كان لابد أن تصدر جريدة اليوم السابع قبل شهرين.. وكان من الضرورى نشر هذه الكلمات قبل الآن.. وأن تصل الصحيفة بكلماتها إلى مستشفى الجلاء للقوات المسلحة ويقرأها رجل كان يرقد هناك ينتظر الموت، ليعرف أنه لا يزال هناك من يستطيع الدفاع عنه، ومن يرد له كبرياءه وشرفه العسكرى وكبرياءه الإنسانى.. لأننى باختصار أكتب عن المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة الذى لم يعش أيامه الأخيرة يواجه السرطان فقط.. وإنما يواجه محاولات مروعة لتشويه صورته وسيرته.. كتابات ذابت فيها الفوارق بين القصد والغفلة.. وبين التسطيح الساذج والتلفيق الكاذب.. حاولت كلها أن تقنعنا بأن رقصة مثيرة لراقصة جميلة فى مكتب المشير أبوغزالة، أدت إلى أن ترسل مصر السلاح ومن يحمل السلاح لمواجهة الغزو السوفييتى لأفغانستان.. ومن المؤسف أن أصحاب تلك الكتابات مارسوا مهمتهم بجرأة يحسدهم عليها أى أحد.. فلم أكن أتصور أن يخوض بعض الذين يكتبون فى بلدى فى وقائع سياسية وتاريخية كبرى وهم لا يستندون إلا لبضعة مشاهد من فيلم سينمائى، فسارعوا ينقلون عن الفيلم ناسين أنه فيلم.
ومع كامل احترامى لصناع الفيلم، النجوم: توم هانكس وجوليا روبرتس والمخرج مايك نيكولز.. فإن وقائع التاريخ لها مصادر أخرى غير الرؤية الهوليوودية مهما كانت ممتعة وساحرة.. وهو الأمر الذى أجدنى معه مضطرا لأن أروى بعض ما جرى فى الحقيقة وليس على شاشة السينما، وليس من أجل أبوغزالة فقط واعتباره وكبريائه.. وإنما لتصحيح التاريخ والصورة.
ومن المؤكد أنه لا المشير أبوغزالة.. ولا الرئيس السادات.. ولا الملك فهد.. ولا الجنرال ضياء الحق.. ولا أى شخص آخر خارج واشنطن، كان له قرار أو اختيار فى مواجهة الغزو السوفييتى لأفغانستان، وبالتحديد حين دق جرس التليفون فى غرفة نوم الرئيس الأمريكى جيمى كارتر فى تمام الساعة الثانية من صباح السابع والعشرين من ديسمبر عام 1979.. على الطرف الآخر كان زبجينيو بريجنسكى مستشار الرئيس للأمن القومى يخبر رئيسه بدخول السوفييت أفغانستان.. كانت المكالمة فقط لإحاطة الرئيس علما بما جرى.. أما التفاصيل فقد تم إرجاء مناقشتها للاجتماع الصباحى فى مكتب الرئيس فى السادسة والنصف صباحا والذى انضم اليه ستانسفيلد تيرنر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.. والذى لم يكن مجرد اجتماع أولى لمناقشة الغزو السوفييتى لأفغانستان وإنما كان اجتماعا لترتيب الخطوات التى ستقوم بها الولايات المتحدة.
ومن هذه الخطوات التى تم الاتفاق عليها، أن الولايات المتحدة لن تستطيع التدخل علنا ضد السوفييت فى أفغانستان حتى لا يسفر مثل هذا التدخل عن صدام مباشر مع الاتحاد السوفييتى.. ولم تجد الولايات المتحدة وكيلا أفضل من المجاهدين الإسلاميين الرافضين للحكومة الأفغانية الشيوعية والسوفييت الذين جاءوا لدعمها.. وكان لابد من إمداد هؤلاء المجاهدين بالسلاح سواء بالشراء أو الإيجار أو السرقة إن استدعى الأمر.. ومن الأفضل أن يكون هذا السلاح سوفييتى الصنع حتى لا تبدو الولايات المتحدة وكأنها مصدر هذا السلاح، وبعد استعراض كل هذه النقاط، بقيت النقطة الأخيرة والأهم التى اتفق عليها الحاضرون، وهى أن المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفييتى هى فى الأصل والأساس مقاومة إسلامية، ولابد من الإبقاء عليها إسلامية..
وأيضا لابد من استنفار جميع القوى الإسلامية فى العالم وإلى حد تكوين تحالف إسلامى واسع يحمل عبء مقاومة السوفييت فى أفغانستان.. وهكذا، وكما أكد راءول بيدى لاحقا وبنص تعبيره، بدأت قصة الحب بين الولايات المتحدة والإسلاميين.. فالأمريكيون لم يكونوا يريدون من الإسلاميين مجرد مقاومة الغزاة الروس فى أفغانستان، وإنما كانت الخطة التى سبق وأعدها برجينسكى سلفا تهدف إلى قلقلة المناطق الإسلامية داخل الاتحاد السوفييتى نفسه ووصول التطرف الإسلامى داخل هذه المناطق والمدن، وانفض الاجتماع الذى أسفر عن تشكيل فريق أمريكى أصبحت مهمته إدارة المشروع الأمريكى السرى لمواجهة الغزو السوفييتى لأفغانستان.. وأصبح بريجنسكى هو قائد هذا الفريق وسيصبح لاحقا هو مهندس الجهاد الإسلامى فى أفغانستان.. وبينما كان الرئيس كارتر يواجه الغزو السوفييتى لأفغانستان رسميا.. كان بريجنسكى سرا يبدأ فى تنفيذ مشروعه.. لم يكن مقتنعا أن أيا من العقوبات التى أعلنها كارتر لها قيمة حقيقية فى مواجهة السوفييت..
كان بريجنسكى مقتنعا أيضا أنه لا السلاح ولا المال بإمكانهما توحيد مثل هذه الجماعات المتفرقة من الأفغان الرافضين للحكومة الشيوعية فى كابول والذين بدأوا مقاومتها قبل أن يضطروا لمقاومة الجيش السوفييتى نفسه الذى جاء لإنقاذ هذه الحكومة.. لا السلاح ولا المال وحدهما سيمنحان هؤلاء المجاهدين الفرصة أو القدرة على طرد السوفييت من بلادهم.. إنما لابد من الإسلام ليوحد بين هؤلاء أولا.. ثم ليبدو الأمر فى النهاية أكبر من مجموعة من الأفغان الرافضين احتلال السوفييت لبلادهم ليصبح جهادا إسلاميا ضد قوة عظمى شيوعية أعلنت الحرب على هذا الدين.. كان هذا الجهاد أيضا هو الحل الوحيد الذى رآه بريجنسكى ضروريا وممكنا لمواجهة السوفييت..
هذا هو ما اقتنع به بريجنسكى وهكذا نجح فى إقناع الرئيس كارتر بأن يقف أمام كاميرات التليفزيون الأمريكية والعالمية عقب الغزو السوفييتى لأفغانستان بأسبوع واحد فقط ليصف ما جرى على أنه خطوة قامت بها حكومة قوية ملحدة لاستعباد قوم مسلمين.. هكذا وبدون سهو أو خطأ تعمدت الإدارة الأمريكية، على لسان رئيسها، أن تغفل أية إشارة للسوفييت أو أفغانستان، إنما هو الصراع بين الملحدين الأقوياء وبين المسلمين المستضعفين.. وهكذا قامت أول حرب حضارات، كما أكد المفكر الشهير صامويل هانتيجتون صاحب نظرية صدام الحضارات.. ويصف هانتيجتون ما جرى طوال الثمانينيات فى أفغانستان بأنه لم يكن فقط انتصارا للغرب وفصلا أخيرا وحاسما فى الحرب الباردة انتهى بتفكك الإمبراطورية السوفيتية، وإنما كان فى المقابل أول انتصار للإسلام ضد قوة أجنبية فى العصر الحديث..
وأعاد الثقة بالنفس وبالقوة الإسلامية واضطرت الولايات المتحدة لأن تنتظر حتى انفجارات نيويورك وواشنطن فى الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 لتفتح باب الجدل حول ما إذا كان التدخل فى أفغانستان ودعم الإسلاميين وتزويدهم بالمال والسلاح والتدريب والخبرة أمرا صائبا أم كان خطأ فادحا.
على أى حال.. لم يبدأ الجهاد فى أفغانستان إلا فى البيت الأبيض.. وبالتحديد فى ذلك الاجتماع الذى انعقد فى السادسة والنصف صباح السابع والعشرين من ديسمبر عام 1979، والذى أسفر عن توقيع الرئيس كارتر لتوجيه رئاسى يقضى بأن يتوجه مستشاره للأمن القومى برجينسكى إلى الشرق الأوسط.. القاهرة ثم الرياض ثم إسلام آباد.. وهى العواصم الثلاث التى استقر عليها الخيار والقرار لتخوض الحرب فى أفغانستان بالنيابة عن واشنطن.. وهكذا سافر برجينسكى إلى القاهرة فى الثالث من يناير عام 1980 ليبدأ أولى خطوات مشروعه للجهاد الإسلامى فى أفغانستان.
وفى القاهرة التقى برجينسكى بالرئيس السادات لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة.. وكانت مهمة برجينسكى فى القاهرة محددة وشديدة الوضوح.. أن يكسب السادات فى صف عملية أفغانستان.. أن يصبح أحد أفراد الفريق.. أما القاهرة، وكما يؤكد جون كولى مؤلف أحد أهم الكتب عما جرى فى أفغانستان، فكانت خطوة أساسية وضرورية بالنسبة للفريق الأمريكى لأكثر من سبب.. فالقاهرة كان لها وضع شديد الخصوصية لدى قادة المجاهدين الأفغان باعتبار معظمهم قد درس فيها وتأثر إلى جانب دراسته بالإخوان المسلمين.. وأيضا باعتبارها أحد المصادر المهمة للسلاح السوفييتى الذى من الواجب توفيره للمجاهدين الأفغان..
ثم إن اقتناع القاهرة بالمشروع الأمريكى،ومشاركتها سيؤدى إلى زيادة عدد المتطوعين المصريين للقتال فى أفغانستان، فضلاً عن أن انضمام القاهرة للمشروع الأمريكى سيساعد برجينسكى فى مهمته وخطوته التالية لإقناع السعودية بالمشاركة فى تمويل هذا الجهاد ولم يجد برجينسكى صعوبة تذكر فى إقناع السادات بانضمامه للفريق.. ولم تمض أسابيع قليلة على زيارة برجينسكى للقاهرة إلا وكان السادات قد التزم بوعده بشحن السلاح السوفييتى من مصر إلى باكستان.. وبدأت طائرات الشحن الأمريكية تنقل هذا السلاح من قاعدتى قنا وأسوان إلى إسلام آباد حيث يجرى تسليمه فيما بعد للمجاهدين الأفغان..
كان معظم هذا السلاح من طرازات قديمة.. وتم تغيير خطة إنتاج أحد المصانع الحربية فى حلوان لينتج نفس هذه النوعية من الأسلحة إلى جانب السلاح.. لم يدخر السادات وقتا أو جهدا وشرع على الفور فى العمل على خلق المناخ الملائم لفكرة الجهاد فى أفغانستان.. وعقب أربع وعشرين ساعة فقط من زيارة برجينسكى كان السادات يتحدث للصحفيين عقب صلاة الجمعة ويقول إن العالم الإسلامى يجب ألا يكتفى بإدانة الغزو السوفييتى بالبيانات وحسب.. ولكن يجب أن تكون هناك إجراءات فعلية.. وعلى الدول الإسلامية والزعماء المسلمين الذين لزموا الصمت أن يقولوا كلمتهم الآن.. ولم ينس السادات التأكيد على أن جميع المصريين قد صلوا صلاة الغائب على أرواح أشقائنا الأفغانيين الذين سحقتهم الدبابات السوفيتية، وبعد يومين فقط كانت مصر تدعو لعقد مؤتمر قمة إسلامى لبحث الغزو السوفييتى لأفغانستان.. كما اتخذ المكتب السياسى للحزب الوطنى عدة قرارات لمواجهة الغزو السوفييتى تمثلت فى قطع جميع العلاقات مع عدن ودمشق لتأييدهما الغزو..
وخفض التمثيل الدبلوماسى مع موسكو.. ودراسة اقتراح لإقامة جامعة للشعوب العربية والإسلامية.. وتقديم تسهيلات التدريب العسكرى للأفغان.. ثم كان أسبوع التضامن مع الشعب الأفغانى والذى افتتحه كمال حسن على نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وألقى فى الافتتاح كلمة للرئيس السادات.. وعقب افتتاح أسبوع التضامن انعقدت جلسة خاصة للجمعية التأسيسية لجامعة الشعوب العربية والإسلامية لبحث مشروعات قرارات خاصة بنضال الشعب الأفغانى تتضمن اقتراحا بخصم 2% من رواتب ومعاشات جميع موظفى الدولة.. وفرض ضريبة جهاد لصالح أفغانستان.. ودعوة الجمعيات الخيرية إلى جمع تبرعات لصالح الشعب الأفغانى.. وفتح المساجد لتلقى تبرعات المواطنين وتخصيص صندوق فى مكتب أفغانستان بالأمانة العامة لجامعة الشعوب لجمع التبرعات الشعبية غير الحكومية والذى وضع فيه السادات مليون جنيه كنواة ليمارس المكتب أعماله، بالإضافة إلى ذلك كان هناك استنكار وأكثر من بيان صادر عن الأزهر ومجلس الشعب والصحافة والإعلام..
وأصبحت أفغانستان وقضيتها وجهادها ملء السمع والبصر فى طول مصر وعرضها.. ولم ينته عام 1980 إلا وكان قادة الجهاد الأفغانى أنفسهم فى القاهرة.. أحمد جيلانى وصبغة الله مجددى وكثيرون غيرهما ليشاركوا فى المؤتمر الموسع الذى عقدته جامعة الشعوب وبدأ فى العشرين من ديسمبر عام 1980.. وبعد أربعة أيام كان ثلاثة من قادة الجهاد الأفغانى يوجهون رسالة للشعب الأفغانى عبر راديو القاهرة.. والتقى الرئيس السادات بقادة الجهاد الأفغانى واستقبلهم فى منزله وأدى معهم صلاة الجمعة بمسجد قرية ميت أبوالكوم، وأكد لهم أن مصر ستقف بجانب الكفاح الأفغانى بكل ما فى الإسلام من قوة حيث مساعدة أفغانستان باتت واجبا على كل مسلم، وتطور الأمر وتبدل الحديث من دعم معنوى وجمع تبرعات لصالح أفغانستان إلى دعم عسكرى..
فزار قادة الجهاد الأفغانى مصانع الهيئة العربية للتصنيع التى أهدتهم مجموعة من الصواريخ والقنابل المضادة للدبابات، وإلى جانب ذلك التقى السادات مع عمر التلمسانى المرشد العام للإخوان المسلمين وأسفر هذا الاجتماع عن اتفاق يقضى بسفر الإخوان إلى أفغانستان للمشاركة فى دعم الجهاد الأفغانى.. وأن تقتصر مشاركتهم على الأمور الإغاثية والإنسانية فقط وألا يشارك الإخوان المسلمون هناك فى أعمال القتال أو حتى التدريب على المهام القتالية.. وكان اتفاقا مثمرا للاثنين معا.. فالسادات من ناحيته أراد استغلال الثقة التى يحظى بها الإخوان بين أوساط الطبقات الشعبية لتجييش مشاعر الناس.
والإخوان من ناحيتهم وجدوا فى الأمر فرصة لتوسيع نشاطهم وصقل شباب الجماعة وكوادرها. ولم يكن السادات ليقبل أو يرحب بفكرة تطوع هؤلاء والتعاون معهم وتدريبهم وهم الذين ناصبوه العداء، وهو ما جعله سابقا يرفض قيام الإخوان المسلمين بأى نشاط عسكرى فى أفغانستان، ولكنه عاد ووافق بعد أن قدمت له وكالة المخابرات المركزية برنامجا خاصا لحمايته وضمان أمنه الشخصى كمقابل لخدماته ومشاركته فى المشروع الأمريكى للجهاد فى أفغانستان.. ووفقا لهذا البرنامج تولى ويليام باكلى أحد كبار مسئولى وكالة المخابرات المركزية تدريب حراس السادات فى القاهرة.. واطمأن السادات ورحب من ناحيته بمجموعات مختارة من الضباط الأمريكيين تولوا مهمة تدريب ضباط مصريين على فنون ومهارات القوات الخاصة الأمريكية بإشراف جون فيز أحد مسئولى وكالة المخابرات المركزية..
وبدورهم سيقوم هؤلاء الضباط المصريون بتدريب المتطوعين المصريين الذين سينضمون للجهاد فى أفغانستان.. ولم يمض كثير من الوقت حتى ثبت للسادات صحة مخاوفه، وقام بعض هؤلاء المتطرفين باغتياله وسط حراسه المدربين على أعلى مستويات المخابرات الأمريكية، وأحس ويليام كيسى مدير وكالة المخابرات الأمريكية بالخزى وأصيب باكلى بالصدمة وخشيت الوكالة أن تتقدم الحكومة المصرية بشكوى عنيفة واستنكار لفشل الوكالة، إلا أنه لم تصدر عن مصر ولو مجرد شكوى فاترة.
القضية إذن- ومع الاحترام للفيلم وصورته، والازدراء لمن كتبوا وسذاجتهم- كانت أكبر وأهم وأعمق من مجرد رقصة وراقصة فى مكتب المشير أبو غزالة.. وما هكذا.. يمكن أن نكتب التاريخ.
لمعلوماتك..
◄ التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949
◄ حصل المشير أبوغزالة على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتى سنة 1961، ودرس أيضاً فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة، كما حصل على دبلوم الشرق من كلية الحرب الأمريكية، وهو أول شخص غير أمريكى يحصل عليه كما حصل على بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.
هوليوود زعمت أن رقصة مثيرة لراقصة جميلة فى مكتب أبوغزالة أدت إلى إرسال مصر السلاح والرجال للجهاد فى أفغانستان
المشير أبوغزالة وحكاية مصر مع المجاهدين العرب فى أفغانستان
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008 03:03 م