كشفت صحيفة الإندبنديت من خلال وثائق سرية لجهاز المخابرات السرى التابع لصدام حسين، أن سلطات الأمن العراقية كانت على قناعة بأن "السفاح" الفلسطينى أبو نضال، واسمه الحقيقى خليل البنا، كان جاسوساً لأجهزة المخابرات الأمريكية والمصرية والكويتية، وأن المهمة التى أنيط بها هى البحث عن أداة تربط صدام حسين بتنظيم القاعدة لتكون مسوغاً لجورج بوش فى غزوه العراق عام 2003.
وأفادت الصحفية فى عددها الصادر أمس السبت، نقلاً عن هذه الوثائق التى يرجع تاريخها إلى سبتمبر 2002، أن أبو نضال القاتل المرتزق الذى استمرت أنشطته الإجرامية على مدى أكثر من ربع قرن، وقتل وجرح ما يربو على 900 مدنى، انتحر داخل شقته فى بغداد فور وصول عملاء المخابرات العراقية، وكان ذلك بعد أن خضع لسلسلة تحقيقات، أجرتها معه تلك الأجهزة.
وطبقاً لتلك الوثائق التى أصبحت فى حوزة الصحيفة، فإن أبو نضال كان يراسل الكويتيين برسائل مستفزة يبعث بها من العراق التى دخلها من إيران بجواز سفر يمنى مزور عبر لبنان ودبى، وأفادت الوثائق، فيما يبدو أنها معلومات يشوبها التناقض، أن أبو نضال اعتقل من قبل سلطات الأمن المصرية لمدة شهرين.
إرهابى متعدد الولاءات
وتقول الصحيفة إن أبو نضال كان يمارس أنشطة إرهابية من بغداد ودمشق والعاصمة الليبية طرابلس، وقد استأجرته العراق لاعتقال السفير الإسرائيلى فى لندن عام 1982، وهى محاولة الاغتيال التى حملت إسرائيل مسئولية تنظيمها لياسر عرفات واتخذتها ذريعة لغزو لبنان، كما أقام العقيد معمر القذافى علاقات وثيقة مع أبو نضال.
ونقلت الصحيفة عن باتريك سيل كاتب السيرة الذاتية لأبو نضال، أن الإرهابى الفلسطينى عمل أيضاً مع المخابرات الإسرائيلية الموساد. وقد قال سيل إن أبو نضال كان يرتكب ممارسات وحشية مع أتباعه الخائنين، بدفنهم أحياء لفترة وجيزة، قبل أن يقتلهم بواسطة إطلاق رصاصة فى أنبوب داخل حلوقهم.
وتتساءل الصحيفة، هل كان يمكن لأبونضال أن يتسلل إلى العراق من إيران دون علم المخابرات العراقية؟ وهل كان فى استطاعته أن يقيم سراً فى بغداد دون أن يقع فى قبضة رجال صدام حسين؟
وحسب الوثائق السرية، فإن الرجل الذى سهل دخول أبو نضال العراق ووفر له منزلاً آمناً ليقيم، اسمه عبدالكريم محمد مصطفى، كان قد خضع لتحقيق السلطة العراقية عام 2002 ومصيره غير معلوم.
وتنقل الصحيفة عن التقرير السرى أن أبو نضال دفن فى مدافن المسلمين ببغداد مؤقتاً فى 29 أغسطس 2002 إلى حين نقله إلى مثوى أخير له، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
لمعلوماتك:
كان العالم يخاف من أبو نضال فى الثمانينيات مثلما كان يخاف اليوم من أسامة بن لادن، وقام بالعمليات الإرهابية التالية:
1978:
قام بعدة عمليات سميت باسم "حزيران الأسود"، تضمنت اغتيال أعضاء لمنظمة التحرير الفلسطينية فى كل من لندن وباريس ومدريد وبروكسيل والكويت العاصمة وروما.
1982:
أطلق النار على السفير الإسرائيلى فى بريطانيا شلومو أرجوف وأصابه إصابة خطيرة أقعدته مشلولا بقية حياته.
1984:
أصاب طائرة أردنية بالصواريخ عند إقلاعها فى مطار أثينا. وتضمنت قائمة القتلى الملحق الثقافى البريطانى فى أثينا، بالإضافة إلى مسئول كبير فى سفارة بريطانيا بالهند.
1985:
اختطف طائرة مصرية وقتل 6 من المسافرين على متنها، ثم مقتل 60 راكباً بعد أن تدخلت قوات الكوماندوز المصرية لإنهاء العملية.
1986:
قناص يقتل بسلاح آلى 22 مصلياً فى كنيس يهودى فى اسطنبول، و20 يلقون حتفهم مع طاقم طائرتهم الأمريكية عند اختطافها فى كراتشى.
1988:
قتل 9 وأصاب 98 فى هجوم على باخرة سياحية يونانية فى البحر المتوسط.
وجوه وأقنعة الثوار العرب .. أبو نضال كان جاسوساً لأمريكا
الأحد، 26 أكتوبر 2008 02:09 م