يفتتح د. زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مساء غد، الجمعة، معرض "مصر القديمة فى حوض البحر المتوسط" الذى يقام بحديقة المتحف المصرى بالتحرير، وذلك بمناسبة اختيار 2008 السنة الأوروبية للحوار بين الثقافات. وتوضح الملصقات المعروضة، الاتصالات التى كانت قائمة بين مصر القديمة والدول الأخرى الموجودة على ضفاف المتوسط، كما تحكى قصة المجموعات الأجنبية التى كانت تعيش فى مصر.
أكد حواس أنه يشعر بالسعادة لإقامة هذا المعرض فى المتحف المصرى، حيث يأتى الزائرون من مختلف بقاع العالم ليستمتعوا ويعلموا الكثير عن حضارة مصر القديمة، وأضاف أنه من الرائع بالنسبة لهؤلاء الزائرين أن يعرفوا أن الكثير من الثقافات القديمة قد تقابلت وأثرت فى بعضها البعض، وأن مصر كانت نقطة الاتصال الرئيسية.. يستمر المعرض حتى 26 ديسمبر المقبل والدخول مجانا.
قالت د. وفاء الصديق مدير عام المتحف المصرى إن المعرض منظم بالتعاون مع المعهد الهولندى الفلمنكى بالقاهرة بتمويل من المفوضية الأوروبية فى مصر والسفارة الملكية الهولندية بالقاهرة، وذلك بمناسبة 2008 السنة الأوروبية للحوار بين الثقافات.
وأكدت د.وفاء أن الحوار بين ثقافات الدول الواقعة على حوض البحر المتوسط ليس ظاهرة جديدة تم اختراعها مع تأسيس الاتحاد الأوروبى، ولكنها موجودة منذ القدم، فشعوب المتوسط كانت على اتصال ببعضها البعض منذ ماقبل التاريخ، الأمر الذى أصبح أكثر وضوحا الآن كنتيجة للأبحاث الأثرية. ولتوضيح هذه الاتصالات قام المعهد الهولندى الفلمنكى بالقاهرة بتنظيم معرض عن الاتصال الثقافى بين مصر القديمة والدول المتوسطية الأخرى فى مصر القديمة. ويهدف هذا المعرض إلى إلقاء الضوء على الاتصالات الواسعة والتأثيرات التى مارستها مصر على جيرانها المتوسطيين. والمعرض يوضح أيضا وضع مصر بالنسبة لطرق التجارة فى حوض البحر المتوسط القديم، وكيف تبنى المصريون القدماء الأفكار والتكنولوجيات الأجنبية.
قال كلاوس إيبرمان، سفير الاتحاد الأوربى بالقاهرة، إن الاتصالات الثقافية والحوار جزء من حياة الشعوب فى منطقة البحر المتوسط منذ آلاف السنين، أما د. كيم دوسترمات، مديرة المعهد الهولندى الفلمنكى بالقاهرة فترى أنه لمن المبهر أن نرى أن المنتجات المصرية قد وصلت الى أبعد ركن فى منطقة البحر المتوسط، أسبانيا. وأضافت نحن كعلماء آثار، معنيون بفهم كيف تم توظيف هذه الاتصالات؟ وكيف ولماذا تبادلت الشعوب المنتجات والأفكار.