فى مقابلة خاصة أجرتها مجلة النيوزويك مع الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، قال إن المؤتمر الذى عقد بين القادة الدينيين المسيحيين والمسلمين فى كامبردج علامة هامة على حدوث تقدم.. فاستماعنا بعضنا لبعض هو أول بادرة أمل لانصهار جبل الجليد بين الجانبين، ونحتاج أن نمضى فى تلك المسيرة خطوة بخطوة.
وأشار جمعة أن الأزمة الاقتصادية الراهنة تتطلب من العالم أن يتضافر معاً لحلها، فمثلا الأزمة فى الولايات المتحدة أثرت على البائع المتجول فى شوارع القاهرة، مما يعنى أننا لا نستطيع أن نعيش فى عزلة عن العالم، لذا على المسيحيين والمسلمين أن يكونوا قدوة للعالم، وأن يقودوا حركة السلام الدولية.
وردا على سؤال حول مواجهة التطرف والجماعات الأصولية، أوضح جمعة أن خطته فى سبيل معالجة هذا الأمر فى العالم العربى تعمل على مستويين، أولا استهداف فئة الشباب لأنه من هنا تبدأ المشكلات، حيث وصف الإرهاب بالسرطان الذى لابد من استهدافه مبكرا، والاتجاه الثانى ينطوى على الإرهابيين أنفسهم وتقويض نشاطاتهم وآثارهم السلبية على المجتمع، مضيفا أن العالم العربى نجح فى هذا الصدد بشكل جزئى، وكان لنا فى مصر تجربة سابقة مع هؤلاء الذين قاموا باغتيال الرئيس محمد أنور السادات عام 1981 حيث تم التحاور مع 16 ألف عضو ممن ينتمون لجماعة الجهاد الاسلامى منفذى الحادث، وكانت لدينا القدرة على إقناعهم بالأخطاء التى يرتكبونها وأقلع 14 ألفاً منهم عن تلك الأفكار الإرهابية.
وأشار جمعة إلى تلك الفتاوى التى تصدر عن هؤلاء الذين يؤيدون الإرهاب والذين يطلقون فتاوى تسىء للإسلام عبر شاشات الفضائيات، موضحا أنه لابد من معالجة هذا الأمر لأنه خطير للغاية ويؤدى للعديد من المشكلات، واصفا تلك الفئة من أصحاب الفتاوى بالجهلة الذين يفعلون ذلك من أجل أغراض خاصة والتربح بالمال، ودعا جمعة إلى ضرورة التصدى لتلك الظاهرة التى لا تمت بصلة إلى حرية التعبير، ولكنها شكل من أشكال الخداع، وقال إن حرية التعبير ليست حقاً لخلق الفوضى.
وأكد جمعة فى حواره أن الاحتلال العسكرى فى الوقت الحاضر لبعض البلدان العربية مثل العراق يؤدى لخروج العديد من الأمور عن نطاق السيطرة، فأحيانا يكون هناك خط رفيع جدا بين الأنشطة الإرهابية وقانونية الكفاح المسلح على النحو المبين فى اتفاقيات جنيف، فحيثما يكون هناك احتلال يكون هناك عدم توازن، ومن ثم تختلط مفاهيم الصواب والخطأ لدى هؤلاء الذين يرتكبون أعمال العنف.
فى ختام الحوار ضحك جمعة بعد أن طرح محاوره سؤالا حول إحساسه من التعرض للخطر نتيجة لآرائه، موضحا أنه لا يشعر بذلك لأن حجم الحب الذى يكنه فى قلبه للناس لا يسمح له بهذا الشعور.
