رغم أن غالبية المسلسلات التى عرضت طوال شهر رمضات الماضى جاءت مخيبة للآمال ونالت من النقد والهجوم ما تنوء عن حمله عشرات المراكب السياحية ـ السليمة طبعا ـ إلا أنه لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت الأجزاء الجديدة من هذه الأعمال والتى باتت مطلباً قومياً بحسب المسئولين عنها، وتحديداً المؤلفين والمخرجين فى ندواتهم التى أصبحت عادة سنوية والتى أقيمت فى أندية الروتارى وعدد من الأندية الاجتماعية والرياضية، حيث أكدوا أن العديد من جهات الإنتاج والتسويق إلى جانب الجمهور تطلب منهم بإلحاح وإصرار تقديم أجزاء جديدة من هذه الأعمال، بدعوى أن نهايات العديد من الأحداث التى احتوت عليها إلى جانب مصائر الشخصيات الكبيرة والصغيرة تركت مفتوحة، وهى بحاجة إلى المزيد والمزيد من أجل التوضيح وإلقاء الضوء على ما خفى منها، وهو ما يستوجب أجزاء جديدة.
أسرة مسلسل "قلب ميت" لشريف منير وغادة عادل وتأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج مجدى أبو عميرة كانت الأولى التى أعلنت عن نيتها تقديم جزء ثان بعد النجاح الكبير الذى حققه الجزء الأول، خاصة وأن الأحداث تحتمل هذا الأمر، ولكنها سرعان ما تراجعت، ورغم الإعلان عن أسباب واهية لعدم تقديم جزء ثان منها انشغال غادة عادل بتصوير الجزء الثانى من مسلسل "المصراوية" أمام هشام سليم وتأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ والمؤلف أحمد عبد الفتاح بكتابة جزء ثان من فيلم "عمر وسلمى" وتحضير مجدى أبو عميرة لإخراج مسلسل جديد، إلا أن السبب الحقيقى كان فى شريف منير الذى لم يرغب فى مواصلة ظهوره التليفزيونى من خلال جزء مستهلك يبعده عن الجمهور بعدما بذل جهداً مضنياً فى العودة إليه وتحديداً فى السينما طوال الأعوام الماضية، إلى جانب تجربته الصعبة فى مسلسلات الأجزاء من قبل ومنها "المال والبنون" و"ليالى الحلمية".
الجزء الثانى من مسلسل "الدالى" تعرض بسببه نور الشريف لانتقادات شديدة أعادت إلى أذهانه الهجوم الذى ناله قبل سبعة أعوام فى مسلسل "عيش أيامك" ومن قبله "العطار والسبع بنات" ومن بعده "عمرو بن العاص"، ورغم إعلان أسرة المسلسل من قبل عن نيتها تقديمه فى خمسة أجزاء، إلا أن نور تراجع نسبياً بعد رمضان عن الفكرة وهو ما ظهر جلياً فى إعلانه أنه لن يبدأ التصوير إلا بعد انتهاء كتابة حلقات الجزء الثالث كاملة ليقف على مدى سخونة الأحداث وتطورها بشكل منطقى وطبيعى من دون مط أو تطويل أو إقحام شخصيات وأحداث من دون ضرورة، إلى جانب تعاقده من ناحية أخرى على القيام ببطولة مسلسل تاريخى جديد "أبو الحسن الشاذلى" من تأليف أنور عبد المغيث، وعمليا لو صور نور هذا المسلسل لشهر رمضان المقبل فقل على "الدالى" السلام.
مسلسل "شرف فتح الباب" ليحيى الفخرانى وهالة فاخر وبثينة رشوان وإخراج السورية رشا شربتجى وتأليف محمد جلال عبد القوى الذى أكد فى أكثر من لقاء كان أبرزها "البيت بيتك" مع الفخرانى أنه لا يفكر فى كتابة جزء ثان من العمل بدعوى أن الرسالة المستهدفة من وراء العمل وصلت على أكمل وجه، إلا أنه عاد مجددا ليؤكد على أنه بصدد كتابة جزء ثان نزولا على رغبة أكثر من جهة إنتاجية طالبته بتقديم جزء ثان من العمل، خاصة وأن نهاية الجزء الأول تركت مفتوحة للعديد من شخصياته ومنها شرف وزوجته وأبناؤه والمحامية التى كان ينوى الارتباط بها والتى تعرضت لحادث تصادم بسيارتها، والطريف أن المؤلف محمد جلال عبد القوى عرض له فى رمضان مسلسل آخر "قصة الأمس" لإلهام شاهين ومصطفى فهمى وميرنا وليد وإخراج إنعام محمد على، ورغم ما تردد عن أن العمل يعد استنساخاً أو جزءاً ثانياً من مسلسله الذى قدمه قبل عشرة أعوام "نصف ربيع الآخر" ليحيى الفخرانى وإلهام شاهين وفادية عبد الغنى وإخراج الراحل يحيى العلمى، إلا أن تصريحات خرجت من عدد من أسرة "قصة الأمس" تؤكد التفكير فى كتابة جزء ثان من العمل، يوضح مصير العلاقة بين إلهام وزوجها وهل عادت إليه أم لا، ومصير علاقتها مع السفير الذى جسد دوره نبيل نور الدين، إلى جانب مصير علاقته بزوجته الثانية التى طلقها وكان ينوى العودة إليها "ميرنا وليد".
أسرة مسلسل "راجل وست ستات" لأشرف عبد الباقى ولقاء الخميسى وإخراج اللبنانى أسد فولاد كار هى الوحيدة التى استفادت من تجربة الأجزاء، ورغم أنه عرض فى رمضان الماضى الجزء الثالث، إلا انه تم تصوير جزأين آخرين، وتفكر أسرة العمل فى تقديم جزء سادس وأجزاء تالية، وإن كان هذا الأمر قد لا يتحقق لانشغال أشرف بالتحضير لمسلسل "الضاحك الباكى" الذى يتناول قصة حياة الراحل إسماعيل ياسين.
دراما الأجزاء فى مصر تخضع للأهواء وتقلبات الأمزجة مثلها مثل الكثير من أمور حياتنا، وتسيطر عليها غالباً لعبة المصالح والاستسهال واللعب على المضمون لمجرد تحقيق الجزء الأول لأى نجاح حتى ولو كان نسبياً، الأمر الذى يجعل الأجزاء التالية مجرد "سبوبة" وعملية استنساخ باهتة ودخول فى تفاصيل مملة وزرع شخصيات لعمل خطوط درامية جديدة تبدو حتى للمشاهد العادى مفتعلة وأقرب إلى الأفلام الهندية.
دراما الأجزاء سواء أكانت فى مسلسلات عادية أو ست كوم، يمكن تقديمها بشكل محترم وجذاب ومكثف شريطة أن يتصدى لها مبدعون حقيقيون وفاهمون وعلى درجة عالية من الوعى والثقافة والموضوعية، وأن تكتب الأجزاء كاملة قبل تصويرها، وتصور مرة واحدة بعد توقيع عقود ملزمة لكل الأطراف لوضع الأمور فى نصابها ولضمان عدم تغيير الممثلين والممثلات لأسباب تافهة مثل الإصرار على تبديل ترتيب الأسماء فى تيترات البداية وزيادة المشاهد للمساواة مع باقى الزملاء وغيرها.
لمعلوماتك
* دراما الأجزاء اقتصرت فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى على الدراما الدينية ومنها "محمد رسول الله" و"القضاء فى الإسلام"، ثم امتدت إلى التاريخية ومنها "الأبطال" و"نسر الشرق" بجزأيه الأول والثانى.
* مسلسل "الشهد والدموع" لعفاف شعيب ويوسف شعبان ونوال أبو الفتوح وخالد زكى ومحمود الجندى ونسرين وتأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج أسامة عبد الحافظ، جاء فى جزأين احتوى كل واحد منهما على 15 حلقة فقط.
* مسلسل "ليالى الحلمية" قدم فى خمسة أجزاء كان مثالاً لن يتكرر لدراما الأجزاء من حيث مضمون العمل وأحداثه والنجوم الكبار الذين شاركوا فيه ومنهم يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وصفية العمرى وحسن يوسف ومحسنة توفيق وسهير المرشدى، كما أكد نجومية العديد من الوجوه الشابة ساعتئذ ومنهم آثار الحكيم وإلهام شاهين وممدوح عبد العليم وهشام سليم وشريف منير وحنان شوقى ولوسى وعبلة كامل وصابرين.
* مسلسل "بوابة الحلوانى" لعزت العلايلى وليلى فوزى وإيمان الطوخى وسمية الألفى ومحمد وفيق وخالد النبوى وعلى الحجار وشيرين وجدى وتأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إبراهيم الصحن قدم منه ثلاثة أجزاء فقط، رغم أنه كان مقرراً تقديمه فى ستة أجزاء، وتوقف تصوير الجزء الرابع الذى يغطى فترة حكم الخديوى إسماعيل لمصر.
* مسلسل "المال والنون" لعبد الله غيث ويوسف شعبان وحمدى غيث وفايزة كمال وأحمد عبد العزيز وشريف منير وحنان ترك وجيهان نصر ووائل نور وتأليف محمد جلال عبد القوى وإخراج مجدى أبو عميرة، كان مقرراً تقديم جزء ثالث له ولكن المشاكل التى حدثت بين المؤلف من جهة، والمخرج وممدوح الليثى رئيس قطاع الانتاج وقتها حال دون تقديمه.
مسلسل "أبو العلا البشرى" للراحل محمود مرسى وتأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل قدم فى جزأين.
* الخلافات بين المؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج جمال عبد الحميد حالت دون تقديم الجزء الثالث من مسلسل "زيزينيا" ليحيى الفخرانى وآثار الحكيم وهالة صدقى وأحمد بدير وأحمد السقا.
* الراحل محسن زايد أبدع فى دراما الأجزاء حيث قدم جزأين تليفزيونيين من ثلاثية نجيب محفوظ هما "قصر الشوق" و" بين القصرين"، ولعب بطولتهما محمود مرسى وهدى سلطان وصلاح السعدنى ومعالى زايد، كما كتب مسلسل "السيرة العاشورية" فى خمسة أجزاء قدم منها جزأين فقط الأول لعب بطولته نور الشريف وإلهام شاهين، وأخرجه وائل عبد الله والثانى هشام سليم ورانيا يوسف وكمال أبو رية وأخرجه خالد بهجت، ولا يزال ديكور الحارة الرئيسية للعمل موجوداً فى استوديو السمنودى، وكان مقرراً أن يقدم مسلسل "حديث الصباح والمساء" لليلى علوى وأحمد خليل ودلال عبد العزيز وعبلة كامل وخالد النبوى فى ستة أجزاء ولكن وفاة زايد حالت دون ذلك.
* مسلسل "أوراق مصرية" قدم منه ثلاثة أجزاء، ويتبقى جزءان انتهى المؤلف طه حسين سالم من كتابتهما قبل فترة ولم يصورا لظروف إنتاجية.
* مسلسل "هوانم جاردن سيتى" لمديحة يسرى وحسين فهمى وصفية العمرى وعبلة كامل وهشام سليم ومحمود قابيل وصابرين، وتأليف منى نور الدين وإخراج أحمد صقر كان مقرراً تقديم جزء ثالث له ولكنه تجمد لأسباب مجهولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة