◄النفيس زار آيات الله وطلب مساعدتهم على نشر التشيع فى مصر.
◄حرية السنة فى العراق ترف فكرى وميليشيات الشيعة تقتل كل من اسمه عمر وأبوبكر وعثمان.
ثارت ثائرة الشيعة وبعض المتسننين، عندما تكلم وكتب عنهم الدكتور القرضاوى، أحد كبار علماء السنة المعاصرين العظام عن الشيعة, وسوف أحاول فى هذه العجالة تناول هذه المسألة بهدوء, وسوف أحصر هذا التناول فى عدة نقاط حتى أكون موضوعيا ولا أظلم أحدا:
نتفق مع الشيعة فى المطالبة بحرية الرأى والمعتقد، والتأكيد على المبادئ القرآنية الثابتة (لا إكراه فى الدين)، بشرط أن يشمل هذا حرية أهل السنة فى إيران فى أن يقيموا مسجدا لهم فى طهران، حيث إنهم منذ خمسين عاما وحتى الآن، وهم يحاولون بناء مسجد، ولكن آيات الله يرفضون ذلك حتى الآن, كما أطالب الشيعة الذين يتحدثون عن عدم التعصب، ونبذ الفرقة بين المسلمين، بأن يتوسطوا لأهل السنة فى العراق، الذين طردوا من بيوتهم ومدنهم وقراهم، بأن يسمح لهم آيات الله فى العراق بالرجوع لها تحت مسمى حرية الاعتقاد، لاسيما أن د.النفيس (وهو من شيعة مصر المشهورين) قد زار آيات الله فى العراق، وطلب مساعدتهم على نشر التشيع فى مصر.
ونتفق مع الشيعة الذين ينادون بالحرية والديمقراطية، ونعتبر أن هذه الحرية تشمل أيضا حرية كتابة أهل السنة للرد على مذهب الشيعة، وهو ما فعله د.القرضاوى وذمه عليه بعض الشيعة, لأن حرية الكتابة والتعبير ليست للشيعة فقط، ولو عبر القرضاوى أو غيره من السنة عن رأيهم اتهمهم الشيعة بأنهم عملاء للغرب, وعلى كل حال، فالكلام عن حرية السنة فى التعبير هو ترف فكرى فى دولة مثل العراق، حيث يتم قتل من اسمه عمر أو أبوبكر أو عثمان أو من اسمها عائشة أو حفصة على الحواجز التى تقيمها ميليشيات الشيعة فى الشوارع.
وأتفق مع الشيعة ومن عارض القرضاوى من المتسننين فى أننا كأمة إسلامية واحدة، نخوض صراعا مصيريا ضد أعداء الإسلام، ومن هذا المنطلق أرجو أن يسمح الأخ حسن نصر الله للمجاهدين الفلسطينيين السنة، أن يشاركوه فى شرف مواجهة العدوان الإسرائيلى عبر جبهة جنوب لبنان, لأن هذه المشاركة هى عين الوحدة, كما ينبغى أن يقدم حسن نصرالله اعتذارا رسميا عما فعلته أجهزته الأمنية، من قتل عدد من المجاهدين السنة فى عدة مناسبات، حاولوا فيها التسلل عبر الجنوب للقيام بعمليات ضد العدو الصهيونى, لأن هذا الاعتذار ربما يريح القلوب التى جرحها هذا العمل، وهذا الجرح هو الذى دعا بعض أهل السنة لتسمية قوات حزب الله اللبنانى بأنها حرس الحدود لإسرائيل, كما يلزم حسن نصر الله أن يعتذر عما فعله جنوده فى بيروت عندما اقتحموها.
كما أنه انطلاقا من هذه الوحدة الإسلامية، يلزم أن يفك الشيعة فى العراق تحالفهم مع الاحتلال الأمريكى، ويتوقفوا عن دعمه بل يقوموا بمقاومته، إذ لا يعقل أن تقوم الولايات المتحدة بكل هذه المظالم تجاه الأمة الإسلامية، ثم يظل شيعة العراق حلفاء لها يدافعون عنها ويحفظون لها مصالحها فى العراق, وبهذه المناسبة أقول لآية الله السيستانى، المرجع الأعلى للشيعة فى العالم ومقره العراق، إن استمرار امتناعه عن الإفتاء بأن قوات أمريكا غزاة محتلون، وإصراره على الإفتاء بمنع مقاومتهم، يثير التساؤلات ليس عن مذهبه فقط، ولكن عن ولائه الحقيقى أيضا, وهذا ما دفع بعض المتسرعين من السنة بدمغه بالعمالة لأمريكا، وهذا ما لا نرضى أن يقوله أحد على رجل فى مقام السيستانى لدى الشيعة, تماما كما لا نرضى أن يتفوه أحد بلفظ شائن، تجاه كبار علماء السنة كالقرضاوى وغيره.
كما أرجو من علماء الشيعة أن يعيدوا النظر فى الرتب العلمية لديهم، وما يصحبها من ألفاظ تعظيم فى غير محلها، ومنها الإطلاق على البعض «آية الله»، وأحيانا «آية الله العظمى»، و«المرجع الأعلى» و«حجة الإسلام»، خاصة أن بعض من تسموا بهذه الأسماء تخصصوا فى تعذيب المسلمين، وقتلهم بعد تعذيبهم.
وفى الوقت نفسه نأمل أن يفك الشيعة الإيرانيون تحالفهم مع الولايات المتحدة فى أفغانستان، ضد أغلبية السنة الذين يشتركون مع طالبان فى مقاومة الاحتلال الغربى، فوحدة الأمة الإسلامية لا تسمح أن ينفرد أبناء مذهب فيها (وهم هنا الشيعة)، بالتحالف مع أكثر القوى ظلما للمسلمين, لأن هذا التحالف الغريب والمدعوم من شيعة أفغانستان، يدفع متشددى السنة للتشكيك فى ولاءات الشيعة, ويصعب على عقلائنا شرح الموقف، فشيعة أفغانستان مع المحتل، وشيعة العراق مع المحتل، وشيعة إيران مع المحتل فعلا فى العراق وأفغانستان، ولا يعادونه إلا بالكلام فقط، بل نفاجأ بأحمدى نجاد وهو يتجول فى المنطقة الخضراء ببغداد فى حراسة القوات الأمريكية صباحا، بعد أن كان شتمها بالمساء, وحتى حسن نصرالله وقوات حزب الله لا تكاد تقوم بعملية واحدة ضد إسرائيل، إلا إذا لاح ضغط غربى على إيران.
أما الذين ينكرون أن الشيعة حريصون على نشر التشيع بين السنة وبروح عدائية، فإننى أنصحهم بقراءة حوار للدكتور راسم النفيس أحد قادة الشيعة فى مصر مع جريدة شيعية عراقية على الرابط التالى:
http://www.14masom.com/leqaa/47/47.htm
وقد اعتبر الصحفى الذى حاوره، أن نشر التشيع فى مصر هو «معركة الوجود أو اللاوجود», كما قال النفيس فى حواره هذا، إن مذهب الشيعة «لن تقوم له قائمة فى أى مكان ما لم يتم نشره فى مصر», جاء ذلك كله فى كلامه المنشور فى الصحيفة العراقية المذكورة.