رجل أمن قومى

برهان حماد: الاصطدام بصخرة حماس

الخميس، 23 أكتوبر 2008 01:29 ص
 برهان حماد: الاصطدام بصخرة حماس حركة حماس<br>

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شخصية عسكرية، وسليل عائلة عسكرية، يتقدمها والده اللواء جمال حماد، أحد أهم رموز ثورة يوليو 1952، الذى كتب البيان الأول للثورة، وأصبح مؤرخها فيما بعد، وصاحب رؤيه سياسة وعسكرية نافذة، قدم ابنيه لنفس المدرسة التى تخرج فيها، حتى وصلا إلى أرفع المناصب فيها.

اللواء برهان حماد، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية، الذراع اليمنى للواء عمر سليمان مدير المخابرات تسلم إدارة الملف الفلسطينى الأمنى فى غزة، فى أحلك فترات الصراع الداخلى الفلسطينى، التى اقتضت أن يكون لمصر تواجد فى الداخل؛ حفاظا على أمنها القومى وبوابتها الشرقية من ناحية، واستكمالا للسير فى احتضان ومتابعة مصر للملف الفلسطينى كراع أساسى له. برهان حماد المتزوج من نادية حليم التليفزيونية المعروفة حرص على انتهاج سياسة الحياد من كل الفصائل الفلسطينية، بأن يقف على مسافة واحدة من كل الفصائل، حتى حدث انقلاب غزة، التى أرادت حماس من خلاله إنهاء الوجود المصرى فى القطاع، وبعد محاولة فاشلة لاغتياله، إثر تلويحه بالكشف عن أسماء مدبرى الانقلاب صدرت له الأوامر بالانسحاب من موقعه، والعودة إلى مصر. برهان لم يستعب عقله ما حدث فراح يصرخ: ما يجرى فى غزة بين فتح وحماس لا يمكن أن يصدق ولا يقبله منطق ولا ضمير إنسانى. هل ما أراه هو الشعب الفلسطينى العريق الواعى الوطنى المثقف والذى ضحى واستشهد منه آلاف الشهداء من أجل الحرية.

وأضاف بالحرف الواحد: يا إلهى يا إلهى، لا أصدق أن الأمر وصل إلى هذا الحد, أن يقتل الفلسطينى فلسطينيا، بينما العدو ما زال يدمر ويقتل ولا يفرق بين فتح وحماس. سأنزل إلى الشارع وبدون سلاح، وأنضم إلى الجماهير وأعلن الغضب وسأصرخ بأعلى صوتى, ليس كمسئول مصرى، بل كمواطن عربى عادى حماسة برهان غير الطبيعية, وهو رجل الأمن القومى المدرب على الاحتفاظ برباطة جأشه واتزانه, كانت غريبة, لكن العاطفى فى شخصيته غلب على الأمنى.

لم يتحمل برهان طويلا, إذ إن طريقته فى التعامل مع بقية الملفات الفلسطينية ومنها ملف الأسرى اصطدمت بصخرة حماس، التى عادت تتمنى لو كانت أنجزتها، كما أن تصريحاته بشأن الصورايخ التى تلقى على الجانب الإسرائيلى فتواجه بعنف من ناحية ولا تقدم جديدا لا للقضية ولا للمقاومة، رفضته الفصائل واعتبروه خيانة للمقاومة، ثم عادوا يطلبون الهدنة، وهو ما حذر منه برهان من البداية، وكأنه كان يستشرف رؤى المسقبل القادم لغزة بغير رضا، وكان ما توقعه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة