أعتقد أن أى تفكير فى إعداد مشروع قانون، يقيد تعدد الزوجات لن يكون له مكان على أرض الواقع، بل أؤكد أنه لن يخرج من مهده ليرى النور فى حياة، أرسى قواعدها التشريع الإلهى، والأحكام التى وردت فى القرآن والسنة.
إن شريعة الإسلام مبناها وأساسها ومبتغاها، هو مصالح العباد فى المعاش والمعاد، وتعدد الزوجات مبدأ شرعه الإسلام لضرورات يقتضيها، والكثير من الناس لا يفهمون هذه الضرورات، أو يفهمونها ومع ذلك يتحايلون عليها، بحثًا عن إشباع رغباتهم الجنسية، ومن هذه الضرورات أن تكون الزوجة مريضة، أوليس لديها القدرة على الإنجاب، ونحو ذلك فهنا يكون التعدد لمصلحة الفرد والمجتمع فى نفس الوقت.
على الجانب الآخر فإن أمر الغلاء الذى تفشى فى المجتمع، هو ماجعل الكثيرين لا يقدرون على توفير نفقات لزوجة واحدة وليس زوجتين، بالإضافة إلى تعليم البنات وتثقيفهن وحصولهن على أعلى الدرجات العلمية، فهذا جعل من مسألة التعدد أمرًا غير مقبول، ومرفوض تمامًا من الكثير من هؤلاء الفتيات.
إننى أرى أن أى مطالبة بوضع ضوابط أوشروط، تقيد أو تمنع تعدد الزوجات، هو أمر ضد قانون الله سبحانه وتعالى، الذى أنزله ونص عليه فى كتابه المحكم، كما أنه ليس هناك من يعدد لمجرد الرفاهية، فنحن إذا نظرنا إلى الأمر بموضوعية، سنجد أن قضية التعدد تصنعها النساء وليس الرجال، فالثابت أن الزواج يقوم على الرفض أو القبول، والملاحظ أنه عندما يعرض الرجل على المرأة أن يتزوجها على أن تكون الزوجة الثانية توافق، هذا لأن الإنسان بفطرته ينشد لنفسه الوضع الأفضل وليس الأسوأ، والتعدد فى الإسلام يحفظ المرأة، ويوفر لها سبيل العفة، ويعالج مشكلات كثيرة على رأسها مشكلة العنوسة ونحو ذلك.
أما من يحتجون بأن الإمام محمد عبده دعا لتقييد التعدد، فهذا كلام مرسل، ولم نسمعه عن الإمام محمد عبده عليه رحمة الله، الذى كان علماً من أعلام الفكر والعلم، ورمزاً للاعتدال، كما يجب على أجهزة الإعلام ألا تسلط الضوء على هذا الموضوع، حتى لا يتضخم أكثر مما ينبغى، ويتم أخذه مأخذ الجد، والمفروض ألا نزيد ونعيد فيه، فلا نريد أن نتوقع البلاء قبل وقوعه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة