فى عالم ميكانيكا السيارات، وبالتحديد لحام وإصلاح الكاوتشوك، تصل خبرة «الأسطى منى» إلى 20 عاما، رغم أن عمرها 30 عاما فقط، ملامحها الأنثوية قاربت على التلاشى مع تشبعها الكامل بالمهنة، والزبائن يتوافدون عليها بكل ثقة.
الأسطى منى تعمل فى إحدى حارات منطقة «بين السرايات» من العاشرة صباحا حتى وقت متأخر من الليل، تفتح المحل يوميا بـ «رص» ما يقرب من 50 عجلة كاوتشوك أمام المحل وتعود لتجمعها ليلا داخل الورشة.
رزقها يزيد صيفا ويقل نسبيا فى الشتاء.. تقول: «الصيف بيجيب زباين أكثر عشان السفر وكلهم بيمروا على الورشة يكشفوا ع كاوتش عربياتهم ويبدلوا فرد.. أما فى الشتا الحالة بتبقى نايمة شوية وبقعد فى التلج لحد بالليل، أصل أنا إللى بصرف على أبويا العاجز وأمى واخواتى البنات الخمسة».
حكاية الأسطى منى بدأت مبكرا مع العمل.. تقول: «أنا كنت بطلع من المدرسة وأقعد مع أبويا أبص عليه وهو بيشتغل وأساعده.. فى البداية كان بيرفض ولما لقانى غاوية وشاطرة سابنى أساعده، ولانى ماكنتش بحب أذاكر، جبت م الآخر وسبت المدرسة من تالتة ابتدائى، ومن يومها وأنا عايشة مع العربيات والكاوتش والعجل، بس نفسى ربنا يكرمنى وأقدر أبلط المحل وأجيب عدة جديدة محترمة، ده أنا باشتغل بحاجات من أيام الإنجليز.
سألتها: يعنى مش نفسك زى البنات كده تروحى الكوافير وتعملى فرح وتعيشى مع ابن الحلال؟.. فردت بحسم: لأ.. لأ خالص أنا مش بفكر فى الحاجات دى خالص، أنا الحمد لله عندى عباية بنام بيها وواحدة تانية باخرج بيها وبدلة الشغل الزرقا اللى على جتتى دى والطاقية الصوف وكده رضا، شعر إيه وفستان إيه يا أبلة؟ وبعدين أنا اللى بيتقدم لى بيكون فاكرنى كسيبة بس أنا يادوب لو حصلت 20 جنيه فى اليوم يبقى كويس، والله يا أبلة دايقة المر - تضيف الأسطى منى - مرة واحد بيه كده جانى يقيس وينفخ ويلحم عجل العربية.. حاجة كده إيه بدلة وهيلمان وبعدين باقوله خمسة جنيه يا بيه، لقيته بيدى لى بطاقته القديمة ضمان علشان مش معاه فلوس، وقالى بكره آجى أديلك الفلوس وآخدت البطاقة وقعدت عندى سنة وف الآخر قطعتها ورمتها من غيظى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة