع الأمريكان".
وأوضح عكاشة أن الدراما ليست جريدة يومية، وليس مهمتها تسجيل ما يحدث على أرض الواقع، "هل يستطيع أحد أن يجد بديلا هادئا وسط هذه الفوضى، يقول شيئا بالنسبة للمستقبل الفلسطينى؟ الفن يتنبه وينظر للأمام، والمسألة ليست ما ضاع من فلسطين ولكن ما بقى ، ثم من يتصدى لإنتاج مثل هذه الأعمال التى أسميها التبشيرية .. حكومة مصر وقطر وبلدان الخليج، ما هى جهة الإنتاج التى تضع أموالها فى عمل يتحدث عن المستقبل الفلسطينى، اللى يولع شمعة فى ضلمة".
وبكل ألم قال عكاشة "استنوا شوية علشان تعيطوا كمان، ما أسهل أن ألوم من كتبوا، اللوم على من فى مقدوره أن يطلق إنذارا ولم يطلقه ..نستنى نتخانق لما يبقى فيه وطن حقيقى والا نعمل زى بيرم ما قال "الفرخة قبل الفرح مدبوحة "، إسحاق شارون فهم الحكاية بدرى وساب قطاع غزة لسبب وحيد هو ما يحدث الآن ..كفانا لطم على اللبن المسكوب".
يذكر أنه شارك فى الندوة السفير الفلسطينى فى القاهرة نبيل عمرو والمخرج محمد فاضل والفنانة فردوس عبد الحميد والكاتب العربى وليد سيف صاحب مسلسل "التغريبة الفلسطينية"، والمنتج حسين القللا والكاتب الصحفى جمال فهمى والناقد محمد الروبى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة