أنا فى السنة النهائية فى الحياة الجامعية، لا أعرف كيف بدأت مشكلتى معى، أعانى حالة من الإحباط المستمر والرغبة فى البكاء بدون معرفة الأسباب.. شعور قاتل بالوحدة.. أتمنى أن تسأل عليّ جميع صديقاتى مع العلم بإنى اتحدث إليهن من آن لآخر.. ولكننى أشعر بأننى وحيدة.. حتى وأنا فى وسط الناس، علاقتى بأمى ليست على ما يرام فهى تثور لأتفه الأسباب.. لا تطيق الحوار معى وتفضل دوما أن تجلس بمفردها ليس لدى أخوة أو أخوات، أشعر أن حياتى ليس لها معنى ولا أعرف ماذا أريد ؟
قمت بعمل العديد من الأشياء التى من المفترض أن تسعدنى، ولكنى بعد عملها كنت أرجع متضايقة أكثر من الأول... تعرفت على شاب «من الماسنجر» ولا أعرف لماذا انجذبت نحوه وارتبطت به عاطفياً لدرجة اننى رفضت شابا آخر تقدم لخطبتى، أنا كنت معترضة تماما على الارتباط بذلك الشخص ثم استشرت صديقتين ونصحنى كل منهما أن أحاول أن أعرفه أكثر.
وبالفعل جلست معه ووجدته شخصية أخرى تماما، أنا الآن مرتاحة له ولكنى قلقة جداً ولا أعرف السبب ومتخوفة دوما، شعورى مختلط بين السعادة والخوف، وعدم الرغبة فى الاستمرار فى هذه الخطبة دون تفسير منطقى حتى نفسى ومزاجى متقلبان دائما.. أشعر دوما بالتعب النفسى.. أريد أن اشعر أن هناك شخصا أنا له كل حياته، وفى نفس الوقت خائفة لدرجة إن معدتى أصبحت تؤلمنى أصبحت أشعر بقرف من طعم المياه والأكل.. فقدت شهيتى حتى الوظائف الطبيعية مثل دخول دورة المياه أصبحت مهمة ثقيلة.
أنا أشعر بضيق من مجرد أننى آخذ دواء، مع إننى أعلم جيدا أنه علاج مؤقت إلى أن تنتهى فترة الامتحانات .
طبعاً.. ممكن تحلها
الدكتور علاء محمود مرسى.. المعالج النفسى والهيبنوثيرابست «العلاج الإيحائى» يجيب:
أولاً : من المهم الاستمرار على الدواء تحت إشراف الطبيب
أرجو أن يتسع صدرك لسؤالى الصادم هذا: كيف تحلمين بشخص تكونين له كل حياته، وأنت نفسك غائبة عن حياتك ؟؟
ماذا تريدين من حياتك؟
لقد بنيت فكرة عن الشخص الذى يريد الآن الارتباط بك.. كيف كونت هذه الفكرة وكيف صدقتيها وكيف عدلت من طريقة تفكيرك بعد اكتشافك أن فكرتك لم تكن صحيحة عنه بالكامل؟؟
إن كنت لا تعتنين بنفسك ولا تشعرين أنك أهل للعناية والحب من نفسك (هذا لا يعنى الغرور أو الأنانية على الإطلاق)، فكيف ستعرفين إذا ما كان آخر يحبك حقيقة.
وكيف ستستطيعين أن تحبى آخر؟
أنت أقرب من فى الوجود إلى نفسك.. فكيف يمكنك حب آخر وأنت لا تمارسين أفكار وأفعال الحب تجاه نفسك؟
أسباب أزمتك:
الإحباط هو نتيجة لتوقعات غير منطقية وبعيدة عن الحقيقة...لماذا تصرين على هذا؟
الوحدة سببها أنك لست صديقة لنفسك، وليس لك علاقة صحية بنفسك.. أنت غائبة عن حياتك وعن نفسك.. لماذا؟
أنصحك بمعاملة نفسك بحب وعناية حقيقية.. مارسى شيئًا من الرياضة والهوايات والترفيه.. ابتسمى كثيرا خلال اليوم ولو بدون سبب ولو كنت فى حضيض الاكتئاب.. ألا تستحقين من نفسك الحب والعناية أولا.. وقبل البحث عنها عند الآخرين؟
اعملى مع الطبيب المعالج على رسم خطة لحياتك وإنجازها.. تذكرى فقط أنها حياتك ولن يعيشها أحد بالنيابة عنك، ولن يمكنك الحصول على أى شئ فيها إن كنت غائبة عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة