جريمة السطو المسلح جريمة الدم والنار والهروب السريع ليست دخيلة على المجتمع المصرى، ولكن ظهورها وتكررها فى الفترة الأخيرة يجعلنا نصنفها ضمن نوعيه الجرائم الأخطر، والتى تحتل مركزاً متقدماً لتكررها بشكل يهدد الأمن العام منذ بداية العام الحالى، الغريب أن قانون الطوارئ لم يفعل شيئا لردع مرتكبى هذا النوع من الجرائم، بالإضافة أن أغلب تلك الجرائم تخرج من نطاق إدارة البحث الجنائى فالأمن العام وأمن الدولة يشاركان فى التحقيق بهذه الجرائم، كما أن العقوبات التى شرعها القانون فى هذه النوعية من الجرائم تبدأ بالسجن وتصل إلى الإعدام، ورغم ذلك معدل هذه الجرائم يتنامى بشكل مقلق لدرجة أن عصابات السطو المسلح اخترقت كل شىء من أجل تنفيذ مهمتها ولم تعط بالاً للزحام أو الأمن الخاص أو التواجد الأمنى أو غيره وأشهر الوقائع التى شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية، ما تعرض له محل مجوهرات بمنطقة الزيتون من سطو مسلح من قبل مجهولين لم يتم التوصل لهم حتى الآن.
افتح .. لصوص
منطقة العمرانية بالجيزة شهدت عملية سطو مسلح على شقة يسكنها مجموعة شباب كويتيين قام بها 4 مسجلين خطر تساعدهم فتاة ليل وبتمكنهم من دخول الشقة أشهروا الأسلحة النارية فى وجه الشباب الكويتيين واستولوا على أربعة كمبيوترات و6 هواتف محمولة و16 ألف جنيه مصرى، و300 دولار أمريكى و62 ديناراً كويتياً.
من أكثر جرائم هذا العام ما تعرضت له محال المجوهرات داخل محافظات مختلفة ففى الإسكندرية شهدت منطقة اللبان حادث سطو مسلح لمحل مجوهرات فوجئ صاحبه بـ 4 أشخاص يقتحمون عليه المحل بالنهار شاهرين أسلحة بيضاء واستولوا منه على مبلغ 120 ألف جنيه واستقلوا سيارتهم المنزوعة اللوحات ولاذوا بالهرب.
الطرق العامة لم تخل من هذه الجرائم فقد اعتاد 5 مسجلين خطر استخدام أسلحة آلية لتنفيذ جرائمهم على الطريق الصحراوى شرق العاصمة، حيث يقومون بإيقاف السيارات والاستيلاء عليها أو سلب المقتنيات المملوكة لقائدى السيارات وارتكبوا أكثر من واقعة منها أصيب أحد ضحاياهم بطلق نارى فى الظهر لمجرد أنه حاول الهرب وبعد مجهود أمنى كبير تم التوصل لـ2 منهم ولم يعلن عن القبض على آخرين.
صيد ثمين
شركات الصرافة كانت هدفاً لعصابات السطو المسلح أيضاً فقد تعرضت إحدى هذه الشركات لعملية سطو مسلح بعد أن هاجمها 3 مسجلين خطر شاهرين الأسلحة النارية وهددوا الموظفين بالقتل وقاموا بتقيدهم بالحبال واستولوا على مبلغ 117 ألف جنيه.
بالطبع لا أحد ينسى جريمة السطو المسلح التى تعرض لها بنكا مركز المراغة بسوهاج، وقد استمرت هذه العملية قرابة الساعة دون تدخل أحد من قوات الأمن سوى فى اللحظات الأخيرة وراح ضحية هذه العملية 8 أشخاص.
المصانع أيضاً لم تسلم من جرائم السطو المسلح حيث نجح مجهولون باقتحام البوابة الخلفية لمصنع "مصر بنى سويف" للأسمنت وتقييد أفراد الحراسة وسرقوا 2 بكرة كابلات كهربائية، نقلوهما على سيارة نقل ولاذوا بالهرب.
الناس جاعت
أحد الضباط السابقين، رفض ذكر اسمه، أكد أن "الناس جاعت فلابد أن تحدث مثل هذه الجرائم"، ولكن التقصير الأمنى يبرز فى الوقت الذى تستغرقه تللك العصابات فى ارتكاب الجريمة، فأحياناً يتجاوز النصف ساعة وهذا خطير جداً ويتسبب فى زيادة عدد الضحايا وهذا على عكس جرائم السطو المسلح فى أمريكا والدولة الأجنبية فلا تستغرق سوى دقائق قليلة جداً، خوفاً من الوقوع تحت قبضة رجال الشرطة فى هذه الدول كما أن أغلب الجرائم فى مصر تنتهى بعدم القبض على الجناة، فخطط البحث التى يعتمد عليها ضباط الشرطة بدائية وإمكانيات الضباط ومؤهلاتهم لا تتناسب للتعامل مع مثل هذه الجرائم.
لمعلوماتك
◄قانون الطوارئ صدر قرار بسريانه عام 1981 وتم التمديد له حتى عام 2010.
◄الرئيس جمال عبد الناصر استعان بقانون الطوارئ عام 1958 وكان رقم القانون 162 لسنة 58.
لمعلوماتك:
كان العالم يخاف من أبو نضال فى الثمانينيات مثلما كان يخاف اليوم من أسامة بن لادن، وقام بالعمليات الإرهابية التالية:
1978:
قام بعدة عمليات سميت باسم "حزيران الأسود"، تضمنت اغتيال أعضاء لمنظمة التحرير الفلسطينية فى كل من لندن وباريس ومدريد وبروكسيل والكويت العاصمة وروما.
1982:
أطلق النار على السفير الإسرائيلى فى بريطانيا شلومو أرجوف وأصابه إصابة خطيرة أقعدته مشلولا بقية حياته.
1984:
أصاب طائرة أردنية بالصواريخ عند إقلاعها فى مطار أثينا. وتضمنت قائمة القتلى الملحق الثقافى البريطانى فى أثينا، بالإضافة إلى مسئول كبير فى سفارة بريطانيا بالهند.
1985:
اختطف طائرة مصرية وقتل 6 من المسافرين على متنها، ثم مقتل 60 راكباً بعد أن تدخلت قوات الكوماندوز المصرية لإنهاء العملية.
1986:
قناص يقتل بسلاح آلى 22 مصلياً فى كنيس يهودى فى اسطنبول، و20 يلقون حتفهم مع طاقم طائرتهم الأمريكية عند اختطافها فى كراتشى.
1988:
قتل 9 وأصاب 98 فى هجوم على باخرة سياحية يونانية فى البحر المتوسط.
مصدر أمنى: "الناس جاعت فلازم يحصل كده"
جرائم السطو المسلح .. الأمن خرج ولم يعد
السبت، 25 أكتوبر 2008 07:11 م