مخاوف من تشدد السلطات فى معاملة المتسللين

الجمعة، 03 أكتوبر 2008 03:28 م
مخاوف من تشدد السلطات فى معاملة المتسللين
(عن جريدة الحياة)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار اختطاف سياح أوروبيين ومرافقيهم فى منطقة صحراوية نائية فى مصر، حفيظة السلطات تجاه تسلل آلاف الأفارقة عبر الحدود الجنوبية مع السودان، خصوصاً بعدما اتهمت الخرطوم "حركة تحرير السودان" المتمردة فى دارفور بتنفيذ العملية بقيادة تشادى يدعى بخيت عبد الكريم، قالت إنه قُتل فى اشتباك مع قواتها. ودعا خبراء السلطات إلى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود الجنوبية لتلافى تكرار وقوع حوادث مماثلة، فيما أبدت منظمات حقوقية عدة تخوفها من تشدد محتمل فى تعاطى سلطات الأمن مع الأفارقة المتسللين.

وكانت القاهرة أعلنت الاثنين الماضى تحرير 11 سائحاً، خمسة ألمان وخمسة إيطاليين ورومانية، ومرافقيهم المصريين، فى عملية قالت إن القوات الخاصة فى الجيش المصرى نفذتها بالتعاون مع الجيش السودانى وفرقتين من إيطاليا وألمانيا، فيما أكد المحررون أن خاطفيهم تركوهم فى الصحراء من دون اشتباكات مع سيارة استخدموها حتى وجدوا مجموعة من القوات المصرية استقبلتهم.

ومع إعلان مسئولين سودانيين وجود وثائق تؤكد أن وراء الخطف "حركة تحرير السودان" المتمردة فى إقليم دارفور الذى لا يبعد سوى بضع مئات الكيلومترات من مصر، أعرب خبراء عن قلقهم من وقوع اختراقات مستقبلية وامتداد القلاقل فى الإقليم المضطرب إلى جنوب البلاد الذى يعتمد على السياحة بشكل كبير.

وأكد وزير السياحة زهير جرانة أن "السلطات ستراعى التدقيق الأمنى مستقبلاً فى رحلات السفارى" فى منطقة الجلف الكبير الصحراوية التى شهدت خطف السياح، مشدداً على أن "هناك تنسيقاً وتعاوناً مع أجهزة الأمن لتلافى تكرار هذه الحوادث". وحذر وكيل جهاز أمن الدولة السابق اللواء فؤاد علام من أن "تسلل الأفارقة بات يمثل خطراً على الأمن". لكنه قال للحياة: "لابد من أن نعلم أن مشاكل الحدود فى العالم لن تنتهى، فحدود أى دولة تزيد على مئات الكيلومترات، ما يُصَعّب حراستها، وهى مشكلة لدى جميع الدول تقريباً". غير أنه شدد على "ضرورة وضع تصور لوضع الحدود الجنوبية بالتنسيق مع الدول التى تحدنا بهدف تأمين المنطقة الجنوبية من تسلل الأفارقة، خصوصاً أنها قريبة من بؤر للصراعات". ودعا إلى "وضع خطة عاجلة لتطوير منطقة الحادث وتأمين رحلات المغامرة"، مشيراً إلى أن "هناك وسائل مختلفة للتأمين لابد من أن تضعها أجهزة الأمن لتلافى أى عمليات مستقبلية".

ويرى الخبير العسكرى اللواء جمال مظلوم أن حادث خطف السياح الأخير "دقّ ناقوس الخطر للسلطات المصرية». وتساءل: "كيف لدولة كبيرة مثل مصر لها تاريخ كبير وتعداد سكانى كبير أن يخطف على أراضيها سياح؟". وقال إن "من المفترض أن تكون هناك يقظة فى ضبط الحدود المصرية".

وأضاف للحياة أن قضية ضبط الحدود ليست أمراً مستعصياً. كل ما هناك أنه لابد من تفعيل نقاط التفتيش وتكثيف أعداد الدوريات الأمنية على الحدود، إضافة إلى التنسيق مع الدول المجاورة فى العملية، كما أن هناك وسائل تكنولوجية عالية الجودة "لابد من استخدامها فى تطوير وسائل ضبط الحدود". وأشار إلى أن "الحادث الأخير أساء إلى سمعة مصر السياحية. لذلك، لابد من تحرك سريع للأجهزة كافة، والأمر ليس مقتصراً على جهة بعينها. ولفت إلى تزايد عمليات تسلل الأفارقة فى الفترة الأخيرة. وقال: "نسمع عن قتلى وتوقيف للعشرات على الحدود المصرية - الإسرائيلية، لذلك أدعو السلطات إلى تشديد قبضتها على الحدود الجنوبية المصرية - السودانية - الليبية لوقوعها على بعد خطوات من بؤر صراعات عرقية".

لكن حقوقيين يخشون من أن تتسبب هذه الدعوات فى تشدد أمنى مبالغ فيه مع الأفارقة. ويرى الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة أن "هناك مشكلة عامة فى تعامل السلطات مع الأفارقة، فهناك عمليات احتجاز عشوائى وترحيل، ما يعرضهم إلى مخاطر، إضافة إلى أن تعامل الأمن مع ملف تسلل الأفارقة إلى إسرائيل محل انتقاد لمنظمات حقوقية مصرية ودولية". وقال للحياة: "أظن أن الحادث الأخير سيؤدى إلى مزيد من التشدد فى تعامل السلطات مع الأفارقة، لكننى آمل ألا يحدث ذلك".

وتعانى مصر منذ مطلع العام الجارى من محاولات شبه يومية لتسلل أفارقة إلى إسرائيل. وأوقفت السلطات مئات المتسللين فى سيناء، ينتمى معظمهم إلى السودان وإريتريا، وقُتل وأصيب العشرات خلال محاولات الشرطة منع المتسللين من تخطى الحدود، ما أثار حفيظة منظمات حقوقية عدة على رأسها منظمة العفو الدولية التى وجهت انتقادات عنيفة إلى الحكومة لـ"تعمد استخدام العنف" مع الأفارقة المتسللين. وترتبط محاولات تسلل الأفارقة بالبحث عن فرص عمل بعيداً من بؤر الصراعات فى دولهم، غير أنها المرة الأولى التى ترتبط فيها بخطف أجانب. وحسب إحصاءات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 1500 أفريقى مروا بشكل غير شرعى من مصر إلى إسرائيل خلال الفترة الماضية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة