مع بدء موسم الخريف لهذا العام، ينطلق ماراثون السباق على الأوسكار من كل مكان وعلى كافة المستويات. ففى الوقت الذى تبدأ شركات هوليوود الكبرى عروض أفلام النخبة فى صالات السينما التجارية، ويمتد ذلك حتى نهاية العام، حيث الموعد النهائى، تبدأ الدول الأخرى التى تسلمت دعوات المشاركة فى الأوسكار اعتماد أفلامها التى تتنافس لدخول المسابقة قبل الموعد النهائى مطلع الشهر المقبل.
ومن هذا المنطلق، فقد قررت وزارة الثقافة الفلسطينية اعتماد الفيلم الفلسطينى "ملح هذا البحر" لدخول مسابقة الأوسكار المقبل. الفيلم من إخراج المخرجة الفلسطينية الشابة آن مارى جاسر، وهو فيلمها الطويل الأول، بالإضافة إلى كونه أول فيلم روائى تقوم بإخراجه مخرجة فلسطينية. وقد سبق وأن تم اختيار الفيلم ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان فى دورته الفائتة، وذلك ضمن برنامج "نظرة ما"، وتنافس على جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل أول فيلم.
يستلهم الفيلم أحداثه من وقائع شخصية حدثت لمارى جاسر نفسها، حيث يدور حول فتاة أمريكية ذات أصول فلسطينية تحلم بالعودة إلى حيث كان والداها فى فلسطين. وتقوم حينها الفتاة بالذهاب إلى فلسطين والبحث عن متعلقات أبويها ومحاولة الحصول على جنسية فلسطينية تستعيد بها هويتها، إلا أنها تفاجأ بالممارسات العنصرية التى تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وتأتى مارى آن فى فيلمها فى الوقت التى تبرز السينما الفلسطينية كأهم سينما عربية تتنافس فى الدخول لمنافسات الأوسكار فى السنوات الماضية، فبعد أن أقصى فيلم "يد إلهية" لمخرجه إيليا سليمان عام 2002 لأسباب تتعلق بشروط المسابقة، جاء فيلم "الجنة الآن" ليحقق أفضل النتائج بفوزه بجائزة الجولدن جلوب كأفضل فيلم أجنبي، وأن يدخل أيضا ترشيحات الأوسكار الرسمية لذات الفئة، ما يمثل أهم وأبرز إنجاز لفيلم عربى فى منافسات المسابقات الأمريكية الكبرى.
ومن بين الدول الأخرى التى ستنافس الفيلم الفلسطينى للدخول إلى المسابقة الرسمية، الفيلم الفرنسى الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان كان فى دورته السابقة The Class للمخرج الفرنسى لاورنت كانتي. وقد حقق الفيلم عددا من الجوائز الأخرى اللاحقة، آخرها فوزه بالجائزة الكبرى لمهرجان By the Sea الذى اختتمت فعالياته الأسبوع الفائت فى هولندا. وفى أيسلندا، أعلن أيضا عن اعتمادها فيلم White Night Wedding لمخرجه الأيسلندى بالتسار كورماكور.
كورماكور سبق وأن حقق عددا من الأفلام التى لقيت أصداء واسعة أهمها فيلم ريكجافاك 101، الذى لفت الأنظار فى مهرجانى تورنتو ولوكارنو عام 2000. وهو يدور حول بروفيسور فى الأدب يقوم بالزواج من إحدى طالباته، وما ينتج عنه من مشاكل عائلية سواء من أبويها أو من زوجته السابقة. الفيلم مقتبس عن رواية للكاتب الروسى انتون تشيخوف، إنما بروح عصرية. يذكر أن أكاديمية الفنون كانت قد أرسلت لست وتسعين دولة دعوات لإرسال فيلم واحد للمشاركة والمنافسة على الدخول لمسابقة الأوسكار، وستعلن الأسماء المرشحة فى 22 يناير المقبل، وسيقام حفل توزيع الجوائز فى 22 من شهر فبراير المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة