صدر حديثا عن دار "هيفن" بالقاهرة، كتاب "قارة الرب"، تأليف فيليب جينكينز وترجمة أحمد فتحى ومراجعة وتقديم د.عفاف عبد المعطى. تناول الكتاب مستقبل المسيحية ومصالحها فى القارة الأوروبية وعلاقة الديانة المسيحية بالإسلام وأحوال الديانتين فى أوروبا حالياً ومستقبلاً وعلاقتهما وتأثيرهما على بعضهما البعض، كما ركز الكتاب على دور الأقليات المسلمة فى أوروبا التى قدر عددها بنحو 15 مليون نسمة، مشيراً للخطر المزعوم على الهوية الثقافية الأوروبية المسيحية من تدفق تيارات الهجرة من الدول الإسلامية بشكل كبير مما يهدد ديموجرافية القارة.
انتقل المؤلف جينكينز من ديموجرافية أوروبا إلى فكرة المستقبل الدينى للقارة الأوروبية، معبراً عن تخوفه من الكابوس المزعوم بتحولها لقارة إسلامية تحمل اسم "أوروبيا"، خاصة فى ظل الوضع الراهن فيها من تردى المسيحية ونمو الإسلام وتزايد أعداد المسلمين فى ظل التناقص الشديد لعدد المسيحيين إما بسبب الإلحاد والعلمانية أو بسبب انخفاض معدلات المواليد لدى الأوروبيين البيض، على عكس من ارتفاع معدلات المواليد لدى المهاجرين الوافدين من البلاد الإسلامية، مما قد يهدد بانقراض المسيحية كما يرى الكاتب، خاصة مع تدهور الأديان عامة فى ظل العلمانية الأوروبية والتحديات التى تواجهها فى العصر الحديث.
"قارة الرب" مكتوب من وجهة نظر مسيحية مخلصة تحاول الدفاع عن مصالح المسيحية دون الوقوع فى فخ التشدد مثل الكتاب اليمينيين المتشددين الذين يصورون الإسلام والمسلمين على أنهم خطر قائم ودائم، أو فى فخ التفريط الذى يمثله من يتعاطف مع الإسلام وينسى المسيحية ويدافع عن مسلمى أوروبا ويهاجم المسيحيين المتدينين ويتغاضى عن مشاعر الجماهير الأوروبية التى كانت ومازالت تشعر بهويتها المسيحية كما يرى الكاتب.
فيليب جينكينز هو أستاذ التاريخ والأديان بجامعة بنسلفانيا الأميركية وأكاديمى متخصص فى دراسة تطور الديانة المسيحية فى ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية الدولية التى تواجهها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة