أمجد ناصر: قصيدة النثر العربية متخلفة

الإثنين، 27 أكتوبر 2008 10:04 م
أمجد ناصر: قصيدة النثر العربية متخلفة أمجد ناصر أحد الشعراء الذين أسسوا شرعية جمالية لقصيدة النثر العربية
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الشاعر الأردنى أمجد ناصر اليوم الاثنين، أن معظم ما يكتب الآن تحت عنوان قصيدة النثر فى العالم العربى "لا يشبه قصيدة النثر الحقيقية"، ولعل فى هذا تفسيرا لميله الشخصى إلى كتابة السرد أو النثر.

وصدرت عن وزارة الثقافة الأردنية الشهر الماضى الأعمال الشعرية لناصر، وتضم دواوينه الشعرية الثمانية التى نشرها ابتداء من ديوانه الأول "مديح لمقهى آخر" الصادر فى بيروت عام 1979.

وتمثل هذه الدواوين انتقالات مرت بها مسيرة ناصر من حيث الأسلوب والموضوعات، من قصيدة التفعيلة فى عمله الأول إلى قصيدة النثر فى أعماله التالية وصولاً إلى كتابة قصيدة تختفى فيها على نحو مرواغ، الحدود بين النثر والشعر بالاستفادة من آليات السرد القصصى.

وقال ناصر، بمناسبة صدور أعماله الشعرية، إنه لم يعد قادراً على الكتابة بالطريقة السابقة على كتابه "حياة كسرد متقطع"، مرجحا أن يكون ذلك بسبب أن رؤيته ومفهومه للشعر تغيرت، فقصائده الأخيرة تميل إلى الكتلة النثرية إلى السطر الطويل والجملة التى تشبه جملة النثر بل أن هناك ميلاً متصاعداً للنثر نفسه، مشيراً إلى أنه يمكن الوصول إلى الشعر من طرق غير تلك التى تبدو عليها قصيدة النثر العربية اليوم، حيث يميل منذ سنين إلى السرد سواء النثرى الخالص والشعرى والحكائى.

الشعر الحر لا قصيدة النثر
ويقول "لدى الآن أكثر من كتاب ليس بينها كتاب واحد فى الشعر بالمعنى المألوف للكلمة، لا أعرف إلى متى سيستمر هذا الميل، وإن كنت أظن أنه وجد نتيجة تطور لكتابتى نفسها ولم يسقط علىّ من الفضاء، ربما لا أعود إلى كتابة شعر يشبه دواوين سابقة مثل "رعاة العزلة" أو "وصول الغرباء" أو حتى "مرتقى الأنفاس"، كأن ذلك النوع من الشعر لم يعد قادراً على مواصلة أشكاله ولغته بعد أن وصلت إلى "حياة كسرد متقطع".

أما قصيدة النثر العربية الشائعة اليوم فهى فى رأيه تشبه الشعر الحر بمفهومه الغربى أكثر مما تشبه قصيدة النثر الحقيقية، فقصيدة النثر الحقيقية هى نثر يتخلله توتر الحالة الشعرية، فهى فى نظره محاولة امتحان قدرة النثر على الوصول إلى الشعر.

وربما كان هذا الاختيار لشكل الكتابة والانتقالات الناعمة فى طريقة السرد هو ما لاحظه نقاد وشعراء منهم الناقد السورى صبحى حديدى فى مقدمته لكتاب ناصر الأخير "حياة كسرد متقطع"، والشاعر اللبنانى عباس بيضون الذى سجل فى مقدمة الأعمال الشعرية لناصر أنه وجد قصيدة ناصر تقريباً منذ ديوانه الأول واختار طريقاً شعرياً فى وقت كان فيه الاختيار صعباً بسبب تعدد الأصوات وعلو النبرة، وكان ناصر يريد أن يصل إلى الشعر من خلال النثر فقد فعل ذلك فى ديوانه "حياة كسرد متقطع" الذى صدر فى بيروت عام 2004.

وحمل الغلاف الأخير لمجلد أعمال ناصر كلمة للشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش، قال فيها "أمجد ناصر أحد أبرز الشعراء العرب الذين أسسوا شرعية جمالية لقصيدة النثر العربية، فى شعره رعوية حديثة وحسية عالية تحمى الشعر من التجريد، وهو من أكثر الشعراء العرب وفاء لراهنه الشعرى".

ويقول ناصر إن درويش الشاعر العربى الحداثى شبه الوحيد القادر على رفع سقف تلقى الشعر وعلى جمع أعداد كبيرة من المتلقين، وكان يتدرج فى شعره الجديد للوصول إلى أشكال شعرية لم يجربها من قبل وكان يقترب من قصيدة النثر والشعر اليومى أكثر مما فعل من قبل، مشيراً إلى أن عمله "أثر الفراشة" أكبر اقتراب حققه درويش من شكل قصيدة الكتلة رغم أن درويش لم يسم عمله هذا شعراً بل يوميات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة