د. محمود عمارة

هل سيحدث كساد فى مصر؟

الخميس، 23 أكتوبر 2008 01:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أننا لسنا جزيرة منعزلة عن العالم.. ورغم أن الأزمة التى بدأت فى أمريكا، وفى أقل من 48 ساعة طالت أوروبا، وفى أسبوع انتقلت إلى اليابان والصين وباقى دول شرق أسيا، والآن يتحدثون عن بشائرها فى استراليا.

وفى مصر، لولا أن «البورصة» المصرية المحدودة والصغيرة جداً «200 مليون دولار يوميا» تعتمد على حركة الأجانب فى البيع والشراء، لما أحسسنا بما يحدث هناك بهذه السرعة والقوة!

وبعيداً عن «البورصة»، والخسائر التى «خربت بيوت» الكثيرين من صغار المستثمرين، وألقت بظلالها على الحالة النفسية تخوفاً، ورعباً مما يمكن أن يحدث من توابع فى السياحة لمصر، ولقطاع التصدير، ولعائد قناة السويس، وتحويلات المصريين بالخارج، يظل هناك إيجابيات لهذه الأزمة:

أولاً: الانخفاض الحاد فى أسعار المواد الأولية، والمنتجات الغذائية، خاصة أننا نستورد 55 % من غذائنا.

ثانياً: سنتخلص من أهم وأخطر مشكلة كانت تواجه الاقتصاد المصرى وهى «التضخم»، الذى وصل فى الشهر الماضى إلى ما يقرب من%23

ثالثاً: معظم المصريين بالخارج الآن، يقومون بتحويل مدخراتهم «السائلة» إلى البنوك المصرية خوفاً من الإفلاسات والانهيارات فى أمريكا وأوروبا، «فى أسبوعين وصلت التحويلات إلى 2.5 مليار دولار»، وبالتالى لن يتأثر حجم تحويلاتهم فى الـ 12 شهرا القادمة، وهى المدة المقدرة للخروج من هذه الأزمة، والسبب هو ثقة المصريين فى بنوكهم والجهاز المصرفى وسياسات البنك المركزى لـ «فاروق العقدة»!

رابعاً: هذا الدرس «يُعلمنا» أن «العولمة» بحذافيرها، والتى تحكمها وتتحكم فيها الرأسمالية الأمريكية المتوحشة، يمكن أن تعصف بحياتنا وآمالنا، ورهاننا على المستقبل، إذا اندمجنا فيها بالطريقة التى يريدونها لنا، و«بشروطهم»، و«تعليماتهم»، و«أوامرهم».

خامساً: ثبت بالقطع واليقين، أنه لا إصلاح اقتصاديا بدون إصلاح سياسى شامل وحقيقى.
وبناء عليه.. وباختصار، علينا كمواطنين، وكمستثمرين عدم الارتباك، أو الوقوع فى «فخ» الخوف والتردد أو الإحباط.. فالحمد لله أن جهازنا المصرفى بهذه القوة والقدرة والرقابة والنظام ليضمن ودائع الناس 100 %

ويبقى دور الدولة وقدرتها على الحركة السريعة والمحسوبة، وقد بدأها الوزير «رشيد» فى التجارة والصناعة، وبدأ وزير السياحة فى «الصحيان» بعد سبات عميق، وها هو وزير الاستثمار يعيد ترتيب الأوراق، ويسعى لجذب استثمارات بدلاً من انغماسه فى تصفية قطاع الأعمال، أما وزير الزراعة فمازال الوضع على ما هو عليه نحن فى عالم، ووزارة الزراعة فى عالم آخر، وعلى «الرئيس» أن يتدخل بسرعة وبحسم، حتى تكتمل المنظومة لمواجهة الأزمة، وليس مقبولاً ولا معقولاً أن «نمد أيدينا» طلباً للمساعدات والمنح، ولدينا «ثروة هائلة»، مُهدرة، و«موارد طائلة» غير مستغلة!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة