عند ميلاده عام 1954 فى أسرة متواضعة للغاية، لم يتوقع أحد لـ«عبدالمنعم أحمد عبدالهادى»، أن يصبح على هذه الدرجة من التميز والتفرد والقدرة على الانضمام إلى موسوعة جينس للأرقام القياسية، بمعاش شهرى قدره خمسة جنيهات.. ليس أكثر. نجومية عبدالهادى بدأت منذ 38 عامًا، عندما كان يعمل نساجا ميكانيكيا ًفى أحد مصانع شبرا الخيمة، وأثناء متابعته للمكن.. خرج مكوك طوله 35 سنتيمترًا مصنوعا من الخشب الزان واستقر فى عينه اليمنى، لينقله زملاؤه إلى المستشفى، وهناك مكث 6 أشهر للعلاج، وخرج منه فاقداً لعينه اليمنى.
وأثناء تواجده فى المستشفى، أجبره صاحب المصنع على توقيع استقالته حتى يخلى مسئوليته من المصنع، وبعدها صرف معاشا من الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، بعد تقرير طبى تقرر فيه أن نسبة عجزه 30 %.. والمفاجأة أن المعاش قدره 3.60 قرش (ثلاثة جنيهات وستون قرشا فقط لا غير) تحت رقم ربط معاش 632654 وبكود رقم 1348.
فى حارة عواد خليفة بشبرا الخيمة، ومن داخل شقته المكونة من حجرتين بائستين، تحدث إلينا عم عبدالهادى قائلاً: «أصل جوز العيون عند الحكومة بـ 7.20 سبعة جنيهات وعشرين قرشا، وفى عام 1975 زاد معاشى ليصبح 6 جنيهات، ثم فوجئت بوقف المعاش فى عام 1977لمدة سنتين لأن اسم الأم كان غير واضح فى شهادة الميلاد، وتم استخراج شهادة أخرى موضح فيها اسم الأم، فمنحونى شيكا بمبلغ 144 جنيها قيمة المعاش المجمد لمدة 24 شهرا»، ثم ضحك ضحكة هستيرية.
وبعد فاصل الضحك بهستيريا.. استكمل: «فوجئت مرة أخرى أن معاشى تم خصم جنيه منه ليصبح 5 بدلاً من 6 جنيهات، فتقدمت بطلب للهيئة العامة للمعاشات أطالب بزيادة المعاش، وبشرنى الموظف أن معاشى سيزيد.. ولكن بعد 60 سنة.
لم ييأس عم عبدالهادى وأخذ يبحث عن معاش إضافى.. يقول: «طالبت بمعاش مبارك، وبعد توقيع الكشف الطبى وتحديد نسبة العجز بـ95 % ، صدر التقرير من مكتب صحة شبرا أول بتاريخ 12أغسطس1987، ولكن قوبل طلبى بالرفض من التأمينات بحجة إنى أتقاضى معاشا قدره 5جنيهات، فأرسلت شكاوى كثيرة إلى الرئيس مبارك والدكتورة أمال عثمان ومن بعدها الدكتور على مصيلحى.. ولم يرد على أحد».
.. ويختتم كلامه قائلاً: «المترو خرج على وش الدنيا ومازلت أنا ومعاشى وولادى الثلاثة وزوجتى المريضة تحت الأرض من 38 سنة».