فاطمة خير

مساحةٌ من الوحدة .. تخصنى

الخميس، 23 أكتوبر 2008 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الوحدة .. ليست أن تكون "وحيداً " ، للوحدةِ أقنعةٌ أخرى ، تتخفى وراءها لتنال منك :

أن تقود سيارتك ، متصوراً أنك امتلكت مساحةً من الخصوصية؛ لتكتشف أن مساحةً جديدةً من الوحدة قد أضيفت إلى رصيدك دون أن تدرى!

أن تكتظ الأمكنة حولك بالبشر، لكنك لن تكون موجوداً ؛ سوى .. حين تجلس أمام شاشةٍ صماء تفتحها لتنقلك إلى عالم أصدقائك، وحدها كلمة home/ وطن ، ستعنى أن ملاذاً ستنزل عنده أقدامك كى تلامس واقعاً .. حتى وإن كان افتراضياً.

سيقاطعك رنين الهاتف مراراً .. ليخترقك شخصٌ دون استئذان.
أن تضحك وحدك ، وأن تحزن وحدك ، ألا تصبح لأفراحك معنى ، و أحزانك لا يكترث لها الآخرون.
فرصةٌ للاختلاء بالذات .. لن تحصل عليها أبداً .
أن تحلم بمساحةٍ بيضاء .. تخطها ، دون أن يشاركك فيها أحد ؛ فلا تنالها.

هذه هى الوحدة.
وحدة .. ومزيد من الوحدة ، هى كل ما سيمنحه إياك عالم يكرس يوماً بعد الآخر وهمك بأنك انفتحت على الآخرين، ستفيق فى لحظة ٍ ما، لتكتشف أن مسافةً بعيدة تفصلك عن نفسك .. وعن الجميع ، ستقف فى المنتصف مرتبكاً جداً ، فلا أنت قادر على أن تعود إليك ، ولا ما تمتلكه من الطاقة قادر على الذهاب بك إليهم!

وحدة .. وعالم متسع ملىء بها، ندور فيها جميعاً دون أن نتلاقى ؛ برغم كل أوهام تكنولوجيا الاتصال ، فلا هى تغنيك عن فنجان من القهوة مع صديق ، ولا بعض الوقت دون استخدام الموبايل. مساحة من الحرية .. دوماً، هى ما يعتقد أى شخص أنه يطمح للحصول عليها، فى الحقيقة أن أقصى طموحاتنا، هى مساحة من الوحدة وحسب فى أفضل تقدير، مساحة لا يشاركك فيها أحد.
عن نفسى : مساحة من الوحدة تخصنى .. هى كل ما أحلم به.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة