نشر موقع صحيفة لا ليبر بلجيك، تقريراً عن الفرق بين النظام المالى الإسلامى وغيره من الأنظمة المالية الأخرى المتعارف عليها عالمياً، متسائلاً ما إذا كان تطبيق هذا النظام قد قام بشكل أو بآخر بحماية الدول الإسلامية خلال الأزمة المالية العالمية.
يشير التقرير إلى أن المسلمين يطبقون فى أنظمتهم المالية، قواعد حازمة وفى بعض الأحيان "عتيقة"، تقوم على أسس الشريعة الإسلامية. هذه الأخيرة هى التى تنظم الأنشطة والممارسات اليومية للمسلمين فى علاقاتهم الإنسانية بعضهم ببعض.
ترجع أسس هذا النظام الإسلامى إلى القرن السابع، حيث حدد الرسول "ص" عدة قواعد للمعاملات المالية الإسلامية تعكس الجو العام السائد فى تلك الحقبة التى كان ينتشر فيها الربا. ثم بطل التعامل بهذه الأسس لفترة من الزمن، لتعود وتبعث من جديد فى السبعينيات فى مصر وباكستان، إلا أن الأمر انتهى بها إلى الفشل. وفى التسعينيات، وبفضل بنك التنمية الإسلامية، شهد الشرق الأوسط ظهور أدوات مالية جديدة بالإضافة إلى بنوك وأنظمة مالية أكثر حداثة وتوافقاً مع العالم المعاصر.
تداعيات 11 سبتمبر
يذكر التقرير رأى الخبير المالى مارك ديشيه الذى يشرح أنه فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر وتصريحات الرئيس الأمريكى بوش ضد المسلمين، الذين شهدوا تجميد مؤقت لأموالهم فى الولايات المتحدة الأمريكية، تم إعادة مبالغ ضخمة من هذه الأموال إلى الدول الإسلامية، الأمر الذى أدى إلى تطور الأنظم المالية الإسلامية بصورة مذهلة، محققة منذ عشر سنوات معدل نمو سنوى يتراوح بين 15 إلى 25%.
ما هو إذن الذى يميز النظام الإسلامى عن غيره من الأنظمة المتعارف عليها؟ يجيب مارك ديشيه قائلاً إن المال فى الإسلام لا يمثل غاية فى حد ذاته، بل إنه وسيلة لتمويل المشروعات الاجتماعية من خلال القيمة المضافة، مما يعنى أن لكل عملية مالية، يوجد بالضرورة مقابل اقتصادى فعلى. وبالتالى بات النظام المالى الإسلامى أكثر أماناً عن غيره من الأنظمة المالية التقليدية، ينعكس هذا الأمر اليوم بطريقة ملموسة من خلال تطبيق عدد من القواعد، من بينها إلغاء معدلات الفائدة داخل النظام الإسلامى، منع الاستثمارات فى بعض القطاعات كالسجائر والخمور والأسلحة ولحوم الخنزير.
يضيف ديشية: أن هذه القواعد تم تحديدها بصورة واضحة تماماً من شأنها تجنب الوقوع فى أى لبث قد ينشأ عند تطبيقها، إلى جانب التزام المؤسسات التى توضع فيها هذه الاستثمارات بمعايير ثابتة من شأنها تحقيق الاستقرار المالى.
استثمارات صحية
هل يعنى ذلك أن هذه النظم الإسلامية قد نجحت بدورها فى حماية الدول الإسلامية بصورة أو بأخرى خلال الأزمة المالية الحالية؟ يذكر التقرير أنه على الرغم من أن هذه القواعد قد عفا عليها الزمن فى بعض الأحيان، إلا أنها نجحت فى تحقيق استثمارات "صحية"، فقد كونت حول نظام التمويل الإسلامى ما يشبه الحاجز الذى مكنه من تجنب تأثير الدومينو فى الأزمة المالية التى تضرب العالم اليوم، إلا أن التقرير قد حذر فى نهايته بعدم الانخداع بالنظام المالى الإسلامى الذى يقوم أيضاً بتطوير شكل ما من أشكال الرياء يسمح له بالتعايش وبتحقيق أرباح تتوافق مع الشريعة.
هل أنقذ النظام المالى الإسلامى الدول التى تطبقه من الأزمة المالية؟
الإثنين، 20 أكتوبر 2008 12:12 م