نعم صدق الزعيم مصطفى كامل حين قال "لا يأس مع الحياة"، فاليأس إذا تمكن من حياة الإنسان يقضى عليه ويكبله ويجعله ينهار فى مكانه أسوأ من صخرة الدويقة. اليأس والإحساس بالضعف أعتى الأحاسيس التى قد تمر على إنسان فقد تقوده للانتحار، فما بالنا إن شعر بها شعب.
تخيلوا معى شعباً كاملاً يشعر باليأس والإحساس بأنه ضعيف وقليل الحيلة، أظن أن أمامه خيارين، إما الاستسلام ويصير مُصَّيراً لمن قهروه واستضعفوه وجعلوه ييأس أو يثور، وفى ثورته قد يخرب أو يدمر كل أخضر كأن يردم القناة حتى لا تذكِّره بسخرته على يد الخديوى سعيد أو يذهب مثلاً للسد العالى ويهدمه على أساس أنه رمز من رموز النظام الذى استعبده وأذله وحول له الوطن لسجن كبير، وفى كلا الخيارين الخاسر الأكبر الشعب نفسه، ولذا اسمحوا لى أن نطرح حلولاً لحالة اليأس التى أشعر بأنها تتسلل إلى قلوب الكثيرين.
علينا أن ننهض أى نثور فى هدوء نبحث عن التغيير بأن نحدد هدفنا، نُصِرَّ عليه .. نتابعه مهما كلفنا ذلك من جهد وبذل، نضغط عليهم كما يضغطون علينا .. نلوح بالرغبة فى التغيير .. نشد من أذر بعض حتى لا نخور فى طريق التغيير .. نساعد أنفسنا فنعطى الفرصة للشباب، فالشباب قلبهم نابض بالحماس والإرادة .. صاحب فكر جديد .. رغبة صادقة .. طموح لا يرضا بالهزيمة، ولا يعنى هذا أن نطيح بالكبار، ففيهم الخبرة، ولكن علينا أن نحتفظ بالكبار المتفتحين أصحاب القدرة على استيعاب التغيير.
فأوباما مثلاً حين اختار وهو الشاب، اختار نائباً صاحب خبرة كبيراً فى السن هو السيناتور جوزيف بايدن، وماكين حين اختار وهو كبير السن اختار سارة بالين صغيرة السن، وهنا نرى تزاوج الشباب مع الخبرة وليس المال مع السلطة، إذن يجب إيجاد توازن حتى تسيطر الخبرة على جموح الشباب إن طغى على مسيرتنا، ولكن علينا أن نهتم بالشباب فإن أطفأنا نور الأمل فى الشباب يظلوا باقى حياتهم فى انكسار .. نرفض أن نحنى رؤوسنا فى ذلة وانكسار .. نجرى وراء حلمنا ولا ندع الآخرين يسرقونه منا .. ننحت الصخر لا نيأس .. نعرف أن الطريق طويل لكن لن يقطعه إلا من يمشيه، وما نيل الأمانى بالتمنى وإنما تُأخذ الدنيا بالعمل والعمل الصادق.
ولنا فى قواتنا المسلحة أسوة فمن الذين حطموا المستحيل فى خط بارليف وصبروا أمام الحصار الإسرائيلى إبان الثغرة ومن الذين شيدوا لنا أعظم المشاريع، هم مصريون مثلنا ومنا، إذن لسنا ضعفاء لا نعرف المستحيل .. علينا أن نزيل كلمة "مافيش فايدة" ما دامت قلوبنا تنبض .. فهناك أمل و"المافيش" الوحيد هو المستحيل .. نعم مافيش مستحيل، فإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر .. ولا نقول إننا غير محظوظين، فالقدر يعطى للمجتهد، فلكل مجتهد نصيب.
ولكن علينا أن نعرف أنه من الصعب؛ أقول الصعب وليس المستحيل أن نزيح من يسيطروا علينا من فوق كراسيهم إلا بثلاثة أمور: إما أن يحسوا بأنفسهم فشلهم، أو مع تغيرنا للأفضل وعدم قدرتهم لمواكبة تطورنا سيسقطون من العربة من تلقاء أنفسهم، وإلا سيكون عليهم أن يجارونا فى تغيرنا، فمثلاً إذا صرنا إيجابيين وذهبنا للانتخابات لن نترك للحكومة الفرصة لتزويرها، وإن زوروها سينفضحون ولن يكرروها، المهم أننا نتغير فنجبرهم على التغيير، والأهم ألا نيأس وإلا خسرنا المعركة وخسرنا أملنا فى مستقبل أفضل لأولادنا.
مختصر القول .. مكسب بلا مخاطرة يساوى نصراً بلا مجد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة