بريئة وراء القضبان
ست سنوات لا يمكن محوها من ذاكرتى شعرت خلالها بالظلم و القهر خلف أسوار سجن القناطر، وأحسست أن الحياة توقفت ولم يعد لدى أمل فى البراءة. وفى الأسبوع الأول عشت حالة نفسية سيئة.
شاركت مع إدارة السجن فى مشروع محو أمية السجينات، وبدأت أتأقلم مع الجو المحيط بى وتركت الأمر لله، فهو الوحيد اللى عارف إننى مظلومة، خاصة أن اعترافاتى بقتل زوجى القطرى عطا الله جعفر -الذى تعرفت عليه أثناء أداء دورى بإحدى المسرحيات عام 1998- جاءت بعد الضغط على وتعذيبى.
وحملت قضيتى رقم 6849 جنايات الهرم والتى صدر فيها الحكم على بالسجن 10 سنوات بتهمة القتل العمد ولم أصدق نفسى عندما قال لى المحامى بعد 6 سنوات ضاعت من عمرى وأنا مظلومة، أنه تم القبض على المتهمين الحقيقيين عندما ضبط أحدهم يبيع ساعة زوجى القتيل بثمن بخس. شك فيه الصائغ وأبلغ البوليس، وتم القبض عليهم، واعترفوا. لتبدأ رحلتى مع البراءة، التى كانت شهادة ميلاد جديدة لى. وقتها قررت تحويل تجربتى فى السجن لفيلم سينمائى، وساعدنى كثيرا نقيب الممثلين وقتها الفنان يوسف شعبان الذى منحنى تصريح العمل لمدة عام .
حبيبة سعيد ممثلة ناشئة.
تركت الموكب لإنقاذ مصاب
تخرجت فى كلية الشرطة عام 1976. عملت لأول مرة فى بوليس النجدة بمحافظة المنيا وأذكر أننى عملت فى هذه المحافظة لمدة 26 عاما، وأثناء عملى فى البوليس خرجت مع المحافظ فى مأمورية تفقدية برفقة مدير الأمن، وأثناء مرورنا بأحد الطرق. رأيت سيارة تصدم طالبا بالثانوية العامة، لم يصب الطالب بإصابات بالغة لكنه كان يحتاج إلى معاونة، تركت موكب المحافظ ومدير الأمن وتوجهت إلى الطالب قدمت له المساعدة وحملته إلى مدرسته. بعدها انتقلت إلى إدارة المسطحات المائية بالمنيا وأثناء عملى، هناك أحضر إلى بعض المراقبين للنيل من رجال الشرطة بعض الصعايدة بتهمة أنهم يتبولون فى مياه النيل. لكنى صرفتهم ولم أحرر لهم محاضر. عاتبنى بعض رؤسائى فرددت عليهم قائلا: وما موقفكم من المصانع التى تصرف موادها السامة فى مياه النيل، والمنازل التى بنيت على النيل والبواخر التى تمر فى النيل. ثم انتقلت بعد ذلك لإدارة المركبات والإمداد بطريق السويس القاهرة وانتهت خدمتى وأنا برتبة لواء، وتفرغت بعد ذلك للعمل الأدبى ومنها «هوامش على حرية التعبير فى مصر»
لواء / حمدى البطران مدير أمن المنيا السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة