شهد اليوم السبت مقر حزب التجمع حلقة نقاشية حول "الصحافة الحزبية"، بمناسبة مرور 30 عاما على صدور جريدة الأهالى الناطقة باسم الحزب.
شارك فى حلقة النقاش الدكتور عبد الغفار شكر عضو المكتب السياسى بالحزب ونائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية، وفريدة النقاش رئيسة تحرير الجريدة، والدكتور وحيد عبد المجيد الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأمينة النقاش مديرة تحرير الأهالى، والدكتور فاروق أبو زيد رئيس لجنة الممارسة الصحفية بالمجلس الأعلى للصحافة بالقاهرة.
بدأت فريدة النقاش رئيسة التحرير الحلقة النقاشية بتوضيح المراحل التى مرت بها جريدة الأهالى منذ أول إصدار لها فى فبراير1976 حتى الآن، وأكدت فريدة على ضرورة التمسك بتحقيق حلم جريدة الأهالى اليومية.
والتقط حسين عبد الرازق عضو المكتب الاستشارى، خيط الحديث من فريدة، مشيراً إلى المشاكل التى واجهتها الأهالى فى أول صدور لها، وحاول بصعوبة تذكر أسماء المحررين بها فى ذلك الوقت، وأشاد عبد الرازق بتخطى الأهالى- آنذاك - للخطوط الحمراء فى ما يمس الرئيس، وعلاقة هذا بقرار السادات لوقف جميع الصحف الحزبية، ومنها الأهالى فى 25 أكتوبر 1978.
وعن مستقبل الصحافة الحزبية فى مصر رصد الدكتور وحيد عبد المجيد خلال الجلسة الأولى من الحلقة مدى الأزمة الكبيرة التى تواجهها الصحف الحزبية، من خلال عرض دراسة أولية تناول فيها أسباب استمرار هذه الأزمة. مشيرا إلى السبب وراء ذلك، بأنه ينحصر فى تزايد أعداد الصحف وتأثر كثير من الصحف الحزبية بأيديولوجية الحزب التى تعبر عنه، وتأثر الاثنان بالمناخ العام فى مصر الذى يشوبه التدهور العام فى كافة المجالات.
وضع عبد المجيد ثلاث اتجاهات لعودة دور وفاعلية الجرائد الحزبية، يدور الاتجاه الأول منها بعلاقة الصحيفة بالحزب وبين العمل الصحفى والعمل الحزبى، وضرورة الوصول إلى صيغة لهذه العلاقة، وفقا لظروف الحزب.
أعاد عبد المجيد المشكلة الجوهرية فى العلاقة بين الأحزاب وصحفها، إلى عشوائية هذه العلاقة فى بعض الحالات، وعدم وضوحها، ونقص شفافيتها فى حالة ثالثة، وليست فى التدخل الحزبى الكثيف.
ربط عبد المجيد الاتجاه الثانى لسبل إعادة فاعلية مثل هذه الجرائد الاتجاهات، بتراجع الكفاءة المهنية وشيوع الاضطراب فى الصحافة المصرية عموما، سواء على المستويين المؤسسى والمهنى. بسبب اهتمام قيادات الحزب بالتوجه بآرائهم وخبراتهم إلى القنوات الفضائية لحصولهم على مقابل مادى، والبخل المعلوماتى لجريدتهم ليتسنى لها التواجد فى قلب الحيز العام، مع ضرورة تنقية الساحة الصحفية فى الجريدة من المحررين المتكاسلين.
وحول تفرد جريدة الأهالى وقت صدورها أكد أنها كانت الأولى من نوعها بعد الصحف القومية وفيها وجد القارئ نقدا مباشر ضد الحكم، ولكن بعد ظهور الصحف المستقلة والمعارضة ضاق الخناق عليها، وحتى تعود هذه الصحف إلى حالتها الصحية الأولى، لابد من إعادة هيكلة هذه الصحف مرة أخرى بما يجذب القارئ الآن، ويجعل الجريدة مختلفة.
وفى نهاية الجلسة الأولى للحلقة النقاشية، جاءت مداخلة الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، تؤيد كل فكرة اقترحها الدكتور وحيد من حيث التشخيص والعلاج ومعرفة موقع الداء حتى يتسنى التعامل معه وإعادة إنعاشه مرة أخرى.
خلال الجلسة الثانية طرح الدكتور فاروق أبو زيد قراءة نقدية، لبعض البنود التى شملها تقرير المجلس الأعلى للصحافة، عن جريدة الأهالى، واصفا إياها بالإيجابيات التى حظيت بها الجريدة، وكان أولها أنها أقل الصحف المصرية المخالفة لميثاق الشرف، بالإضافة إلى أنها تضم صحافة نخبوية أو صحافة التمييز، ونجحت فى أن تعبر بشكل مباشر عن روح الشارع المصرى، واستطاعت أن ترصد اتجاه حقيقى داخل المجتمع.
أما السلبيات التى حصرها أبو زيد فى 11 بندا، أهمها وجود مقال بالصفحة الأولى وهذا منافٍ لقواعد المهنة وغير صحفى، وأن الخبر يلعب فيها دورا كبيرا وغالبا ما يكون خاليا من المعلومة التى تهم القارىء باعتبارها جريدة أسبوعية لابد وأن يكون التقرير جزءا مهما وحيويا فيها، وأخيرا استقرارها على الطابع الكلاسيكى فقط.
يذكر أنه سبق وناقش الحزب خلال مؤتمراته طوال فترة المؤتمر السابق منذ خمس سنوات سلبيات وإيجابيات الجريدة وكيفية النهوض بها، ووضع خطة إعلامية واقتصادية تجعلها جريدة مستقلة ماديا وصحفيا عن الحزب، ولكنها لا تتخلى عن أيديولوجية الحزب، ولكن بشكل ممنهج وعلمى بعيد عن العشوائية، واختلاط الأوراق، بين الحزب والجريدة، وكان مقترح الجريدة اليومية آخر ما تم مناقشته خلال الاجتماع الأخير للمكتب السياسى واللجنة المركزية بالحزب منتصف الشهر الحالى.
لفت انتباه الحضور والمشاركين فى الحلقة النقاشية غياب الداعين للحلقة، وعلى رأسهم الدكتور رفعت السعيد رئيس مجلس الجريدة ورئيس الحزب، بسبب قضائه إجازة "الويك إند" بسواحل البحر الأحمر، ونقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد لأسباب مجهولة ولم يفصح عنها.
حلم الجريدة اليومية يؤرق سياسة رفعت السعيد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة