الصيد الجائر والتلوث يقضيان على الكائنات البحرية بها

انتبهوا أيها السادة .. تدمير محميات سيناء مع سبق الإصرار والترصد

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008 11:36 ص
انتبهوا أيها السادة .. تدمير محميات سيناء مع سبق الإصرار والترصد الأحياء المائية النادرة بسيناء مهددة بالتدمير
تقرير عبد الحليم سالم وفايزة مرسال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المحميات الطبيعية البحرية بسيناء الجنوبية، وبالتحديد رأس محمد ونبق وأبو جالوم وسانت كاترين وطابا معرضة لاستنزاف ثروتها البحرية، بسبب الصيد الجائر للأسماك، وبالتالى ضياع أكثر من 10 مليارات دولار استثمارات سياحية، تعتمد بشكل مباشر على سياحة البحر.

ومناطق خليج العقبة الأروع فى العالم من حيث الشعاب المرجانية والأسماك الملونة والكائنات البحرية النادرة، وتعد ثروة قومية خاصة الموجودة برأس محمد التى تبلغ مساحتها 424 كلم2 تليها نبق ومساحتها 600 كيلو متر مربع، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 1992، كما توجد جزيرة تيران وتبعد حوالى 6 كم من ساحل سيناء الشرقى، وهى من الجزر والشعاب المرجانية العائمة وصنافير عند مدخل خليج العقبة.

كما تم إعلان منطقة رأس محمد وجزيرتى تيران وصنافير محمية طبيعية فى عام 1983 كأول محمية طبيعية فى مصر، وتقع عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة فى الجزء الجنوبى من شبه جزيرة سيناء على بعد نحو 12 كيلو متراً من مدينة شرم الشيخ ونحو 70 كيلو متراً من مدينة الطور.

وتتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، كما تحيطها الشعاب المرجانية من كافه جوانبها البحرية، وتعد موطنا للعديد من الطيور المهمة، مثل البلشونات والنوارس .

ويزور المحمية 220 ألف طائر سنويا وتمتاز بشعاب الأعماق والسلاحف والرخويات والطحالب وأسماك القرش والدلافين والسمك الملائكى والباراكودا، وتعد أهم منطقة غوص فى العالم وتحتوى على الحيوانات البرية، ومنها الطيور الصقور والنسور والثعالب والضباع والغزلان والأرانب الجبلية.

إهدار الثروة
الدكتور محمد سالم مدير عام المحميات بجنوب سيناء، قال إن ساحل خليج العقبة والبحر الأحمر من أقل السواحل فى مصر من حيث إنتاج الأسماك على مستوى العالم، نظرا لقلة المواد العضوية ومصبات المياه العذبة، ومع ذلك تستمر عمليات صيد الأسماك، مما يعنى إهدار ثروة بالمليارات والقضاء على الكائنات البحرية.

وأضاف سالم، أن بعض الصيادين يستخدمون خطاطيف الأسماك والشباك الضيقة وصيد الأسماك الملونة، مما يؤثر على الشعاب أيضا بعض الصيادين يصطادون الدرافيل والسلاحف البحرية وعروس البحر، وهو حيوان نادر فى العالم والصيد الجائر يساهم فى زيادة نجوم البحر الشوكية، بسبب صيد الحيوانات التى تتغذى عليها تبلغ أعدادها حاليا 200 ألف نجمة تقريبا وهى نجوم تدمر البيئة البحرية.

وقال مدير المحميات، إن الإدارة تعانى من كثرة قناديل البحر فى محمية أبو جالوم وحتى لا تتعرض المزيد من الأسماك البحرية والنادرة للهلاك حيث تتغذى عليها القناديل.
وأضاف: مليارات الجنيهات تم إنفاقها لإنشاء فنادق ومنتجعات ونوادى غوص يعمل بها الآلاف، ويعتمدون على الطبيعة البحرية والأوضاع السيئة تؤثر على الجميع.

زيادة المخالفات
زياد ممدوح الباسل رئيس جمعية الغوص والأنشطة البحرية بجنوب سيناء، قال إن معدلات المخالفات التى تقوم بها مراكب الصيد الكبيرة والصغيرة فى مياه خليج العقبة زادت خلال السنوات الأخيرة، ومنها على سبيل المثال إلقاء المراكب بمخلفاتها فى المياه.

كما انتقد الباسل الصيد بتصاريح من وزارة الزراعة داخل نطاق المحميات الطبيعية والصيد الجائر باستخدام شباك ضخمة شديدة الضيق تمتد مئات الأمتار ولأعماق تزيد على 40 مترا وتقتل الآلاف من الأسماك الملونة والأحياء البحرية والشعاب المرجانية، علاوة على استخدام الشباك حول مستعمرات الشعاب النادرة، مضيفا: تم العثور على كميات كبيرة من الشباك شبكت بالشعاب، وخلفت دمارا كبيرا وبالطبع دمرت أحياء بحرية نادرة أيضا، ويتم صيد جميع أحجام الأسماك الصغيرة والزريعة، مما لا يترك فرصة لتكاثر الأسماك ونموها، مما يعد كارثة بيئية وجريمة فى حق الأجيال القادمة.

وقال الباسل، إن خليج العقبة غير وفير بالثروة السمكية الصالحة للغذاء، ولا يصلح للصيد التجارى وفقا لدراسات علمية موثقة، لكن فى الوقت ذاته الخليج يعج بالثروات الطبيعية الأخرى النادرة التى يجب الحفاظ عليها، لأن الصيد يتسبب فى انقراض بعض الأحياء البحرية، وبالتالى سيؤدى لخلل بيئى ويدمر الثروات بالخليج، خاصة أن فرص العمل والعائد التجارى من الصيد لا يذكر مقارنة بالعائد السياحى للمناطق، من خلال الرياضات المائية والغوص الذى يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل وتسهم فى 60 بالمائة من دخل السياحة المصرية.

وطالب الباسل بضرورة إصدار قرار يقضى بمنع الصيد نهائيا فى خليج العقبة وتحويلها لمنطقة محظورة الصيد وتفعيل إعلان الخليج محمية طبيعية، مع السماح للصيادين من أبناء المنطقة بالصيد فى المناطق خارج نطاق المحميات والتى يعرفها أبناء المنطقة من البدو وغيرهم.

لمعلوماتك
محمية أبو جالوم، تم إعلانها محمية طبيعية عام 1992 ومساحتها 500 كيلو متر مربع.
فهى تقع على خليج العقبة على الطريق بين شرم الشيخ وطابا بمنطقة تسمى وادى الرساسة، وبها بيئة بحرية غنية بنوعيات رائعة من الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، كما توجد بالمحمية حياة برية، تضم الغزلان والثعالب والوبر وأم الريشات والقنفذ الظهرى، وكثيرا من القوارض والزواحف.

وتضم منطقة المحمية حوالى 165 نوعاً من النباتات منها 44 نوعاً لا توجد إلا فى هذه المنطقة وتشتهر المحمية بوجود النظام الكهفى الموجود تحت الماء الذى يمتد لأعماق تصل إلى أكثر من 100 متر.

منطقة نبق التى تم اعتمادها محمية طبيعية فى عام 1992 وتقع فى المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادى أم عدوى فى جنوب سيناء، وتبعد 35 كيلو متراً شمال شرم الشيخ، وبها كنوز تحت الماء، خاصة منطقة رأس محمد التى يبلغ عدد الممارسين سنوياً بها10آلاف غطاس ومحمية سانت كاترين التى أعلنت محمية عام 1988 على مساحة 5750 كيلو مترا مربعا.

مساحة محمية طابا 3595 كيلو مترا مربعا وأعلنت محمية 1998 وتتميز منطقة المحمية بالتكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية التى يصل عمرها إلى حوالى 5000 سنة والحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية البديعة والتراث التقليدى للبدو المقيمين، كما أن بعضاً من هذه الوديان ذات أهمية كموائل للحياة البرية، مثل الغزلان والطيور الكبيرة التى منها طائر الحبارى، وتحتوى تلك الوديان على مجتمعات نباتية مهمة، مثل أشجار الطلح وقد تم تجميع عدد 72 نوعا من الأنواع النباتية فى وادى وتير، منها البعيثران والرتم والرمث.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة