"أطالبكم بتنفيذ ما اتفقتم عليه قبل ثمانية أشهر وتحويل ما جاء فى وثيقة الائتلاف الديمقراطى إلى أجندة عملية على أرض الواقع، وألا يكون مصير الوثيقة إدراج مكاتبكم وألا نحقق آمال الحزب الوطنى بفشلنا"، هذا أهم ما جاء فى رسالة حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع – أحد واضعى بنود الوثيقة-لرؤساء أحزاب التجمع والوفد والناصرى والجبهة الديمقراطية المشكلين للائتلاف الديمقراطى، الذى تم إعلانه فى فبراير الماضى، ومن يومها لم يتم تنفيذ بنود ما اتفقوا عليه.
رغم ما حملته الرسالة شديدة اللهجة من اتهامات وجهها عبد الرازق لرؤساء الأحزاب الأربعة، بالتسبب فى إفشال الائتلاف، فإن أحدا من رؤساء الأحزاب لم يعيرها أى اهتمام أو قام بالرد عليها سوى د. أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطى الذى ذهب وقابل عبد الرازق، ووعده بالتحرك لتنفيذ الوثيقة بعقد مؤتمر جماهيرى نوفمبر المقبل، يدعو فيه كل القوى والتيارات السياسية.
كل هذه المحاولات لإحياء الوثيقة واجهها حزب الوفد باستنكار، واعتبر الاتهامات غير منطقية، حسبما عبر عنه منير فخرى عبد النور سكرتير عام الوفد، الذى تبادل الاتهامات مع عبد الرازق لقيام الوفد بواجبه حتى الآن، فى حين لم يقدم الآخرون ما عليهم، خلافا إلى أن هذا التعاون لا يزيد حسب عبد النور عن كونه تحالفا لا يرقى لدرجة الائتلاف، مؤكدا أن حسين كان قاسيا فى نقده، مما يعد ظلما للوفد الذى كان أول من دعا الأحزاب لتكوين التحالف، معتبرا فشل الائتلاف نتيجة لسلبية الأحزاب الأخرى، الأمر الذى يدل على صعوبة نجاحه.
الحزب الناصرى لم يختلف عن الوفد فى اعتبار الائتلاف فاشلا مع بداية تأسيسه، وأن كل ما جاء فى الوثيقة كان حبرا على ورق، وهو ما كشف عنه أحمد حسن أمين عام الحزب الناصرى، معترفا بتقصير الأحزاب الأربعة فى تفعيل الوثيقة، مبررا عدم نجاح الائتلاف نتيجة عدم تنسيق الأحزاب فى انتخابات المحليات أبريل الماضى، واتخاذ كل حزب قراره منفردا دون الرجوع لأحزاب الائتلاف، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية للأحزاب الأربعة التى ساعدت على إفشال الائتلاف.
عبد الرازق عاد ليؤكد أن الفشل كان منطقيا بسبب الخلافات الداخلية، لكن هذه الخلافات حسب رأيه تم حلها والظروف مهيأة لذلك، والنجاح غير مستبعد مع إعادة الطرح على الرأى العام ووضع خطة زمنية لطرحها على القوى السياسية والنقابية.
الهجوم والاتهامات المتبادلة يرجعه د. عمرو هاشم ربيع، خبير فى شئون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى الخلافات الداخلية فى أحزاب الائتلاف، مما صرفها عن مهمتها الأساسية والنضال السياسى لتهتم بشأنها الداخلى على المواقع القيادية، مع ضغوط السلطة لفض أى اتفاق يمس الأمور السياسية، مثلما حدث فى تحالفات 1984 و1987 والذى استطاع النظام فضهما بضغوطه المستمرة وتداخلاته الأمنية، خلافا لعدم التنسيق فى انتخابات المحليات والذى عده البعض خيانة وأحدث انعدام ثقة بينهم فى بداية تكوينهم للائتلاف.
لمعلوماتك..
◄محمود أباظة رئيس حزب الوفد كان أول من دعا للائتلاف فى أكتوبر الماضى، واشترك فى كتابة الوثيقة أمناء الأحزاب الأربعة.
◄1984 حدث أول ائتلاف بين المعارضة ضد الحزب الوطنى.
عبد الرازق أكد استحالة تفعيله.. والتجمع والجبهة يحاولان
ائتلاف الأحزاب الكبيرة يحتضر سياسياً ويفجر الخلافات
الجمعة، 24 أكتوبر 2008 06:07 م
هل تنجح أحزاب المعارضة المصرية فى إحياء تحالفها؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة