على الشزلونج، تمدد أحمد عبدالرءوف، المتخرج حديثا فى كلية الاداب جامعة عين شمس، ليحكى قصته مع فتاته وأسرته، وهى القصة التى لم يقدر لها الاكتمال بسبب تعنت غريب من جانب الأسرة، ضد رغبته فى الارتباط بمن خفق لها قلبه، وتمناها شريكة لحياته:
◄ بداية حب
فى صمت بالغ كنت أحبها طوال فترة الجامعة، ولم أتمالك مشاعرى عندما اكتشفت أنها تبادلنى نفس المشاعر، وستكون أسعد انسانة فى الدنيا، إذا ما قدر لحبنا أن يرى النور فى علاقة رسمية.
◄ رد غير متوقع
لم أكن أتوقع رد والدى الذى قال لى «انت ما زلت صغيراً على الارتباط، ولا تمتلك من العمر سوى 24 عاما»، لم يكتف بذلك، بل وطالبنى أن اعطيه ما ادخرته، كى يستطيع أن يقيم حفل زفاف شقيقى الأكبر فى فندق «شيك» يرضى أهل خطيبة أخى.
◄ موافقة بشروط
تمالكت أعصابى بصعوبة أمام طريقة تفكير أبى، وقلت له بكل احترام انه ينبغى علينا أن نسير أمورنا على قدر حالنا، وهى الكلمات التى لم تعجبه، فأبى ان يوافق على ارتباطى من فتاتى، قبل ان تراها شقيقتى وأمى ويوافقان على ارتباطى بها كنوع من التزمت.
◄ لم تعجب أمى
بعد «زيارة حربية» قامت بها أمى وشقيقتى لأهل فتاتى، كان رأى شقيقتى أن أهل حبيبتى «ناس طيبين»، بينما أمى ترى أنهم «لم يصدقوا ان أحدا تقدم لخطبة ابنتهم».
◄ الانتظار سنة
من وراء ظهرى، اتصلت أمى بوالدة فتاتى، تقول لها أن كل شىء نصيب، وانه ليس بوسعنا كأسرة أن نتقدم رسميا قبل عام، الأمر الذى أصابنى وفتاتى باحباط شديد، ولم أعرف كيف أتصرف، غير أن فتاتى طالبتنى بالصبر وطاعة أبى وأمى.
◄ آلام غير محتملة
قاسيا، مر العام، وموقف أسرتى لم يتغير، فتدهورت علاقتى مع فتاتى، وبدأت تصاب بأمراض جلدية غريبة، جراء حالتها النفسية السيئة، ثم اتخذت قرارا بإنهاء العلاقة، بينما أحاول أخذت فى محاولات إقناع أسرتى بتغيير رأيها.
◄ أخيراً.. وافقوا
لم أصدق نفسى عندما وافق أبى على أن تتصل أمى بأهل فتاتى وتحدد موعدا لزيارتهم، فكان رد والدة فتاتى أن شابا اخر تقدم لخطبتها، وبالفعل وافقوا عليه، بعد أن تاخرنا كثيرا فى التقدم رسميا، وإن كل شىء قسمة ونصيب، وهنا بدأت رحلة الانهيار.
◄ أمراض نفسية
منذ ذلك الحين، وأنا أفعل مثلما كان يفعل عبدالحليم حافظ فى فيلم «الوسادة الخالية»، أذهب إلى منزل فتاتى دونما إرادة منى، لأشاهدها من بعيد وهى فى طريقها للخروج مع خطيبها، ثم أخذت أعراض الإصابة بأمراض نفسية فى ازدياد مستمر، أبسطها البكاء المتواصل.
الدكتورة فيروز عمر، المستشارة النفسية ومديرة جمعية «قلب كبير» ترد على مشكلة أحمد عبدالرءوف، وتفند له الأخطاء التى وقع فيها، وكيفية التخلص من مشكلاته النفسية بالتدريب على ذلك:
◄ تجارب وأحداث
هناك نوعية من البشر لا تؤثر فيهم التجارب والأحداث، وأنت من هذه النوعية، وعندما أرصد التطور الحادث فى شخصية فتاتك أجده مذهلاً، فهى قابلت صدمة تأجيل أهلك بايجابية شديدة، وحرصت على أن تظل مطيعا لأهلك، إلى أن وصلت – فى النهاية – إلى قرار قطع العلاقة.
◄ عدم الجدية
قرار الانفصال عنك الذى اتخذته فتاتك، كان جيداً ومنطقيا، لأنها وجدت من هو أكثر منك قدرة على تحمل المسئولية، فهل يمكنك هنا ان تلاحظ معى ذلك التطور المذهل الذى حدث فى شخصيتها، وكيف تزداد قوة مع مرور الزمن، بينما تزداد أنت يأسا واستسلاما.
◄ التغيير ممكن
دعنى أسالك: هل أنت إنسان غير قابل للتغيير؟، والاجابة التى أؤمن بها: بالتاكيد لا، لأنه لا يوجد انسان على هذا النحو، ولكن بعض الناس يحتاجون إلى صدمات من العيار الثقيل، حتى تحثهم على تغيير ما بهم من سلبيات، وهو ما حدث معك.
◄ الدرس المستفاد
الصدمة التى تعرضت لها كانت من هذه النوعية، فهى تعلمك ان السلبية والضعف والتخاذل صفات نخسر معها أحلامنا الكبيرة، فليس معنى أنك ترغب فى أن تكون بارا بوالديك، أن تفقد حلماً مشروعاً، كان ينبغى عليك الدفاع عنه بقوة وسرعة أكثر من ذلك.
◄ نصيحة غالية
أنت لا تزال فى بداية حياتك، وعليك ألا تقف مع كل خسارة باكيا على اللبن المسكوب، والطواف حول بيت الأحبة، لأنك إذا ظللت على هذا النحو، ستضيع منك كل أحلامك، أما إذا أفقت من ضعفك وقررت أن تكون أكثر قوة وتحملا، فإنك ستكسب الكثير فى المستقبل.